انخفضت أسعار النفط، أمس، لكنها حافظت على معظم المكاسب التي حققتها في الآونة الأخيرة بدعم تخفيضات الإنتاج التي تقودها «أوبك» والتوتر في الشرق الأوسط وتراجع الإنتاج الأميركي. وبحلول الساعة 1135 بتوقيت غرينتش أمس انخفض خام برنت 75 سنتاً إلى 57.40 دولاراً، وهو ما يزيد على مستويات منتصف العام بنحو 30 في المئة. ونزلت العقود الآجلة للخام الأميركي 65 سنتاً إلى 51.39 دولاراً للبرميل، وهو مستوى أعلى نحو 25 في المئة عن أدنى مستويات يونيو الماضي. وقال محللون إن بعض المستثمرين يعمدون إلى البيع لجني الأرباح بعد مكاسب لأسبوعين لكن الاتجاه الصعودي ما زال قوياً. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام الأميركية تراجعت نحو 5.7 ملايين برميل للأسبوع المنتهي في 13 أكتوبر الجاري إلى 456.49 مليون برميل. وانخفض الإنتاج الأميركي 11 في المئة مقارنة مع الأسبوع السابق إلى 8.4 ملايين برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2014، وذلك بعد إغلاقات نتجت عن إعصار. وهناك مخاطر على الإمدادات أيضاً من عدم الاستقرار السياسي في مناطق إنتاج مهمة بالشرق الأوسط. وانخفضت صادرات النفط من إقليم كردستان العراق أكثر من النصف إلى 225 ألف برميل يومياً الأربعاء الماضي بعدما استعادت القوات العراقية السيطرة على بعض حقول النفط المهمة من البشمركة الكردية. وقال محللون في مؤسسة جيفريز إن سوق النفط تتجه صوب عجز متواضع في الإمدادات، وإن من المتوقع أن يستمر ذلك حتى نهاية العام على الأقل. وأضافوا أن التخفيضات العميقة في التكلفة بقطاع النفط ستنتج عنها عائدات أكثر جاذبية للتدفقات النقدية الحرة. وتتوقع جيفريز أن يستمر تخفيض الإنتاج طوال عام 2018، وأن تتوازن الأسواق، وأن تجد الأسعار دعماً فوق نقطة التعادل عند 48 دولاراً للبرميل. بناء توافق وقال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) محمد باركيندو، إن منتجي النفط يعملون على بناء توافق بشأن تمديد اتفاق خفض الإمدادات، وإن أساس المحادثات سيكون إمكانية مده حتى نهاية عام 2018. ويبحث المنتجون مد الاتفاق في اجتماعهم المقبل يوم 30 نوفمبر المقبل. وقال باركيندو إن اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الشهر بشأن إمكانية مد الاتفاق حتى نهاية عام 2018 يُؤخذ «بجدية». وقال إن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك «يستقيان الاتجاه من التصريحات العلنية للرئيس بوتين ويتحاوران مع بقية البلدان المشاركة… لبناء توافق قبل 30 نوفمبر». وقال باركيندو إن من غير الواضح بعد إن كان القرار سيتخذ في 30 نوفمبر. ورداً على سؤال بشأن إمكانية عقد اجتماع آخر في مطلع 2018، قال إن الفالح ونوفاك سيتشاوران ويقرران. وأضاف «من الصعب القول في الوقت الراهن ما سيتقرر في نوفمبر. سيعتمد ذلك على عدد من العوامل من أهمها مدى بعدنا عن تحقيق هدفنا لتقارب العرض والطلب». وأضاف أن الفالح ونوفاك يجريان محادثات أيضاً مع منتجين لا يشاركون حالياً في اتفاق خفض الإنتاج. وقال باركيندو إن اتفاق تخفيض الإنتاج يساعد في تسريع التوازن في سوق النفط. وقال في كلمة ألقاها في مؤتمر النفط والمال في لندن «مما لا شك فيه أن هذه السوق تستعيد توازنها بوتيرة متسارعة». وأضاف «الاستقرار يعود بشكل مطرد، وهناك ضوء أكثر في نهاية النفق المظلم الذي نعبره منذ ثلاثة أعوام». النفط الصخري من جانب آخر، قال الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت الروسية إيجور سيتشن خلال منتدى لقطاع الطاقة في فيرونا، أمس، إن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى زيادة الإمدادات بشدة في 2018 وزعزعة استقرار السوق مجدداً. وأضاف سيتشن أن مخزونات النفط العالمية لم تصل بعد إلى مستواها الطبيعي وان من السابق لأوانه الحديث عن نقطة تحول في ما يتعلق بإعادة الاستقرار إلى سوق النفط. وقال إن دورة الاستثمار في قطاع الطاقة، التي لا تتماشى مع الاقتصاد العالمي، تخلق ظروفاً لحدوث عجز في النفط مستقبلاً والمزيد من التقلب في الأسعار. (لندن، واشنطن، فيرونا – رويترز)
مشاركة :