فوضى الميليشيات في طرابلس تسهل خطة حفتر للتوسع غرب ليبيا أكدت قوة أمنية تابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية سيطرتها على مسلحين بمنطقة الغرارات القريبة من مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس وتمشيطها للمنطقة، ويساعد الوضع الأمني المرتبك في العاصمة قائد قوات الجيش المشير خليفة حفتر على تحقيق أهدافه ببسط نفوذه على مناطق عديدة بغرب البلاد وخاصة العاصمة.العرب [نُشر في 2017/10/18، العدد: 10785، ص(4)]حفتر يخطط لما هو أبعد من المنطقة الشرقية طرابلس – أعلنت قوة الردع الخاصة التابعة لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا عن مقتل أحد ضباطها في الاشتباكات الدائرة بمنطقة الغرارات المجاورة لمطار معيتيقة الدولي في العاصمة طرابلس. وقالت قوة الردع عبر حسابها على موقع فيسبوك، إن آمر أحد الفرق بالقوة ويدعى ملازم أول نمير محمد الجمل لقي حتفه خلال الاشتباكات. واقتحمت القوة أجزاء من منطقة الغرارات، وقالت إنها سيطرت على من وصفتهم بـ"فلول المجرمين" وقبضت على العديد منهم بمنطقة الغرارات وأن عمليات التمشيط جارية للسيطرة الكاملة على المنطقة. وأعلنت القوة أن الغرارات "منطقة عسكرية"، وشددت على ضرورة توخي المواطنين للحذر وعدم التحرك في أماكن الاشتباك لسلامتهم. وشهدت منطقة الغرارات المحيطة بمطار معيتيقة منذ مساء الأحد اشتباكات بين قوة الردع الخاصة ومسلحين بالمنطقة بعد قيام القوة بالقبض على أحد المطلوبين لديها وقتل آخر أثناء عملية القبض، مما أغضب البعض من المسلحين في المنطقة ودفعهم إلى إغلاق الطرق والرماية على قوة الردع. وتسببت الاشتباكات بين القوة والمسلحين إلى تعليق البعض من الرحلات الاثنين وتحويل الرحلات القادمة إلى مطار مصراته، كما أسفر الأمر عن حدوث ازدحام شديد بأغلب الطرق في شرق العاصمة استمر حتى الثلاثاء. وتواصل اضطراب حركة الملاحة في مطار معيتيقة، إذ أكد مدير مكتب إعلام مطار معيتيقة خالد أبوخريص استئناف الرحلات الجوية من وإلى المطار بعد تعليقها صباح الثلاثاء. ويعد مطار معيتيقة الدولي المطار الوحيد العامل في العاصمة طرابلس، بعد تدمير مطارها الرئيسي عام 2014. ويؤكد مراقبون أن الاشتباكات التي تعيشها طرابلس تمهد الطريق للقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر لتنفيذ نواياه في توسيع نفوذه في كل ليبيا وبسط سيطرته على عدد من المناطق ولا سيما العاصمة طرابلس.حفتر يستفيد من وضع مرتبك يعيشه المعسكر المعادي له والذي كانت تقوده كتائب مصراتة، إذ أنه في أسوأ أحواله بسبب الانقسامات التي وقعت في صفوفه والاقتتال بين كتائبه وأعلن حفتر، الجمعة، أن هدفه “السيطرة على طرابلس وكل ليبيا”. وسعي للسيطرة على الحكم في البلاد ليس مستغربا. لكن الجديد في خطابه المثير للجدل، خلال حفل نظمه لعدد من ضباط قواته في بنغازي (شرق)، قوله “لم تبق سوى مساحات قليلة خارجة عن سيطرة الجيش لا تتعدى 30 ألف كلم مربع”. ولفت إلى أن “مساحة ليبيا تبلغ مليونا و760 ألف كلم مربع، والجيش (قوات حفتر) يسيطر الآن على مليون و730 ألفا منها ولم يبق إلا القليل”. ويرى مراقبون أن هذا الرقم مبالغ فيه جدا، خاصة أن قوات حفتر لا تسيطر على المنطقة الممتدة من سرت شرقا وحتى زوارة على الحدود التونسية غربا مرورا بمدن مصراتة والعاصمة طرابلس وغريان والزاوية وصبراتة وهي مدن تمثل نحو ربع مساحة البلاد وأكثر من نصف كتلتها السكانية. ولا تسيطر قوات حفتر على مناطق في الجنوب الغربي، ومنها أوباري وغات، والتي مازالت تعلن ولاءها الرسمي لحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج. لكن حفتر أحكم سيطرته على الشرق بعد إنهاء المعارك في مدينة بنغازي، وأخضع دون قتال محافظتي الجفرة وسبها، الاستراتيجيتين وسط وجنوب غربي البلاد. وفرض نفوذه على معظم أجزاء إقليم فزان (جنوب غرب) وعلى الهلال النفطي؛ أكبر حقول وموانئ النفط، ومعظم المطارات العسكرية والمدنية في البلاد وهو يعتقد اليوم أنه سيطر على معظم أجزاء الجناح الغربي لإقليم طرابلس. ويستفيد حفتر من وضع مرتبك يعيشه المعسكر المعادي له والذي كانت تقوده كتائب مصراتة، إذ أنه في أسوأ أحواله بسبب الانقسامات التي وقعت في صفوفه والاقتتال بين كتائبه. وقال حفتر إن “الجيش سيطر على المنطقة الواقعة غرب طرابلس والممتدة من زوارة على الحدود مع تونس وحتى مدينة الزاوية الواقعة على بعد 30 كلم غرب العاصمة طرابلس (مساحتها 400 كلم مربع)”، في إشارة إلى اقتراب قواته من العاصمة طرابلس. وكشف حفتر، الذي يتركز نطاق سيطرته حاليا في الشرق، أن وجهته القادمة هي مدينة الزاوية (40 كلم غرب طرابلس). وقال إنه “خلال الأيام القليلة القادمة ستتم السيطرة على الزاوية” (خاضعة لسيطرة حكومة الوفاق حاليا)، فيما يعد إعلانا مباشرا عن حرب قريبة. وأضاف حفتر خلال لقائه بضباطه إنه “منذ مدة ونحن على تواصل مع ضباط وجنود في المنطقة الغربية لضمهم إلى الجيش (قواته)، وقد انضموا وانتفضوا خلال الأيام الماضية وحرروا مناطقهم من زوارة وحتى الزاوية”، في إشارة إلى القتال الذي وقع بين غرفة محاربة داعش التي يدعمها حفتر إعلاميًا، وكتيبة “أنس الدباشي”. والهدف الذي تحدث عنه حفتر ليس خافيا بالنسبة إلى السياسيين الليبيين المؤيدين له. وقال عضو في مجلس النواب لوسائل إعلام إن “بنغازي هي الانطلاقة وليبيا الهدف”. وأكد البرلماني أن “ما قامت به قوات حفتر في بنغازي كان أمرا معدا لكي تكون المدينة نموذجا ينظر إليه سكان طرابلس، فبنغازي كانت قبل أعوام مرتعا للإرهاب والخطف والقتل واليوم (تحت سيطرة قوات حفتر) هي مدينة آمنة يحكمها قانون”.
مشاركة :