الرفاعي: الكتابة الإبداعية مهارة تستوجب الدرس المتخصص ومعرفة الشخص بأصول اللغة وقواعدها

  • 10/19/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

شدد الرفاعي على أن الكتابة الإبداعية مهارة تستوجب معرفة الشخص أصول اللغة وقواعدها وأسرارها وتنوع أساليبها، وهي في المحصلة علاقة بين الإنسان واللغة. نظم قسم اللغة العربية بجامعة الكويت محاضرة بعنوان "الكتابة الإبداعية بين الموهبة والواقع والخيال"، حاضر فيها الأديب طالب الرفاعي، وبحضور الأديبة ليلى العثمان، ود. سعاد العنزي، ود. منصف الخميري، ود. حمد العجمي، وجمع من طلاب القسم. بداية، قدمت د. سعاد العنزي الأديب طالب الرفاعي، بوصفه أحد القامات الأدبية الكويتية المعروفة، خاصة أنه كتب في القصة والرواية، وأن عددا من أعماله ترجم لأكثر من لغة عالمية، كما ساهم ويساهم بشكل واضح في تنشيط الحدث الثقافي، سواء في الكويت، من خلال الملتقى الثقافي الذي أسسه ويديره، أو من خلال جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، التي أسسها ويديرها بالشراكة مع الجامعة الأميركية بالكويت. الرفاعي بدأ المحاضرة مرحبا بالضيوف والطلبة، وأشار إلى أن مثل هذه الفعاليات تشكل السبيل الأهم لوصل الطلبة بالأديب الكويتي والعربي، مشيرا إلى أن مادة المحاضرة من كتاب سيصدر قريبا بعنوان "مبادئ الكتابة الإبداعية للقصة القصيرة والرواية". ثم عرف بالكتابة الإبداعية قائلا: "الكتابة الإبداعية هي تعبير كتابي شخصي، يعتمد على الابتكار وليس التقليد"، لافتا الى أن الكاتب إذ يحاول محاكاة الواقع، فإنه يستخدم لغته وخياله لخلق قطعة حياة فنية تضج بحيوية العيش، وتكون عامرة بشخوصها وأحداثها وأمكنتها وخصوصية بيئتها. وأضاف أن الكتابة الإبداعية إذ تعتمد في جزء منها على الموهبة، فإنها تعتمد على خمسة عناصر أساسية هي: صقل الموهبة عن طريق القراءات المتنوعة والمستمرة، للتعرف على أنواع الآداب والفنون، والتأمل في تجارب الحياة وخبراتها، ومحاولة التمعن وفهم القوانين التي تحكم الواقع وتتحكم في حركته، ودراسة العناصر المكونة للجنس الأدبي، والأسس العلمية للكتابة الإبداعية، وأيضا استخدام الخيال واللغة لتحويل المشهد الحياتي الواقعي إلى مشهد فني مبتكر ومؤثر، إضافة إلى اتخاذ مغامرة التجريب المدروس طريقا لإنتاج نصوص إبداعية جديدة، والتدريب المستمر على الكتابة، وتجويد الكتابة بمزيد من الكتابة. مهارة وأكد الرفاعي أن الكتابة الإبداعية مهارة تستوجب معرفة الشخص أصول اللغة وقواعدها وأسرارها وتنوع أساليبها، وهي في المحصلة علاقة بين الإنسان واللغة، فحين يزيد تقدير الكاتب واهتمامه باللغة، يدرس قواعدها ويتقن مهاراتها، ويعيش تجربة الخوض في طرقها ودهاليزها، فإنها ستكشف له، دون غيره، عن جمالها وأسرارها وكنوز خباياها، علماً أن الطريقة الوحيدة لتجاوز التوقف عن الكتابة وتطوير نتاجها تأتي عبر المزيد من القراءة والكتابة. ثم انتقل الرفاعي إلى التحدث عن دوافع الكتابة الإبداعية، وقال: "تختلف دوافع الكتابة الإبداعية من شخص إلى آخر، تبعا لوعيه وتجربته الحياتية وبيئته الاجتماعية والفكرية والاقتصادية. وذكر بعض دوافعها، ومنها التعبير عن خبايا النفس وتجاربها بعيشها ومعايشتها لمحن الواقع الإنساني الشخصي، وأيضا امتاع النفس البشرية، إضافة إلى تسجيل موقف حيال قضايا الواقع والإنسان، وبما يعلي من شأن القضايا الإنسانية العادلة كالحرية والديمقراطية والمحبة والصدق والخير والسلام وقضايا المرأة والطفولة، وإدانة الظلم والعنف والتفرقة والفساد. القراءة المكثفة وأكد الرفاعي أنه ربما كانت القراءة المكثفة والمستمرة تشكل عنصرا مشتركا بين جميع الكتاب العظماء الذين عرفتهم البشرية. خاصة القراءة المبكرة في سنوات الطفولة والمراهقة. وقال: "إننا ومن خلال القراءة نكتشف ونتعرف خبايا أنفسنا بتعقيدات الواقع الذي يحيط بنا، ويبدو الأمر غريبا بقدرة بعض الأعمال الإبداعية على تنبيهنا لسلوك وشخصيات وقناعات عجزت الحياة الواقعية عن لفت انتباهنا إليها". واضاف: "حتى ان معايشة واقع بعض الأعمال الفنية يكون أقوى وأكثر حضورا في مشاعرنا من معايشة الواقع الحقيقي الذي نحيا بين جنباته، لذا فإن الأعمال السردية المبدعة تمس القارئ في وعيه وتلامس مشاعره، فيتأثر وينفعل بها وقد تغير من قناعاته ومسلكه. صوت الكاتب من ناحية أخرى، اوضح الرفاعي أن الخيال "هو الحاضر الخفي الذي نستطيع من خلاله تلوين قراءاتنا، وهو أيضا المحرك الأساسي في إيصال أفكارنا عبر الكتابة، فالكتابة السردية في القصة والرواية تعتمد على فكرة تتخذ من الخيال واللغة معا أداة لاستحضار الحدث والشخوص والأمكنة والأزمنة، وبالتالي خلق واقع فني يشبه بشكل أو بآخر حياة الواقع". ومن منطلق الكتابة الإبداعية، أشار إلى أنها تعتمد في محصلتها على طبيعة وعلاقة الوعي واللاوعي لدى الإنسان الكاتب، فهو يذهب واعيا لكتابة فكرة بعينها، ويتسرب اللاوعي أثناء الكتابة ليلون لوحة تلك الفكرة ويبث الحياة بين جنباتها ويعطيها نكهتها الخاصة. واردف ان "ما يميز صوت كل كاتب عن غيره ويجعل لكتاباته بصمة تختلف عن غيرها، هو زاوية تناوله لأفكار ومواضيع بذاتها، وعلاقته باللغة التي تنعكس على لغته وطريقة صياغته للجملة التي يكتبها، مع قدرته على استخدام الخيال والفانتازيا لخوض تجربة كتابة جديدة ومتجددة".

مشاركة :