برلين - وكالات: قالت وزارة الخارجية الألمانية، أمس، إن محاصرة دولة قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر تهدد التنمية الإقليمية، مشددة على أن حل الأزمة يصب في مصلحة ألمانيا. وأضافت الخارجية لألمانية في بيان مقتضب حول الأحداث في الشرق الأوسط: «يساورنا قلق كبير حيال استقرار المنطقة في ضوء الأوضاع الراهنة، وندعو كافة الأطراف إلى خفض التوترات». ولفتت وزارة الخارجية إلى أن «التحدث عن المخاوف علانية أمر جائز وبديهي بين الشركاء الدوليين المرتبطين بعلاقات وثيقة». ولم يشر البيان الألماني إلى قرار السعودية، فجر أمس، سحب سفيرها من برلين، رداً على تصريحات وزير الخارجية الألمانية، زيجمار جابريل، الذي وصف السياسات السعودية في المنطقة بـ»روح المغامرة». وأعلنت السعودية أنها «قررت دعوة سفيرها في ألمانيا للتشاور، وأنها ستسلم سفير ألمانيا لديها مذكرة احتجاج على تصريحات وزير الخارجية الألماني، زيجمار جابرييل»، التي وصفتها بأنها «مشينة وغير مبررة». إلى ذلك هاجمت الصحف الألمانية، الصادرة أمس، السعودية، معتبرة أن حزب الله يملك أسلحة ولا يمكن التغلب عليه عملياً في لبنان، واصفة ولي العهد محمد بن سلمان بأنه صقر غير صبور يسعى إلى تصعيد الخلاف داخل لبنان عبر استدعاء سعد الحريري. وقالت صحيفة تاغس تسايتونغ، الصادرة في برلين، إن ولي العهد السعودي بسياسته الخارجية يفجر الخطر في المنطقة. وأوضحت أن محمد بن سلمان يتواجد في وضع مريح ما يشكل فرصة للأحداث أن تتحسن في السعودية بدءاً من الاقتصاد وحتى التعليم، فهو يملك الفرصة، كما يبدو وأيضاً السلطة للتأثير على بلده كما فعل قبلها مؤسس الدولة الملك عبدالعزيز بن سعود. وأضافت هذا يعني أنه في حال لم تتفجر الأوضاع في المنطقة، فإن محمد بن سلمان يتطلع ليكون بطلاً حربياً كبيراً ويميل في ذلك إلى الإفراط غير المتناهي في تقييم الذات والاعتداد بنفسه، فهو الذي فجر كوزير دفاع شاب الحرب في اليمن، وهذا التحرك المسلح ما زال مستمراً منذ أكثر من سنتين، وتسبب في أزمة إنسانية ولم يصب هدفه. وتابعت الواقع يبين أن الحوثيين المتحالفين مع إيران ما يزالون في السلطة في صنعاء المجاورة وأطلقوا حديثاً بشكل استفزازي صاروخاً باتجاه السعوديين، وهذا محرج لمحمد بن سلمان ولم يكن الوضع أفضل في عزلة البلد الخليجي الصغير قطر التي يتهمها بن سلمان بربط علاقة ودية مع طهران، وفجأة تم قطع العلاقات وإغلاق الحدود، وحتى الدول الأخرى في مجلس التعاون الخليجي كانت مجبرة على فعل الشيء نفسه، وماذا كانت النتيجة؟ لا شيء، قطر لم ترضخ، ونفس التفكير ينطبق أيضاً على التدخل الأخير في لبنان المضطرب. ونشرت صحيفة، فرانكفورتر ألغماينه تحليلاً حول خلفيات الأزمة، قائلة يدور الأمر في الصميم حول الصراع على السلطة بين السعودية وعدوها اللدود إيران الذي يظهر أيضاً في لبنان، وعلى هذا النحو استدعت المملكة خادمها الحريري بهدف لجم حزب الله الشيعي الذي تحركه الجمهورية الإسلامية، لكن سعد الحريري لم يحرز سوى نجاح ضعيف، بالنهاية تم تفسير ذلك بأنه استقال بملء إرادته أو أنه كان يتطلع لفترة إقامة طويلة في العربية السعودية. وأشارت الصحيفة إلى أن محمد بن سلمان» المعروف كصقر غير صبور يسعى إلى تصعيد الخلاف داخل لبنان، كما يردد بالإجماع دبلوماسيون غربيون، واللبنانيون يخشون أن بلدهم الذي كان طويلاً فقط طاولة القمار للصراعات على السلطة في المنطقة أن يتحول مجدداً إلى أرض معركة. وأضافت الحريري ينفي أن تكون فترة إقامته في السعودية ليست عن طيب خاطر، ولم يتمكن من إلغاء هذا الشك أثناء ظهوره العلني.
مشاركة :