آلاء الطالباني زعيمة "الحشد الكردستاني" لتحرير أربيل بقلم: أسعد البصري

  • 10/22/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الجنرال قاسم سليماني لا ينام الليل، كيف أن أربيل مدينة سنية عراقية مزدهرة وناهضة حضاريا، كيف ليس فيها داعش ولا تفجيرات ولا انتحاريين؟العرب أسعد البصري [نُشر في 2017/10/22، العدد: 10789، ص(4)] قال ضابط كبير بالجيش العراقي إن قوات الجيش أتمت يوم الثلاثاء 17-10-2017 السيطرة على جميع حقول النفط التي تديرها شركة نفط الشمال الحكومية في كركوك. وهذا يعني أن طرد الأكراد من كركوك التي تمثل قلب مشروعهم القومي قد تم دون قتال بعد 22 يوما فقط من يوم الاستفتاء الكردي المثير للجدل 25-9-2017. تعداد البيشمركة 375 ألف عسكري وعدد منتسبي الأجهزة الأمنية الكردية يقدر بـ80 ألفا ومدربون أفضل تدريب من قبل الأميركان والألمان والفرنسيين، مع هذا في أول تحرك عسكري عليهم يهربون من كركوك. مسؤول مقرب من الرئيس الإيراني حسن روحاني قال “لم تعد المساعدة العسكرية التي تقدمها إيران سرا. يمكنك العثور على صور للجنرال قاسم سليماني في العراق في كل مكان. الآن وبجانب القضايا السياسية فإن نفط كركوك عنصر مهم لإيران وهي بلد عضو في منظمة أوبك. سيطرة أعداء إيران على حقول النفط ستكون كارثية بالنسبة إلينا. لماذا ينبغي أن نسمح لهم بدخول سوق النفط؟”. بيان مجلس الأمن الدولي بتاريخ 18-10-2017 كان محايدا وعبر عن “قلقه حيال التوترات في كركوك وقال إنه يتعين على جميع الأطراف الامتناع عن التهديد باستخدام القوة والاشتراك في حوار بناء كوسيلة لتخفيض حدة التصعيد”. وأكد المجلس مجدّدا دعمه لوحدة العراق، وشدّد على أهمية الاستمرار في التركيز على هزيمة تنظيم داعش. وكتب نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في صفحته على موقع تويتر بتاريخ 18-10-2017 قائلا، إن “الحكومة العراقية المقتدرة تستطيع أن تستعيد أربيل أسهل من استعادتها لكركوك ولا يستغرق هذا الأمر إلا بضع دقائق فقط”، ونوري المالكي من جهته صرح بأن هناك طريقين “إما أن تصبح منطقة كردستان إدارتين أو إقليمين وإما أن تتحول لمحافظات ترتبط مباشرة بالمركز”، مشروع نوري المالكي كان دائما مشروع دولة مركزية شيعية.آلاء الطالباني تبحث أمر كركوك مع قيس الخزعلي أشهر المبشرين بـ"البدر الشيعي" شوراس شيركو جدي، وهو مسؤول في حركة كوران، أكبر حركات المعارضة الكردية، قال “كنا نسيطر على مطاراتنا. كنا نسيطر على حدودنا. كنا ندير إقليمنا بشكل ذاتي. الآن ليس لدينا شيء. ومسعود البارزاني هو المسؤول عن ذلك”. بول سالم من معهد الشرق الأوسط في واشنطن ذكر أن مسعود البارزاني بدأ يدرك أن لديه “أصدقاء قليلين للغاية وأنه أضعف كثيرا مما كان يعتقد قبل الاستفتاء”. الموقف الأميركي محير، فالرئيس دونالد ترامب صرّح مبكرا بأن بلاده لن تتدخل في الصراع بين حكومة بغداد وكردستان العراق، ثم ذكر لاحقا في تغريدة على تويتر أنه يعتبر ما حدث بكركوك نصرا له ونتيجة لعمله المضني. ذكر تقرير أمني أميركي أنه لا أثر لأي تدخل إيراني في أحداث كركوك. وهذا يتفق مع تصريح مماثل للمستشار الإيراني علي أكبر ولايتي. كما أكدت قوات التحالف أن الجيش العراقي اليوم أصبح من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط. الحكومة العراقية أعلنت من جهتها عن تسليمها حقول نفط كركوك لشركة برتش بتروليوم البريطانية، وربما لهذا أشادت بريطانيا في عدة تصريحات بدور حيدر العبادي في مسألة كركوك الحساسة، حيث أجري التفاوض بالحوار من دون قتال واستقبل حيدر العبادي اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون دعا فيه العبادي إلى توسيع نقطة الحوار بين الجميع وتوزيع السلطات بالتساوي على مكونات شعب كركوك. حاليا هناك سيناريو تركي لفتح طريق مباشر من بغداد إلى تركيا لفصل الأكراد في العراق عن الأكراد في سوريا، ويسمح لتركيا بالتوغل عميقا في العراق “تلعفر وحتى كركوك”، فهل سيتحقق ذلك السيناريو؟ الضربة الكبرى التي تعرّض لها البارزاني هي نشر إيران وثائق تعاونه مع حزب العمال الكردستاني، مثل قضية الشاحنات النفطيّة من سوريا، حيث تم تسليمها لرجب طيب أردوغان لتأتي الرسالة من أنقرة إلى طهران عبر وزير الدفاع: هل أنتم معنا إلى آخر الطريق؟ فكانت الإجابة: نحن لا نمزح مع أحد في الدفاع عن مصالحنا الوطنيّة. المفكر العراقي البارز لحزب الدعوة الحاكم عزت الشاهبندر قال بعد نجاح عملية كركوك إنها نصر سياسي للجنرال سليماني الذي وصفه بأنه “بطل دولي” وربما لهذا سمعنا عن تواجد لخصم سليماني اللدود في الشرق الأوسط الوزير السعودي ثامر السبهان في مدينة الرقة بين قوات سوريا الديمقراطية التي قامت بتحرير المدينة من داعش. هناك تخوف من صراع إقليمي إذا حاول سليماني الوصول بالطريق الشيعي إلى المتوسط بعد القضاء على البارزاني. يسعى سليماني إلى إحكام سيطرته على القادة الأكراد فقد دفع الحكومة العراقية إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق النائب الأول لحزب الاتحاد الوطني كوسرت رسول المتحالف مع البارزاني. وهناك ملاحقة للملا باختيار عرّاب الاتحاد الكردستاني وكذلك لمحافظ كركوك المقال. وتقود الحكومة العراقية حاليا حملة تسقيط إعلامي لمسعود البارزاني. هناك حالة غليان في الحدث العراقي والمشهد مرشح للانفجار. موقف سنّة العراق عبر عنه أسامة النجيفي حيث قال إن مشكلتنا مع الشيعة أكبر من الأكراد. فهناك “دولة دينية” تبنى في العراق ونحن لم نتفق على دولة دينية، ولا نستطيع أن نعيش في دولة دينية. وامتدح النجيفي الشراكة مع الأكراد وقال حين حدثت المِحنة كان إقليم كردستان يرحب بالنازحين ويساعدهم بينما تم خطفهم بالآلاف في الرزازة وأذلوا على جسر بزيبز، وإلى اليوم نرى ابن الموصل لا يستطيع دخول بغداد إلا بكفالات ومعاملات كأنه متجه إلى دولة أجنبية. سنة العراق نازحون في كردستان ويقبضون رواتبهم من الحكومة الشيعية. لخص حالهم شاب عراقي في رسالة جاء فيها “أستاذ أسعد يوم الاستفتاء انتشرت إشاعة تقول إن الموظف الذي يشترك في الاستفتاء يُفصل من وظيفته، وبنفس الوقت انتشرت إشاعة مضادة تقول إن العربي السني الذي لا يشارك في الاستفتاء تعتقله ‘الأسايش’ فتخيل الحيرة؟”. هناك اليوم 100 ألف كردي فروا من كركوك خشية وقوع اضطرابات منذ سيطرة القوات العراقية على المنطقة يوم الاثنين. وقال محافظ أربيل نوزاد هادي للصحافيين إن نحو 18 ألف أسرة انتقلت إلى مدينتي أربيل والسليمانية. وبعد احتجاجات خانقين وسقوط قتلى وجرحى فإن الوضع مرشح للتأزم. المشكلة هي أن القضية الكردية ساقطة جغرافيّا. حتى لو قامت دولة عربية بمساعدة البارزاني من خلال أكراد سوريا فلا نرى مستقبلا مشرقا لهذه المساعدة، طالما الطريق إلى المتوسط لا بد أن يمر بمناطق العلويين مثل اللاذقية وطرطوس.مشروع سليماني اليوم ليس فقط السيطرة على نفط كركوك واستمرار التهريب نحو ميناء بندر عباس، بل يريد أولا طرد البارزاني ليبقى الأكراد بلا قيادة سياسية، وبعدها يتم زرع داعش ثم تحرير أربيل وتحرير دهوك وسنتثقف بالجغرافيا ونتعرف على القرى والوديان الكردية فهي ستكون ببركات إيران ساحات قتال المخابرات العراقية السابقة قدمت للبارزاني فكرة عبقرية عام 2005 ليصبح زعيما لجميع السنة وينزل من قلعة أربيل إلى بغداد حيث يحيط به ضباط النظام السابق. ومقابل ذلك تكون لديه سبع محافظات عراقية، وأكثر من نصف البرلمان، ومنفذ جغرافي نحو السعودية والمملكة الهاشمية. وهكذا يحسم التوازن المذهبي ويقنع تركيا بأن مشروعه ليس عنصريا ولا يشكل خطرا عليها بل يستهدف النفوذ الإيراني حصرا. مشروع سليماني اليوم ليس فقط السيطرة على نفط كركوك واستمرار التهريب نحو ميناء بندر عباس. بل يريد أولا طرد البارزاني ليبقى الأكراد بلا قيادة سياسية، وبعدها يتم زرع داعش ثم تحرير أربيل وتحرير دهوك وسنتثقف بالجغرافيا ونتعرف على القرى والوديان الكردية فهي ستكون ببركات إيران ساحات قتال. سيتم ذبح الأكراد باسم الإرهاب. وربما سيخرج الأكراد من مدنهم يجرون جثث صغيراتهم المدللات بعربات كما حدث للموصل. وربما سينسى الأكراد الفساد وتهريب النفط والاستبداد ويبكون دما على قائدهم البارزاني بل سيبكون على صدام حسين نفسه. الجنرال سليماني لا ينام الليل، كيف أن أربيل مدينة سنية عراقية مزدهرة وناهضة حضاريا، كيف ليس فيها داعش ولا تفجيرات ولا انتحاريين؟ كيف المطاعم والرقص فيها حتى الفجر؟ ثم إن الشيعة لا يريدون للسنة حصة بمحاربة الإرهاب فهم يفضلون البقاء كخيار أميركا الوحيد لهذه المهمة. من الغريب أن تساند الولايات المتحدة دولا دينية مثل إيران والعراق ضد كردستان العلمانية! كما لو أن المشكلة ليست في التطرّف الديني ولا ابن تيمية بل هو مشروع إبادة لسنة العراق عربا وأكرادا. لقد تم إغلاق وتحطيم محلات الخمور بكركوك بعد دخول الحشد الشعبي إلى المدينة والذي لم يتردد في اغتيال ضابطين من النظام السابق كانا يحتميان بالأكراد في تلك المدينة. سيتم تدعيش المدن الكردية بالقوة ثم يأتي الحشد لهدمها والبحث عن غنائم. كل ما فعله البارزاني هو استفتاء لا يقدم ولا يؤخر، مجرد فتيات كرديات يرقصن بشوارع أربيل. إن سليماني يفضّل هدم المدن السنية وتدعيشها ثم فيما بعد يتم إلقاء اللوم على صحيح البخاري وأحاديث محمد. وإلا بماذا تفسر زيارة النائبة آلاء الطالباني مرتدية الحجاب إلى النجف الأشرف؟ أليست هذه بداية تشيع الأكراد وتشكيل “الحشد الكردستاني” لتحرير أربيل؟ هذه هي الخلاصة. كاتب عراقيأسعد البصري

مشاركة :