الهدف من وضع البصمة في مؤسسات البلد الحكومية، هو ضبط الحضور والانصراف. وما زالت البطالة المقنعة موجودة بل زادت بسبب البصمة. فالموظف الحكومي لم يعد يفكر في الابتكار والإبداع، وكل همه أن يسعفه الوقت للحاق على البصمة، فمدارس الأولاد من جهة وزحمة الشوارع من جهة أخرى. والأدهى والأمر أن هيبة المدير ذهبت أدراج الرياح بسبب تسلط البصمة على موظفيه وعليه شخصياً، فلم يعد هناك فرق بين الموظف المنتج وغير المنتج... المبدع وغير المبدع، وصار الكل في الهوى سوى وهذه سياسة خاطئة... من الأمور المضحكة في موضوع البصمة، أن وزارة الأوقاف تدرس تطبيق البصمة على أئمة ومؤذني المساجد قبل وبعد كل صلاة، وهنا لا بد من التوقف، فإذا اهتزت ثقة الدولة في الأئمة والمؤذنين فعلى البلد السلام. برأيي أن تطبيق البصمة بشكل عام غير مجدٍ وهذا يعتبر بوجهة نظري حلا ترقيعيا لضبط إنتاجية والتزام الموظفين، وهو نتيجة طبيعية لغياب خطة التنمية للدولة، ولكن أن تصل المسألة إلى دور عبادة يُفترض في القائمين عليها المصداقية والمواظبة، فعندها تصبح لدينا أزمة ثقة حقيقة في ما بين الدولة والشعب. عندما ننتقد تطبيق البصمة بهذا الشكل والتوسع، فعلينا تقديم الحل البديل. وهنا أقول وبكل بساطة لمجلس الوزراء الذي يعقد اجتماعه الأسبوعي اليوم، عليكم أولاً عمل خطة سنوية للدولة مفصلة لجميع وزارات وهيئات الدولة ويلتزم السادة الوزراء في تنفيذ ما يقدمونه من خطة سنوية تشمل كل قطاعات الوزارة التي يديرونها أو يشرفون إدارياً عليها للنهوض بتلك الوزارات من جهة ومن جهة أخرى رفع انتاجية الموظف الحكومي. وعلى سمو رئيس مجلس الوزراء محاسبة الوزير غير الملتزم، وعلى الوزراء محاسبة الوكلاء وعلى الوكلاء محاسبة الوكلاء المساعدين، وهكذا حتى نصل إلى أصغر هرم وظيفي. وبرأيي أن هذا الحل يعزز الثقة في نفس الموظف الحكومي ويرفع من انتاجيته ويقضي على البطالة المقنعة التي أُجبرت أحياناً على الجلوس في مكاتب لقراءة الصحف بسبب تهميشها وعدم إعطائها واجبات وظيفية... اليوم على الحكومة الموقرة أن تخلق فرصا وظيفية جديدة من خلال التوسع الصناعي الحكومي وما يملك من رواتب عالية يسعى كل موظف للحصول عليها، وأن تغير التركيبة الإدارية الموجودة إلى تركيبة الفرق بدلاً من صراع الموظفين على البصمة في الدخول والخروج. عليكم إيجاد حلول مبتكرة لرفع كفاءة الموظف الحكومي حتى تنهض مؤسساتنا الحكومية من هذا الترهل والتردي... والله من وراء القصد. إضاءة: أجمل ما في البصمة أن موظفي الدولة يقومون بالسلام على زملائهم عند بصمة الخروج، ومنهم من يخرج بتقرير موجز لما حدث في هذا اليوم من أحد زملائه المتواجدين...! meshal-alfraaj@hotmail.com
مشاركة :