نساء الرقة وشبابها يتنفسون الصعداء بعد هزيمة "داعش"

  • 10/19/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من أن سكان الرقة كانوا يرون منازلهم تُدمر إلا أنهم شعروا بارتياح بسبب تخلصهم من الظلم الذي مارسه تنظيم "داعش" عليهم. بين الحزن والفرح، الحياة الاجتماعية في الرقة تعود تدريجياً إلى مجاريها. أصبحت الرقة، معقل تنظيم "داعش" الإرهابي بين 2014 و2017، تحمل ثقلاً رمزياً شديد الأهمية  ليس فقط على الصعيد السياسي بل على الصعيد الاجتماعي أيضاً. سواء كانت اللحظة الحالية انتصاراً نهائياً على التطرف أم لا، فإن هزيمة "داعش" في الرقة كانت مترافقةً بمظاهر الاحتفال والفرح. فعلى الصعيد  الاجتماعي بدأت  أبسط مظاهر الحياة التي حُرموا منها في ظل حكم "داعش" الإرهابية تعود تدريجياً إلى المدينة. بداية جديدة للشباب قال محمد ع. (اسم مستعار) أحد سكان الرقة الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، في حوار مع DW عربية سارداً وقائع عاشها ويعيشها: "على الرغم من أن المدينة غير قابلة للسكن لعدة سنوات قادمة وأن الوضع الإنساني سيء جداً والمفقودين كثر، إلا أن الوضع الآن أفضل حيث تحررت المدينة من سيطرة داعش." حينما كان "داعش" تسيطر على الرقة، قامت بفرض مجموعة من القوانين المتشددة على جميع السكان وبالأخص على الشباب والنساء. كان يُحظر على الشباب ممارسة أبسط الحقوق مثل الحصول على قصة شعر متماشية مع الموضة الحالية أو حلاقة لحاهم، حيث فُرض عليهم إطلاق اللحية بطول خمسة إلى عشرة سنتيمترات على الأقل وارتداء الإزار وتقصير الثوب وعدم التدخين، كما يروي شاهد العيان لـDW. حتى الجوالات أو الصور كانت ممنوعة تحت سيطرة التنظيم. وأضاف محمد ع. بأن التغيير أصبح الآن من أقصى اليمين تحت التنظيم إلى أقصى اليسار تحت قوى التحالف. قبل سيطرة "داعش كان الأمر طبيعياً للشباب اللذين يريدون أن يطلقوا لحيتهم. كان الأمر عادياً. بعد ذلك أتت داعش، فأصبح موضوع اللحية إجبارياً. بالمقابل، لما سيطرت قوات قسد، أول شيء يُجبر الشخص عليه هو أن يحلق لحيته." وكان الشباب مجبرين على ارتداء "لباس الجهاد" أو كما هو معروف بالرقة باللباس "الباكستاني" أو "الأفغاني". وأضاف محمد ع. أنه "يُلاحظ أن أول شيء يبحث عنه العديد من الشاب بعد وصولهم مناطق سيطرة قوى التحالف هو سيجارة وحلاقة اللحية وتغيير المظهر. كانت هناك ردة فعل عنيفة". بين ارتداء الحجاب وفرضه أما بالنسبة للنساء، فقد كُنَ يعانين من التهميش والاضطهاد وفرض القوانين والعقوبات الصارمة من قبل أعضاء "داعش". في حين أن هناك قيوداً غير إنسانية ضد الحريات الشخصية، تضطر المرأة إلى العيش في خوف دائم إذا كانت تنوي السير في شوارع الرقة أو الذهاب للتسوق. وأضاف محمد ع. أيضاً "أما بالنسبة للنساء، فأهم تغيير كان حرية الحركة حيث استطاعت النساء التخلص من السجن الذي وضعهن فيه داعش. كان على النساء أن يمشين منقبات ويجب أن يرافقهن مُحرم". وأوضح أن خروج "داعش" من المدينة كان خبراً ساراً للنساء في الرقة والأرياف المحيطة بها. "عادت النساء إلى وضعها الطبيعي"، وهنا يشير إلى أنه بالرغم من أن المجتمع محافظ بالرقة والحجاب كان منتشر، إلا أن النساء خلعن النقاب المفروض من قبل "داعش". "المحجبة عادت لحجابها وغير المحجبة نفس الشيء". أصداء في مواقع التواصل في مواقع التواصل الاجتماعي ركزت غالبية التدوينات والتغريدات على الدمار الشامل الحاصل في المدينة، مع صور قليلة تظهر فرحة المدنيين بالخلاص من التنظيم المتطرف، الذي استخدم المدنيين الباقين في الرقة كدروع بشرية ضد غارات طيران التحالف الأمريكي والقوى الديمقراطية السورية. فقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لامرأة تمزق جلبابها الأسود فرحاً بخروج تنظيم "داعش" الإرهابي من مدينة الرقة. وبحسب الفيديو، قامت السيدة بخلع الزي المفروض على النساء من قبل التنظيم منذ 2014 للتعبير عن فرحتها: كما أن التعليقات تتوالى بخصوص النقاب الذي فرضته "داعش" على النساء: كما يعبر الكثير من المغردين عن فرحتهم بتحرير الرقة ويأملون في العودة إلى بيوتهم بأقرب وقت: حتى أن مواقع التواصل الاجتماعي تداولت صورة أحد المحتجزين الداعشيين الذي طلب سيجارة من أحد مقاتلي قوات التحالف بعد هزيمة "داعش" بالرقة. هذا وأن معظم سكان الرقة غادروا المدينة إلى المناطق المجاورة كمخيم عين عيسى ومدينة الطبقة بالاضافة إلى مناطق في شمال حلب كاعزاز والباب ومنبج. ح.خ

مشاركة :