لا يختلف العقلاء على قوة ورصانة وشجاعة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم. فمهما اختلفنا أو اتفقنا مع توجهاته وإدارته للمجلس، فإننا اليوم نرفع له العِقال تحيةً وتقديراً، فقد استطاع بثوان معدودة لم تتجاوز الخمس والأربعين، أن يلقن وفد البرلمان الإسرائيلي درساً لا ينسى، ويشن عليه هجوماً لا يصد ولا يرد وينعت اعضاءه بقتلة الأطفال ومرتكبي جرائم إرهاب الدولة، وعديمي الحياء... ويقول لممثل اسرائيل في المؤتمر البرلماني الدولي الذي عقد في مدينة سانت بطرسبورغ، لو كانت لديه ذرة من الكرامة لخرج من المؤتمر بعدما اكتشف الحضور زيف مداخلته، وخاطبه بقوة قائلاً «عليك أن تحمل حقائبك وتخرج من القاعة بعد أن رأيت ردة الفعل من كل البرلمانات الشريفة، اخرج الآن من القاعة إن كانت لديك ذرة من الكرامة... يا محتل، يا قتلة الأطفال». هذا الرد الحازم لا يصدر سوى من الأقوياء كشخص الرئيس الغانم الذي أكد على الدور التاريخي لدولة الكويت في التصدي للعدو الإسرائيلي، والذي استقبلته الشعوب العربية والعالمية المحبة للسلام والمدافعة عن الإنسانية، بسيل عارم من التقدير والاحترام لدولة الكويت ولشخص الرئيس والوفد الكويتي الذين أوصلوا رسالة الكويت الإنسانية والتي تقف مع الحق الفلسطيني وترفض الإرهاب بكل أشكاله. هذا الموقف البطولي كان مخططا له من قبل الرئيس الغانم والوفد البرلماني الكويتي ولم يأت بمحض الصدفة، فكل شيء كان يسير بطريقة هندسية، فالرئيس الذي يحمل بكالوريوس الهندسة الميكانيكية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، من جامعة سياتل الأميركية، استطاع أن يرسم ذلك بطريقة ديبلوماسية ويحشد الأصوات البرلمانية العربية والإسلامية، لمصلحة مرشحة البرلمان المكسيكي غابريلا كويفاس،التي وعدت بتبني القضايا العربية والإسلامية لتفوز برئاسة الاتحاد البرلمان الدولي، بخلاف مرشحة الأوروغواي التي لم تبد أي اهتمام بالقضايا العربية والإسلامية. كما أن تلك الخطة أثمرت عن الكلمة التاريخية التي ألقاها الغانم وأسفرت عن طرد وفد البرلمان الإسرائيلي من المؤتمر، وهذا ما اثلج صدورنا جميعاً أن دولة الكويت بحكامها وشعبها متمثلاً بمجلس الأمة، استطاع أن يلقن الإسرائيليين درساً لا يمكن أن ينسوه بالدفاع عن القضايا الإسلامية والعربية، وكانوا دائماً مع الحق وضد كل أنواع التطرف والإرهاب. فهذه تحية وتقدير للرئيس الغانم وأعضاء الوفد البرلماني أبعثها عبر هذه السطور لأُشيد بموقف تاريخي لا يمكن لي أن أتركه يمضي من دون أن أدونه في سجلي الصحافي. شكراً من القلب يا أبناء بلدي الذين أفتخر بكم. كم أنت كبير يا وطن النهار بما يصنعه أبناؤكم المخلصون. Mesfir@gmail.com @mesferalnais
مشاركة :