قال خبراء في الشأن السياسي: إن الأمم المتحدة تكيل بمكيالين في إدارة عدد من الملفات المهمة في منطقة الشرق الأوسط. وشددوا على أن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش التي أعرب فيها عن أمله في الحفاظ على اتفاق إيران النووي بعد رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التصديق على التزام طهران به، يشير إلى أن المنظمة الدولية المعنية بإرساء السلام في العالم والتصدي لكافة أشكال العنف تدعم دولة إرهابية ضالعة في تمويل جماعات الإرهاب والتطرف. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د. خالد رفعت: إن الأمم المتحدة تعطي إشارة لإيران بالاستمرار في مخططاتها الإرهابية واستخدام السلاح النووي، ما يعني أن المنظمة الدولية تجهل المؤامرات الإيرانية للعبث بالمنطقة، مطالبا عددا من الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها المملكة ومصر بالدعوة لاجتماع طارئ في الأمم المتحدة لمناقشة هذه القضية الساخنة التي تشكل تهديدا مباشرا للمنطقة. ويشير د. رفعت إلى أن المخطط الإيراني يركز على بث الفرقة وزرع الفتن عن طريق تأجيج الخلافات المذهبية، وهو ما نجحت فيه في لبنان، لكن الموقف السعودي القوي أوقف تكرار السيناريو ذاته في اليمن، وقريبا سيتم قطع ذراع طهران في اليمن المتمثلة في الحوثيين. من جانبه أوضح خبير العلاقات الدولية د. أيمن سمير أن موقف الأمم المتحدة بشأن إيران يأتي بعد أيام من تقريرها بشأن الوضع في اليمن الذي تضمن مغالطات واتهامات باطلة عن استهداف التحالف الذي تقوده المملكة المدنيين والأطفال في اليمن. وشدد د. أيمن على أن سياسات الأمم المتحدة تحتاج إلى تصويب، حيث باتت المنظمة كما وصفها الرئيس ترامب «ناديا لتمضية الوقت»، لافتا إلى أن الأمم المتحدة تسرعت في الرد على استراتيجية ترامب بخصوص إيران، وكان يجب على خبرائها والأمين العام أن يدرسوا جيدا خطورة الإرهاب الإيراني على العالم، وأن يدركاو أن تملك طهران السلاح النووي من شأنه أن يجلب الخراب والدمار للعالم. ونوه د. أيمن إلى أن الأمم المتحدة منظمة معنية بإحلال السلام في العالم ونبذ الصراعات وتملك إمكانات هائلة لتحقيق هذه الأهداف، لكن ما يبعث على الأسف الشديد تحولها عن مسارها وخدمة مصالح دول بعينها ما يشكل تهديدا للأمن والسلم الدولي. بدوره قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د. طارق فهمي: إن الأمم المتحدة حادت عن مسارها السياسي بضرورة التصدي للإرهاب، حينما وقفت موقف الحياد في أزمة إيران. وأشار إلى أن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش التي أعرب فيها عن أمله في الحفاظ على اتفاق إيران النووي، يعكس ضعف رؤيته بشأن حجم المؤامرات التي تدبرها إيران للدول الإسلامية، إضافة إلى تورطها في تمويل الإرهاب مع قطر. ويرى د. فهمي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدفع باتجاه إصلاح الأمم المتحدة وتصحيح مسار العمل بها، مؤكدا أن دور المنظمة الدولية غاب بشكل فاعل في عدد من القضايا المهمة فى الفترة الماضية مثل الأزمة السورية. كان ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأم المتحدة قال: «سبق أن أشار الأمين العام مرارا إلى أن إبرام اتفاق إيران النووي كان إنجازا مهما في توطيد نظام عدم الانتشار النووي وتعزيز الأمن والاستقرار العالميين، كما أنه يعلق آمالا كبيرة على المحافظة على هذا الاتفاق».
مشاركة :