بيروت: هناء توبي واصل بينالي الشارقة الثالث عشر فعالياته أمس الأول في بيروت بعرض «وقت قليل» للمخرج ربيع مروة وهو يحكي فصولاً من سيرة أول فتى لبناني يسقط شهيداً من أجل القضية الفلسطينية، واللافت فيه أن لينا مجدلاني بطلة العمل تؤدي شخصية الفتى. وتستخدم مجدلاني في شرح ل«الخليج» عبارات من عنوان الفصل الثاني من البينالي المعني بالطهي «على طبق مخاتل»، فتقول: «أريد تقديم الأفكار «بالملعقة» أي على مهل، وسواء كانت الأعمال «دسمة» أو «لايت» يجب أن نتذوقها على مهل وبالملعقة».وكان جمهور «البينالي» على موعد مع محاضرة باللغة الإنجليزية، تتأمل إمكانية تمثل الموت مسرحياً، قدمها خريستو دولولس نايوتو بالتعاون مع الراقص جان كابيل، اتخذ فيها نقطة انطلاق من الباليه الكلاسيكي «لا بايادير» (la bayadére) الذي أخرجه رودولف نورييف في عام 1991.وختمت نشاطات اليوم الرابع من البينالي مع عرض فيلم «مشهد عند الظهيرة» لروي سماحة، وساهمت في كتابة السيناريو ماشا رفقة، والعمل يحكي عن مخرج شاب اسمه نصري يعمل على فيلم جديد يحمل عنوان «الصورة الأخيرة» وتقع أحداثه إبان الحرب الأهلية اللبنانية. يحاول نصري أن ينقل الانفعالات بواقعيتها، ويسرد تفاصيل الأحداث، لكن زيف المشاهد المصوّرة يخذله، فيشعر أنه عاجز عن التعبير عن الموت، فيصاب بالإحباط ويقرر السفر إلى قبرص ليفرض المزيد من التوتر على مشاهده المصوّرة.. إنه التوتر الذي يفرضه الحديث عن الحرب وعن بيروت بقسميها الشرقية والغربية وخطوط التماس.في دورة البينالي الثالثة عشرة، وفي الفصل الثاني والأخير الذي تشرف عليه القيّمة كريستين طعمة، ثمة تركيز يلحظه متابع فعاليات «على طبق مخاتل»، على الأفلام السينمائية باعتبار السينما اللغة الأساس التي تربط الشعوب ببعضها.تقول كريستين طعمة «إن البينالي يسعى إلى صوغ تساؤلات وطرح أجوبة حول الأوضاع في عالم الفن وإمكاناته وكيفية إنعاش الإنتاج الفني في ظل توافر عدد من المبدعين والمخرجين والكتّاب والممثلين الذين نسعى وإياهم إلى التعاون معاً، وفق التصورات التي ترسمها مؤسسة الشارقة للفنون، بالتنسيق مع جمعية «أشكال ألوان» التي اختارت مجموعة من أهم الأفلام وعلى رأسها «موعد على العشاء» و«خرج ولم يعد» التي نكرّم من خلالها المخرج المصري محمد خان تقديراً لإسهاماته في السينما المصرية، إلى جانب باقة من أجمل الأفلام القديمة والحديثة».والجدير بالإشارة أن أعمال محمد خان تعتبر بمثابة كفاح متواصل لإبراز حياة الطبقة العاملة في المدينة، وفي الفيلمين السابق الإشارة إليهما، ثمة تصوير للحياة اليومية، وتطرق للقضايا الاجتماعية والدلالات الواقعية التي جعلت «خان» إحدى قامات السينما العربية.على جانب آخر، وبوصفه واحداً من جيل المهاجرين الذين سافروا بطريقة غير شرعية من كردستان العراق إلى أوروبا سيراً على الأقدام يحاكي «هيوى ك» في فيلمه «ما قبل الصورة» تجربة الهجرة إلى بلدان أجنبية.أما فيلم «طرابلس ملغاة» لنعيم مهيمن فيعرض بتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون ومؤسسة الجميل للفن ودوكومنتا 14، ويحكي قصة رجل يتبع روتيناً يومياً من المشي والتدخين وكتابة الرسائل.
مشاركة :