طفرة التقنية والأسواق الناشئة

  • 10/22/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ستيف جونسون* توقعت شركات الدراسات أن تستمر شركات التقنية الصينية في تحقيق معدلات ربح عالية بين 35% و40% خلال العام المقبل. لكن بنك «يو بي إس» توقع أن تهبط أرباح شركات التقنية العشر الكبرى المدرجة على مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة إلى حدود 18% ما يعني أن أسهم المؤشر ستواجه صعوبات نظرا لمحدودية نطاق التحليق حتى الآن.التحليق الاستثنائي الذي تشهده أسهم شركات التقنية العالمية الكبرى جوجل وأخواتها، رفع مؤشرات الأسهم في وول ستريت إلى مستويات قياسية حتى الآن. لكن ما هو أهم رغم أنه لا يحظى بالتغطية الكافية هو أن أسهم شركات التقنية كانت العامل الحاسم في رفع مؤشرات أسهم الاقتصادات الناشئة أيضا.فقد تجاوزت حصة أسهم التقنية في مؤشر مورجان ستانلي الخاص بالأسواق الناشئة الذي كانت شركات السلع الاستراتيجية تشكل ثقله الأساسي، حصتها في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 حيث بلغت 25.5% مقابل 23.2% لأول مرة. ولا تبدي عمالقة التقنية أي حرج في هيمنتها تلك حتى الآن. فقد بلغت حصة قطاع التقنية 47% من إجمالي المكاسب التي حققها مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة هذا العام وهي 29%، مقارنة مع مساهمتها في المؤشرات الرئيسية العالمية التي بلغت وسطيا 29% حسب بيانات بنك «يو بي إس». وإذا أضفنا إلى ذلك أن أسهم شركات القطاع المالي وسلع المستهلك تشكل 28% من مؤشر مورجان ستانلي، فهذا يعني أن قاعدة تطور المؤشر تنطوي على مخاطر بسبب ضيق نطاقها رغم سرعة الاندفاع.فهناك عشرة أسهم فقط من أصل 830 سهما مدرجا على المؤشر المذكور، تشكل نسبة 41% من مكاسبه منذ بداية العام حتى نهاية شهر سبتمبر/‏ أيلول. وهذا ما لم يحصل في السنوات السابقة خاصة أن شركات التقنية في الصين وكوريا الجنوبية وتايوان تهيمن على المؤشر. والقراءة من زاوية الدول تكشف عن مفارقات أخرى. ففي تايوان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا حصدت شركتان فقط أكثر من نصف مكاسب شركات البلاد المدرجة على المؤشر حسب تقديرات بنك كريديه سويس. وحتى في الجزء الصيني من مؤشر الأسواق الناشئة الذي يضم 149 سهما تشمل شركات مدرجة في هونغ كونغ وأخرى لشركات صينية مدرجة في البورصات الأمريكية بقيمة كلية تتجاوز 1.5 تريليون دولار، بلغت مساهمة شركتين هما علي بابا و«تينسينت» 43% من مكاسب المؤشر لهذا العام.وقد يعتقد البعض أن هذه الصورة تتكرر كثيرا في أسواق الأسهم لكن المهم هنا أن أساسيات الاقتصاد لا تدعم اتجاه المؤشر بل يعتمد تحليقه على شركات التقنية خلافا لما كانت عليه الصورة في تسعينات القرن الماضي حيث كان تحليق المؤشر يعكس نموا حقيقيا في الأرباح.وتوقع تقرير بنك «يو بي إس» أن ترتفع أرباح أكبر عشر شركات تقنية مدرجة على مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة هذا العام بنسبة 35%، وأن يرتفع صافي دخلها بنسبة 70%.وهناك عاملان مهمان فيما يجري. أولهما أن شركات صناعة أشباه الموصلات شهدت طفرة مبيعات رقائق خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. وكانت الموجة قوية بحيث ارتفع مؤشر الصادرات في كوريا الجنوبية بنسبة 35% بشروط الدولار كما ارتفع نظيره في تايوان بنسبة 28%. لكن هذا المهرجان قد لا يدوم. فأسعار الذواكر العشوائية التي تشهد تحليقا استثنائيا لا بد أن تتراجع العام المقبل حيث يعتقد محللون أن خبرات الصين المتراكمة في مجال صناعة الرقائق سوف تتسبب في إغراق الأسواق منها ما يشكل ضغطا على أسعارها.أما العمل الآخر في دفع اسهم التقنية صعودا فهو أن شركات التقنية الصينية شهدت عمليات توسع مطردة في التعامل مع الإنترنت خاصة شركة علي بابا التي تضاعف سعر سهمها هذا العام نتيجة توسيع دائرة خدماتها الشبكية وهو ما عزز سطوتها في السوق العالمية.وتوقعت شركات الدراسات أن تستمر شركات التقنية الصينية في تحقيق معدلات ربح عالية بين 35% و40% خلال العام المقبل وسط استمرار أنشطتها في خدمات التجارة الإلكترونية على حساب شركات بيع التجزئة. لكن بنك «يو بي إس» توقع أن تهبط أرباح شركات التقنية العشر الكبرى المدرجة على مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة إلى حدود 18% ما يعني أن أسهم المؤشر ستواجه صعوبات نظرا لمحدودية نطاق التحليق حتى الآن. * محلل مختص في فاينانشل تايمز

مشاركة :