يحتضن ملعب الغرافة مواجهة خاصة، بدايةً من الخامسة وخمس وعشرين دقيقة، تجمع بين فريقي أم صلال والدحيل، في واحدة من أهم مباريات الجولة الخامسة؛ باعتبارها مباراة قمة جدول الترتيب بين حامل اللقب ومتصدر الترتيب العام المؤقت من جهة وصاحب المركز الثالث من جهة ثانية. تعتبر المباراة أول اختبار حقيقي لفريق أم صلال وقدرته على مجاراة الكبار هذا الموسم، بعدما تمكّن من تحقيق ثلاثة انتصارات وتعادل مرة واحدة، دون هزيمة حتى الآن؛ لذلك فمواجهة الليلة تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للصقور لقياس مدى جاهزيتهم وقدرتهم على مجاراة كبار الدوري والمنافسة على المراكز الأولى. يملك أم صلال أقوى خط دفاع حتى الآن؛ إذ لم تهتز شباكه سوى مرتين فقط أمام الخريطيات والعربي في الجولتين الأولى والثانية، وهو بذلك يختبر قدرة مهاجمي لخويا باعتبارهم الأقوى حتى اللحظة؛ حيث سجلوا 16 هدفاً بمعدل أربعة أهداف في كل مباراة، وهو رقم كبير يضع حارس أم صلال ودفاعه في امتحان حقيقي. إذا كان فريق أم صلال قد أظهر حنكة في تدبير المباريات السابقة؛ فإن مدربه سيكون في اختبار تكتيكي الليلة أمام فريق قوي، خصوصاً أن الفرق التي واجهها حتى الآن موقعها في أسفل جدول ترتيب دوري النجوم، في حين أن منافسه اليوم من العيار الثقيل فهو حامل اللقب ومتصدر الترتيب المؤقت. في المقابل سيكون هجوم الدحيل في مواجهة مع أقوى دفاع حتى الآن لاختبار قدرته على اختراق كل خطوط الدفاع، خصوصاً بعدما نجح في هز شباك الريان خمس مرات في المباراة المثيرة للجدل في الجولة الثالثة في الدوري، وهو لحد الساعة يسير بخطى ثابتة دون أخطاء. يملك فريق الدحيل كل المقومات التي تخول له تحقيق الفوز، لكنه سيكون بحاجة إلى تدبير تكتيكي مختلف للتعامل مع منافسه الليلة لاكتشاف الثغرات واستغلالها بالشكل الأمثل لتحقيق الفوز الخامس على التوالي ومواصلة الانتصارات والتشبث بصدارة الدوري، ولو في غياب مدافعه لوكاس منديز المصاب، لكنه يملك لاعبين قادرين على سد الفراغ شريطة ألا يستهين بالمنافس. لعلّ جمال بلماضي ما زال يتذكر جيداً الهزيمة المفاجئة التي مُني بها الموسم الماضي على يد أم صلال، وهي الخسارة التي كادت تحرمه من اللقب لولا أن الفريق نفسه عاد وقدّم له خدمة جليلة عندما فرض التعادل مع السد فيما بعد، وهو معطى يدفع الدحيل إلى البحث عن رد الاعتبار. وتعدّ مواجهة الليلة واحدة من أفضل المباريات في هذه الجولة، والمقرر أن تحدد ملامح الصراع في قمة جدول الترتيب؛ فالدحيل حامل اللقب وأحد الفرق المنافسة الدائمة على الألقاب، وأم صلال قدم نفسه في الجولات الثلاث الأولى باعتباره الفريق الطامح إلى مزاحمة الكبار، رغم أن الوقت مبكّر للحديث عن ألقاب الموسم، لكن المباراة يمكن أن تشكّل تصوراً مبدئياً عن قدرة الفريقين على الحفاظ على مستوى فني ثابت لوقت طويل.;