وزير الخارجية الأميركي يقوم بزيارة إلى السعودية وقطر في إطار مساعيه لتسوية الأزمة بين البلدين ثم سيتوجه إلى الهند وباكستان لبحث شراكة إستراتيجية معهما.العرب [نُشر في 2017/10/20]تيلرسون في جولة خارجية لـمعالجة المشاكل واشنطن- ستحاول الولايات المتحدة مرة جديدة لحلحلة ازمة الخليج خلال زيارة وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الى السعودية وقطر، ولكن بامل ضعيف في تجاوز المأزق الحالي. وقال تيلرسون قبيل الزيارة التي سيجريها إلى البلدين الجارين نهاية الاسبوع، "لا اتوقع التوصل الى حل سريع". ويتعارض هذا التشاؤم مع تفاؤل الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي توقع قبل شهر نهاية سريعة لهذه الازمة غير المسبوقة في خطورتها في منطقة الخليج. وكان تيلرسون الذي يعرف المنطقة بشكل جيد منذ ان كان رئيسا لمجلس ادارة المجموعة النفطية "اكسون-موبيل"، اخفق خلال مهمة اولى في اكتوبر، في تحقيق مصالحة بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها، السعودية والامارات والبحرين ومصر. وقطعت الدول الاربع، وعلى رأسها السعودية، علاقاتها مع قطر في الخامس من يونيو بعد زيارة لترامب الى الرياض، متهمة الدوحة بدعم "الارهاب" والتقرب من ايران الشيعية. ومنذ ذلك الحين، وصلت الازمة الى طريق مسدود على الرغم من وساطة قامت بها الكويت. وبينما اوحى الرئيس الاميركي في بداية بانه يدعم عزل قطر، ابقى وزير خارجيته اتصالاته مفتوحة مع كل اطراف الأزمة وبات ينتقد علنا الدول العربية الاربع المقاطعة للدوحة. وقال تيلرسون "يبدو ان هناك غيابا فعليا لاي رغبة بالدخول في حوار من قبل بعض الاطراف المعنية"، قبل ان يضيف "يعود الان الى قادة الرباعي (الدول الاربع) القول متى يريدون الدخول في حوار مع قطر لان هذا البلد كان واضحا جدا بالاعراب عن رغبته بالحوار". واكد "نحن جاهزون للقيام بكل ما هو ممكن لتسهيل التقارب، الا ان الامر يبقى مرتبطا بالفعل حتى الان بقادة هذه الدول". الهند وباكستان من جهتها، قالت هيذر نويرت الناطقة باسم تيلرسون ان وزير الخارجية يشعر "بخيبة امل" في غياب اي تقدم "لكنه سيشجع الدول على الجلوس للتحاور". الا انها اضافت "لا يمكننا اجبارهم على شيء لا يريدون فعله". وكان "الرباعي" قدم في يونيو سلسلة مطالب الى قطر اهمها في نظر المحلل نفسه، اغلاق قناة الجزيرة الفضائية ووقف دعم عدد من الجماعات في المنطقة. واشار الى ان قطر "لا تقدم اي تنازلات باستثناء التأكيد على انها منفتحة على مفاوضات ولا احد يريد فقدان ماء الوجه"، مؤكدا انه "يجب على الولايات المتحدة التدخل". وسيتوجه تيلرسون بعد ذلك الى باكستان والهند في اول زيارة له الى جنوب آسيا منذ توليه مهامه في ادارة ترامب التي عرضت في اغسطس استراتيجيتها للنزاع في افغانستان. وأفادت وزارة الخارجية الاميركية ان تيلرسون سيبحث في اسلام اباد مع عدد من القادة "الدور الاساسي لباكستان في إنجاح" هذه الاستراتيجية. وكان الرئيس ترامب مارس ضغوطا كبيرة على السلطات الباكستانية المتهمة بالتساهل مع حركة طالبان. وفي نيودلهي، سيحاول بحث "الشراكة الاستراتيجية" المعززة التي تريد الولايات المتحدة اقامتها مع الهند "للقرن المقبل" والتي اشاد بها مطولا في خطبه هذا الاسبوع في واشنطن. وقال دبلوماسي اميركي رفيع المستوى ان تيلرسون "يمضي وقتا طويلا في معالجة مشاكل. واما الهند، فهي فرصة". وبعدما شددت على الدور الايجابي الذي تلعبه نيودلهي في تطوير افغانستان بهدف تعزيز الضغط على الباكستانيين، تلعب الولايات المتحدة الآن على وتر التعارض بين الهند "كديمقراطية كبيرة" والصين "كمجتمع غير ديمقراطي". وفي نهاية الجولة سيبحث وزير الخارجية في جنيف في الازمات الانسانية مع مسؤولين في عدد من المنظمات الدولية قبل ان يعود الى واشنطن في 27 اكتوبر.
مشاركة :