"وفيها إيه لما أكون مع أصحابي اللي بيصاحبوا بنات وبيسبّوا الدين في هزارهم بس في نفس الوقت بصلي.. متحبّكهاش ياعم!".. "ادعيلي ربنا يهديني للحجاب".. "هبقى أذاكر.. هبقى أصلى.. هبطل أسمع أغاني.. هبطل آجي على نفسي بس هعديها المرة دي عشان اتكسفت أتكلم!". جمل زي دى بنسمعها كتير اليومين دول.. طب إيه المشكلة؟! المشكلة أنك مش هتكمل صلاة طول مانت وسط أصحابك اللي بيعملوا البلاوي دي ومش مقتنع بأنك غلط، انت بتقفل قلبك وانت مش حاسس والشيطان بيهيألك انه ذنب صغير، بس النقط السودا هتكتر في قلبك وهتغطي على بياضه لحد ما هتبدلك لشخص تاني! وانتي مش هتلبسي الحجاب طول مانتي مش عايزة تلبسي الحجاب وبتسمعى دايماً كلام من اللي حواليكي زي "انتي لسه صغيرة وحلوة"، "بلاش التشدد بتاع الدواعش"، "المتحرش هيروح للمنتقبة واللي بشعرها"، "ربنا رب قلوب"! وانت مش هتذاكر وانت ليل نهار على الكافيهات، ومش هتصلى وانت بتتفرج على أفلام إباحية ومحاط بأصدقاء السوء ومبتحاولش تقرب، وهتفضل تيجى على نفسك عشان مبتعرفش تقول "لا"، ومبتحاولش تزود ثقتك بنفسك بالقراءة مثلاً! طب الحل إيه في نقاط؟ * أصل التقوى في القلب متى صلح القلب صلحت الجوارح، ومتى فسد القلب فسدت الجوارح، والنبي يشير إلى أنه ينبغي للمؤمن أن يعتني بقلبه، وأن يجتهد في صلاح قلبه وطهارته حتى تصلح أعماله وأقواله؛ كما في الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". وفي اللفظ الآخر، يقول صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" (متفق على صحته). فالقلب هو الأساس، فمتى عمُر بتقوى الله ومحبته وخشيته سبحانه والخوف منه والنصح له ولعباده- استقامت الجوارح على دين الله وعلى فعل ما أوجب الله وعلى ترك ما حرم الله. * وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر الصحيح: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل حامل المسك، ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يحذيك (يعني يعطيك)، وإما أن تبتاع منه (يعني تشتري منه)، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. أما نافخ الكير فإما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة". ويقول عليه الصلاة والسلام: "المرء على دين خليله (يعني صاحبه)، فلينظر أحدكم من يخالل". فالمؤمن ينظر في أصحابه وأخلّائه ويختار الأخيار الطيبين أهل الصلاح، أهل الاستقامة، أهل السمعة الحسنة حتى يعينوه على طاعة الله، "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" (سورة الرعد: 11)، "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً. يَا وَيْلَتا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً. لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً" (سورة الفرقان: 27-29). الخلاصة: إذا لم تحِط نفسك بالأصدقاء الصالحين والبيئة التي تعينك على طاعة الله أو حتى على تحقيق هدف ما، فلن تصل وتضيع حماستك هدراً، فوالله لن تستطيع أن تحارب الفتن والشهوات وقلبك غافل، حل المشكلة من جذورها هو العلاج الناجع، أما حل المشكلة من أوراقها فهو مُسكّن. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :