أسمه محمد نظري، اعتقله الأمن الإيراني قبل 24 سنة، عندما لم يتجاوز عمره الـ 23 عاما، بتهمة الإنتماء لحزب سياسي كردي محظور في إيران لمطالبته بالحقوق القومية، فحكم بالإعدام ولم ينفذ الحكم حيث تم تخفيفه للمؤبد لكن محمد يقول بأنه رأى ماهو أصعب من الإعدام خلال فترة المؤبد التي إجتازت عدد سنوات عمره قبل اعتقاله، حيث فقد شبابه وجميع أفراد عائلته فلم يعد يفرق الآن بين السجن وخارجه حسب آخر رسائله. رحلت أمه ولم يسمح له النظام بالإفراج ليوم واحد كي يراها ولو للمرة الأخيرة قبل دفنها وتوفي والده وتكررت المأساة ولحقهما شقيقه ولم يرحمه سجانيه. أما اليوم وهو يقبع في سجن كوهردشت كرج، فلم يبق له الا شقيقة واحدة لاتملك النقود الكافية للسفر من كردستان إلى محافظة كرج حيث تبعد مئات الكيلومترات عن سكناها. تقول منظمات حقوق الإنسان إن "قانون العقوبات الإسلامية الجديد" في حال تم تطبيقه على ملف محمد نظري عندها يجب أن يكون السجين الكردي حرا طليقا، لكن يبدو أن نظري ليس لديه محام أو أسرة تتابع ملفه لذلك قام هذا السجين بالاضراب عن الطعام للفت إنتباه العالم عما يتعرض له من ظلم حيث فقد أجمل أيام حياته داخل سجن بسبب إنتماءه السياسي دون يعرض حياة أحد للخطر.أمراض نفسية وجسدية تقول منظمة "حملة حقوق الإنسان في إيران" إن نظري يعاني من أمراض نفسية وجسدية حيث فقد أسنانه بسبب مخالفة سلطات السجن لعرضه على طبيب أسنان كما أنه يعاني من ألم في الرقبة كما فقد القدرة على الحركة بشكل مفاجئ. وجاء في تقرير المنظمة إن الناشط الكردي الإيراني، لم يذق خلال 24 عاماً الماضية إلا طعام السجن حيث لا يوجد من يوفر له مبلغا معينا لشراء طعام مختلف مثل الفواكه التي يعرضها السجن للبيع. وأكدت المنظمة المختصة في شؤون السجناء الإيرانيين إن سلطات القضاء الإيراني لم تمنح محمد نظري بإجازة خارج السجن حتى يوم واحد، خلال 24 عاما الماضية.ماذا كتب نظري للعالم؟ كتب نظري رسالة مفتوحة يخاطب فيها الإيرانيين جاء فيها: "لا تتركوني وحيدا، انا لم يبق لي أحد غيركم، لا أب ولا أم ولا شقيق حيث تم دفن جميعهم في مقبرة بوكان، أنتم أملي الوحيد، ساعدوني كي يسمع العالم ندائي، لم يبق لي الا الإضراب عن الطعام والموت للتخلص من هذا العذاب، ساعدوني كي أصل إلى حقي في الحرية التي سلبوها مني، غير ذلك سأستمر بالاضراب عن الطعام حتى الموت، وأذهب إلى حيث تم دفن أبي وأمي وشقيقي في بوكان". ثم أضاف نظري: "يمر الآن على إضرابي عن الطعام 83 يوما لكن لا أحد يجيب على مطالبتي بالحرية". وأكدت مواقع إيرانية معارضة اليوم السبت إن السلطات القضائية نقلت نظري لمستشفى قريب للسجن خوفا من موته حيث سيثير ضجة إعلامية كبيرة لاسيما خارج البلاد بسبب عدم الإستجابة إلى مطالبه باعادة محاكمته أو الإفراج عنه.رد المرشد "صاعق" وكتب موقع "كردبا" نقلا عن مصادر إن شقيقة محمد نظري كتبت رسالة إلى بيت المرشد علي خامنئي، قبل أيام، مطالبة إياه بمتابعة ملف أخاها، فجاءها الرد سريعا من بيت المرشد قائلا: "كان المفترض أن يتم إعدامه قبل 18 عاما!".
مشاركة :