بدأ الخوف يدبّ في أهالي الأحساء من رمزهم الذي يفاخرون به وهو "جبل القارة"، بعد أن أعلنت وزارة الصحة السعودية أمس الأول تمكّن فريق من باحثيها بالتعاون مع جامعة كولومبيا الأمريكية ومختبرات "إيكو لاب" الصحية الأمريكية، من عزل فيروس "كورونا نوفل" المسبب للالتهاب الرئوي الحاد من إحدى العينات من الخفافيش في المملكة. وعززت مخاوف مرتادي الجبل اشتهار تواجد الخفافيش في جبل القارة إضافة إلى تركز المصابين بالمرض في القرى المحيطة ببلدة القارة التي يتركز فيها العديد من المزارع وقنوات الري. ويقول عبد الله السلمان، إن المَعْلم الأحسائي بات مصدر خوف للكثيرين خاصة فترة العيد شهدت توافد أكثر من 15 ألف مقيم من مختلف الجاليات من داخل وخارج الأحساء خلال اليومين الأولين من عيد الفطر السعيد على جبل القارة، وذلك للاستمتاع برؤية الأشكال الهندسية الرائعة لصخوره ورؤية واحة الأحساء الخضراء من أعلى قممه والاستمتاع بجو المغارة المعاكس للبيئة الخارجية، حيث إن الجو داخل الجبل بارد وخارجه حار. ويضيف أن الجبل طالته أيدي الإهمال ولم تلامس المشاريع التطويرية التي تم اعتمادها أعمال النظافة، حيث إن زائر الجبل يجد صعوبة في الدخول بين منافذه الضيقة بسبب الروائح الكريهة التي تغطي المكان. ويؤكد علي العويس أن الأساطير والقصص المنسوجة من الخيال كانت تسيطر على الأحسائيين فترة من الزمن عن أسرار هذا الجبل لما يحتويه من أشياء غريبة، إلا أن الوضع الحالي سيضع الأحسائيين والمختصين أمام قصص جديدة عن تواجد الخفافيش ودورها في نقل مرض كورونا. وأضاف أن ما نقرأه في الصحف ينفي ما نشاهده يومياً، حيث إن استثمارات أعلنت ثلاث مراحل، تشمل المرحلة الأولى إنشاء مطاعم صغيرة ومحال بيع هدايا وتذكارات، ومصلى نساء ودورات مياه ومصاعد تنقل إلى مدخل الجبل، وكذلك وضع أرضيات مناسبة من الطبيعة. بينما تشمل المرحلة الثانية إنشاء مصاعد عملاقة وجسر خشبي معلق ينقل إلى سطح الجبل، ووضع أضواء كاشفة على سطح الجبل لتنير الواحة ليلا. وتشمل المرحلة الأخيرة وضع تلفريك ينقل من الجبل إلى مشروع وقف زحف الرمال، مرورا بالواحة أسفله، مبينا أن العمل سيشمل وضع إنارة تتماشى مع المغارات وكذلك مدخل الجبل. يذكر أن جبل القارة يعتبر من أهم المعالم السياحية ولا بد للسائح من زيارته، ودخول مغاراته التي تتميز ببرودتها الشديدة في فصل الصيف ودفئها في فصل الشتاء، وهو متاح للزيارة طوال اليوم، ويبعد عن الهفوف 12 كيلو متراً، ومساحة قاعدته 1400 هكتار، ويبلغ ارتفاعه نحو 150 قدماً، ويقع في القرى الشرقية، وتحيط به أربع قرى: القارة والتويثير والتهيمية والدالوة، وسيجد هواة التصوير فرصة سانحة لالتقاط صور رائعة لهذا الجبل الذي يتميّز بصخوره الغريبة ذات الأشكال الجمالية الرائعة والبديعة، وتتعدد كهوف الجبل من حيث الاتساع وكثرة الأماكن التي تشبه الغرف، ولكن دخولها مقتصر على السكان المحيطين به، لمعرفتهم أزقته وكهوفه.
مشاركة :