كتب محرر الشؤون الرياضيةسنرى الفانيلة الزرقاء محلقة في فضاء الرياضة من جديد قريباً .. هذه الجملة ليست نقلا لمشاعر حالمة وانما هي نقل حرفي لكلام وزير التجارة وزير الدولة لشؤون الشباب خالد الروضان الذي اعلن اليوم الخميس بكل ثقة عن توصله لاتفاق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم على مشروع قانون يتوافق مع دستور وسيادة الدولة ولايتعارض مع المتطلبات الدولية مؤكدا على ان المفاوضات مع الفيفا تبشر بخير على حد قوله.وزاد الروضان مبررا المفاوضات السرية مع الفيفا بالقول " مفاوضاتنا كانت تحتاج إلى تكتم إعلامي لأنها كانت ممكن أن تنجح أو لا واليوم قمنا بسد الفجوة مع الفيفا، ولقد أنجزنا شرطا من شروط الفيفا لرفع الإيقاف الرياضي عن الكويت وتبقى سحب القضايا وهو امر سيحدث اذا رفع الايقاف و شرطعودة الاتحادات المنحلة هو شأن الجمعيات العمومية والحكومة لاتتدخل بها.واعرب الروضان عن امله في أن يأخذ مشروع قانون الرياضة الجديد صفة الاستعجال من المجلس مشيرا الى انه قانون يمنح الاستقلالية الكاملة للأندية مطالبا الجميع بتهدأة النفوس وشاكرا الاتحاد الدولي على تعاونه معهم.انتهى كلام الروضان الذي سيبعث الامل في نفس الشارع الكويتي ، ولكن ما لم ينتهي هو مسلسل التلاعب بالالفاظ والضحك على عقول المواطنين فيما يتعلق بتسويق افكار تناقض الواقع والمنطق في محاولة لكسب مزيد من الوقت لاطالة امد الازمة.فما هو معلوم بالضرورة من ازمة الرياضة ان هناك ثلاث مطالب وضعتها المنظمات الرياضية الدولية لرفع الايقاف ، وهي تعديل القانون وسحب القضايا واعادة المجالس التي تم حلها بالاتحادات المحلية ، وبالتالي ان القفز على احد هذه المطالب انما هو هروب من تحمل المسؤولية ولن يكون يوما وسيلة كافية لتحقيق الهدف المنشود وهو رفع الايقاف .ثم ان عدم الجدية في تحمل الحكومة لمسؤوليتها في الازمة يطغى عندما يقول الوزير الروضان " اننا توصلنا لاتفاق مع الفيفا على القانون الجديد " ويشير لاحقا ان هذا القانون سينهي الازمة ، فلو كان هذا الكلام جادا وصحيحا لماذا لم تقم الحكومة باصدار هذا القانون بمرسوم ضرورة طالما ان الدستور يمنحها الحق بذلك في ظل العطلة البرلمانية ، اضافة الى ان المجلس عند استحواب الوزير الشيخ سلمان الحمود قد دفع الحكومة لاتخاذ الاحراءات التي تكفل رفع الايقاف وبالتالي صدور مرسوم ضرورة وانهاء ازمة الايقاف سيقابله البرلمان بتصفيق حار ولن تكون حجة ان لاداعي لصدور مرسوم ضرورة هذه الايام بسبب قرب انعقاد المجلس قائمة ؟!ثم ان اكبر دليل على عدم رغبة وجدية الحكومة في معالجة الازمة يكمن فيما قاله الروضان بان تلبية شرط عودة المجالس المنحلة لن تتدخل به الحكومة وانه قرار خاص بالاندية ، فهذا الكلام لايمت بالواقع ولا للحقيقة بصلة وانما هو كلمة حق يراد بها باطل ، لان من قام بحل الاتحاد الكويتي لكرة القدم هي الحكومة وليست الاندية وبالتالي فان محاولة خلط الاوراق بالرجوع لصحيح القانون الدولي الذي يعطي الجمعية العمومية الحق في حل اي اتحاد ، انما هي محاولة تؤكد عدم جدية الحكومة بحل الازمة ، خاصة وان الفيفا اعلن مسبقا ان الاجراء الذي اتخذته العمومية في سبتمبر الماضي باسقاط مجلس الادارة غير مقبول ولا معترف به ، فكيف يقول الروضان ان الحكومة لن تتدخل وهي المعنية بقرار حل الاتحاد والمعنية الاساسية بتنفيذ مطالب الفيفا وليست الاندية.اما قول الوزير الروضان ان تنفيذ مطلب سحب القضايا مرتبط برفع الايقاف ، فهذا دليل جديد على ان الحكومة غير جادة ، لانها وضعت مطلبا امام مطلب الفيفا ، فكيف يتوقع الوزير ان يقوم الفيفا بالتنازل عن مطلبه بهذه السهولة ، وما هو السند الذي يتكأ عليه الوزير ليسوق هذا الكلام غير المتماشي مع المنطق ؟!اخيرا فإننا نتمنى من الوزير الروضان ان يتذكر كلماته جيدا عندما شكر الفيفا على تعاونه وان لايقول كلاما اخر في حال جدد الفيفا تأكيده على تنفيذ مطالبه الثلاثة كاملة دون نقصان ، ويوم ٢٧ اكتوبر الجاري حيث سيلتئم المكتب التنفيذي للفيفا ليس ببعيد لنعرف ان كان الروضان باع للشارع الوهم ام اننا ظلمنا الحكومة والروضان وعندها سنقول له انت كنت على حق ونحن مخطئين ، ولكن الاهم ماذا سيقول الروضان ومن يدعم توجهه ان لم يرفع الايقاف ؟!
مشاركة :