قال أمادو تولنتينو السفير الفلبيني السابق لدى دولة قطر، إن الخلاف الجيوسياسي الذي دام أربعة أشهر في منطقة الخليج وضع قطر الغنية في أزمة مع جيرانها، وعصف بمنطقة كانت تتسم بالهدوء في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هذا الخلاف أثر بالسلب على مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ستة دول، ويهدد الآن بتقويض الاستقرار الإقليمي.أضاف تولنتينو، في مقال نشرته صحيفة «مانيلا تايمز» الفلبينية، أن منطقة الخليج لم تشهد مثل هذه الأزمة، لافتاً إلى أنها ظلت خالية إلى حد كبير من الحرب أو اللاجئين أو الاضطرابات السياسية في السنوات الأخيرة. وسلط الكاتب في مقاله الضوء على أهمية الدور القطري في المنطقة، مشيراً إلى أنها تستضيف قاعدة «العديد»، وهي أكبر قاعدة أميركية عسكرية في المنطقة، كما أن قطر نفسها شريك عسكري رئيسي لواشنطن، وجزء من جهود أوسع تقودها الولايات المتحدة لتسهيل السلام في بعض أنحاء العالم. وأشار السفير السابق إلى أن الفترة التي قضاها في العمل الدبلوماسي في قطر شاهد خلالها نمواً سريعاً لشعبية قناة الجزيرة، التي قال إنها استقطبت جماهير الشرق الأوسط وقدمت إليهم مجموعة جديدة ومتنوعة من الآراء بعد سنوات من مشاهدتهم لمحطات التلفزيون الخاضعة للرقابة. وأشار إلى أنه كان يجري في تلك الفترة أيضاً تشييد القاعدة العسكرية الأميركية حيث شكلت العمالة الفلبينية جزءاً كبيراً من القوة العاملة. وبالمثل، كانت بداية انطلاق التوجه القطري نحو استثمار ملحمي في التعليم بهدف قيادة البلد إلى «اقتصاد معرفي» مبني على قوة عاملة متعلمة. وقال الكاتب إن مدينة التعليم العالمية موجودة الآن في قطر، وتتكون من مدرسة دولية، وأكاديمية قطر، وجامعة قطر، اللتين تقدمان دورات دراسية متنوعة تمثل فيها الطالبات الأغلبية، وتوسعت لتشمل أفرع الجامعات الأميركية مثل جامعة جورج تاون، وجامعة كورنيل، وجامعة نورث وسترن، وجامعة فيرجينيا كومنولث، على سبيل المثال لا الحصر. ومضى الكاتب للقول: إنه من قبيل المصادفة، أن شهدت إقامتي في الدوحة المرة الأولى التي تستضيف فيها البلاد مؤتمراً بيئياً دولياً مؤتمر منظمة التجارة العالمية، ومنذ ذلك الحين استضافت قطر باستمرار مؤتمرات واتفاقات بيئية بشأن تغير المناخ والتنوع البيولوجي والأنواع المهددة بالانقراض. كما كانت قطر تستضيف زيارات رسمية لرؤساء الدول ومن بينهم الرئيس الكوبي فيدل كاسترو والملك الأردني. وقال السفير إن فترة عمله الدبلوماسي كانت مناسبة أيضاً لوضع اتفاقات مثمرة بين الفلبين وقطر، مثل افتتاح أول رحلة طيران للخطوط الجوية القطرية إلى مانيلا. وفي وقت قصير، امتدت رحلاتها إلى كل ركن من أركان العالم باستخدام أحدث الطائرات التي تحمل على متنها العديد من أفراد الطاقم الفلبينيين. كما تم تنشيط السياحة من خلال رحلة إلى مانيلا لمجموعة من مسؤولي السياحة والسفر القطريين للاجتماع مع نظرائهم الفلبينيين مع زيارات جانبية لمواقعنا السياحية بما فيها سيبو. وأكد السفير على أهمية دور دولة قطر التي يقول إنها ظلت عالقة في ذهنه، معرباً عن رفضه للحصار الخليجي المفروض عليها، وما صاحبه من تفكك للعلاقات الدبلوماسية من قبل الدول المجاورة. وأشار إلى أن عيون العالم ركزت على الولايات المتحدة كمفاوض رئيسي، لكن هناك دولاً صديقة لم تتأخر في مد يد المساعدة مثل الكويت وألمانيا وإيران. واختتم الكاتب مقاله بالقول إنه مع وجود العديد من السبل للتسوية السلمية للمنازعات الدولية المتاحة في القانون الدولي بطريقة لا تعرض السلم والأمن الدوليين والعدالة للخطر، فإنني متفائل بأن أزمة الخليج سوف تحل عبر وسائل غير قضائية أو دبلوماسية.;
مشاركة :