المجموعة الكاملة لتوبات الشعراء! - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 9/1/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

لابد أن من بين الحريصين على الشعر أن وضع مشروعا يحتوي مجموعة شعرية سمّاها "توبة الشعراء" ولا أعلم هل وُجد ذلك العمل أم لا، فإن لم يوجد فهو اقتراح لناشطي النشر. وفي اعتقادي ان نشاطات الأدب عامة تكون خطوطها البيانية صعوداً وهبوطاً تبعاً لمجالات وظروف الحال وما تسمح به أوعية الاستقبال، وكحصيلة لذلك فإن مشاركة الكاتب في السنين الأخيرة كانت كبيرة وبرز العديد من الصحفيين والكتاب والشعراء وكان نتاجهم معروفا وشاشات التلفاز لا تخلو من وجود أصحاب آراء وقضايا. وفجأة نجد سيل القلم يأخذ بالتراجع بسبب واقعة أو حدث عابر، وطبيعي أن يؤثر ذلك بشكل أكبر في نشاط القول والرأي. وعايشتُ زمنا احتارت فيه مرجعيات النشر والثقافة والقصيد والشعر المغنّى في بلادنا (قبل وزارة الإعلام) بأمر شاعر كتب قصيدة أو قصائد مغنّاة، رأى فيها بعضهم مفردات مبتذلة، أو كلاماً لا يصلح للنشر. وتابع المدعي المحتسب الموضوع عند أدنى وأعلى الدوائر بحثاً عن عقاب رادع يجعل كل أهل القافية يراجعون ما يصدر من قرائحهم. البعض قال: الجلد علناً، والبعض الآخر رأى الحبس، وثالث رأى في الغرامة المالية خير مؤدب (خير ما يؤدب الإنسان في ماله). والبعض جاء بفكرة منعه من نشر شعره في الجرائد. والجيدون من شعراء النبط القدماء إذا بلغ من العمر سنا متقدما وأراد أن يبتعد عن الغزل نشر توبة تُنسب إليه يقال لها "توبة فلان". وتقدّمت الحال مع انتشار الصحافة وصارت جهة أو جهتان تطلب من الجريدة أن يستتاب الشاعر، ويُطلب منه نشر "توبته" بالصحف المحلية. لكنهم سامحوه قليلا واكتفوا بأن ينشر الشاعر الفصيح توبته في الصحيفة التي نشرت القصيدة. بعد مدة صادف شاعر آخر ذات القضية، واتخذتها الدائرة سابقة قانونية بأن طلبت من الشاعر أن ينشر "توبة" وما كان من الأخير إلا أن نسخ توبة زميله السابقة ونشرها. فادعى عليه زميله الشاعر الأول (مازحا) بأنه سرق "توبته" دون إذنه .. ! . فهناك -في الغرب مثلا- قوانين اسمها قوانين القذف، وتشويه السمعة، والافتراء، والتحريف، والمسؤولية القانونية. والأحكام فيها كبيرة إذا ثبتت، قصدي أكبر من " نشر توبة" وأتفق مع القائلين بأن الجانب المرئي من الإعلام العربي عامة فيه مساحة أكبر وأعم وأشمل. كما أنه قلما يخضع الإعلامي فيه إلى الاستدعاء للمثول أمام مجلس مساءلة. وإن استُدعي فالموضوع لا يعدو "العتب". وقد تجدون مثلي أن كل الصحف والصحفيين في العالم (مقروءا أو مسموعا أو مرئيا) يكون الكاتب مضطرا ومدفوعا لأن يفرض على نفسه رقابة ذاتية تهيب به وتمنعه من ولوج أبواب محرمة، ومن النبش في مسائل وقضايا غير مسموح له بالخوض في الحديث عنها..

مشاركة :