متشددو ايران يتنمرون على روحاني

  • 10/16/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة - قال محللون إن الإيرانيين سارعوا إلى توحيد مواقفهم في مواجهة النهج الأميركي الجديد المتشدد تجاه طهران غير أن من المرجح أن يستغل معسكر المتشددين الذي يتمتع بنفوذ كبير في إيران النزاع الأخير مع واشنطن في إضعاف خصومه المنفتحين على الغرب. وقال مسؤولون إن التحذير الذي أطلقه الرئيس دونالد ترامب يوم الجمعة بأنه قد يفسخ الاتفاق النووي التاريخي المبرم عام 2015 يهيئ الساحة السياسية لعودة الخلافات السياسية في نهاية الأمر داخل هياكل السلطة المركبة في إيران. وإذا ما بدأ انهيار الاتفاق الذي وقعته إيران وست قوى عالمية كبرى فإن كل من روج له مثل الرئيس حسن روحاني قد يواجه برد فعل يضر بمستقبله السياسي. وقال محللون إن المتشددين في قضية الأمن في إيران ربما يجدون أنفسهم في وضع بلا منافس في الداخل بما يمكن إيران من تعزيز دورها في الخارج ويؤدي إلى زيادة التوترات في الشرق الأوسط. أما في الوقت الحالي فالأولوية للتضامن بين صفوف النخبة السياسية المكونة من فصائل مختلفة في الجمهورية الإسلامية. وقال مسؤول كبير طلب عدم الكشف عن هويته وذلك لحساسية المسألة "المهم الآن هو الاتحاد في مواجهة العدو الخارجي". وأضاف "مصلحتنا الوطنية لها الأولوية عند كل المسؤولين الإيرانيين". غير أن روحاني وحلفاءه البراغماتيين والإصلاحيين الذين روجوا للاتفاق قد يزداد ضعف مركزهم السياسي في الداخل. وكان الاتفاق قد أدى إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران مقابل تقييد برنامجها النووي. الفرصة الذهبية لمنتقدي روحاني تحدى ترامب حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على السواء يوم الجمعة برفضه أن يشهد رسميا بالتزام إيران بالاتفاق وذلك رغم أن هذا هو رأي المفتشين الدوليين. وقال حليف لروحاني شارك في المحادثات النووية التي استمرت 18 شهرا "التوتر المتنامي مع أميركا فرصة ذهبية للمتشددين لتحجيم روحاني". وكان مرشد ايران علي خامنئي قد أيد روحاني بتحفظ عندما فتح الباب أمام الدبلوماسية مع القوى العالمية في المجال النووي غير أنه أبدى تشاؤمه مرارا إزاء احتمال استمرار واشنطن في الالتزام بالاتفاق. والمخاطر شديدة بالنسبة إلى روحاني فقد اكتسب بتقاربه مع العالم شعبية كبيرة في الداخل ومكانة في الخارج وسدد بذلك لطمة لحلفاء خامنئي المتشددين الذين يعارضون الوفاق مع الغرب والتحرر على الصعيد الداخلي. والآن انقلب الحال فيما يبدو. وقال سعيد ليلاز المحلل السياسي مشيرا إلى رفع العقوبات النفطية والمصرفية المشددة "المتشددون سيستغلون تهديد ترامب كسيف مسلط فوق رأس روحاني. وفي الوقت نفسه يتمتعون بالفوائد الاقتصادية للاتفاق". وقال مسؤول إيراني كبير آخر "سيضعف روحاني وسياسة الوفاق التي يتبعها مع العالم إذا لم يستمر الاتفاق". وأضاف "وبالطبع ستصبح السياسة الإقليمية العدوانية محتومة". وبمقتضى نظام الحكم الثنائي، الديني والجمهوري، يخضع الرئيس المنتخب لسلطة خامنئي غير المنتخب الذي سبق أن أكد سيطرته عندما هددت الخلافات الداخلية وجود الجمهورية الإسلامية. وقال حليف لخامنئي إن سياسة ترامب ستفيد المتشددين في نهاية المطاف. وأضاف "المهم الجمهورية الإسلامية ومصالحها". واحدة بواحدة ردا على ترامب أشار روحاني إلى أن إيران ستنسحب من الاتفاق إذا ما فشل في الحفاظ على مصالحها. وأصبح مصير الاتفاق الآن في يد الكونغرس الأميركي الذي قد يحاول تعديله أو إعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران. لكن حتى إذا رفض الكونغرس النظر في العقوبات فمن المحتمل أن يتعرض الاتفاق للخطر إذا لجأت واشنطن وطهران إلى أخذ خطوات انتقامية. وقال ليلاز "ما دام الجانبان يتبادلان الكلمات فقط فسيستمر العمل كالمعتاد". ومنذ رفع العقوبات بدأ روحاني إصلاح الاقتصاد، الذي أضرت به عقوبات وقيود فرضت لمدة عشر سنوات على صناعة النفط الحيوية، وأبدى ترحيبه الحار بالمستثمرين العالميين. غير أن كبار المستثمرين الأوروبيين قد يفكرون مرتين قبل دخول إيران إذا تصاعدت التوترات مع الولايات المتحدة وتزايدت الشكوك في بقاء الاتفاق. وقال دبلوماسي فرنسي كبير "إذا لم تجد الشركات الأوروبية التيسير الذي يوفره لها اتفاق سياسي يحظى بدعم الأميركيين، فسيقولون لنتوقف". ومن بين الشركات الأوروبية التي أعلنت صفقات كبرى في إيران منذ سريان الاتفاق النووي شركة ايرباص لصناعة الطائرات ومجموعة توتال الفرنسية للطاقة وشركة سيمنس الألمانية. فوضى إقليمية أغضب ترامب طهران بقوله إن الحرس الثوري الذي يخوض حروبا إقليمية بالوكالة لحساب إيران منذ عقود يمثل "قوة وميليشيا الترهيب الشخصي الفاسدة" لدى خامنئي. واتفق عدة مسؤولين في الرأي أن عداء ترامب لن يغير سلوك إيران على المستوى الإقليمي والذي يحدده خامنئي. لكن أحد المسؤولين المطلعين على سياسة صنع القرار في إيران قال إنه إذا نفذ ترامب ما هدد به "فإن إيران ستتبنى سياسية إقليمية عدوانية وأكثر تشددا". ويتهم كل من إيران والسعودية الآخر بزيادة التوترات الإقليمية. وتختلف مواقف المملكة مع مواقف القادة الإيرانيين الشيعة في صراعات في مختلف أنحاء العالم العربي بما فيها سوريا واليمن والعراق والبحرين ولبنان. وفيما يتعلق بالسياسة الاجتماعية سيسحق المتشددون المجال المتاح لروحاني لتخفيف القيود على الحريات والحقوق الفردية إذا ما فقد مكانته السياسية. ويسيطر المتشددون على القضاء وأجهزة الأمن ووسائل الإعلام الرسمية. وقال مسؤول معتدل سابق "عندما يتعرض النظام لضغوط في الخارج يزيد الضغوط في الداخل لإسكات أي معارضة".

مشاركة :