• للأسف بعض خطب الجمعة لا تأثير لها بسبب أسلوب الخطيب وتكرارها ومضمونها البعيد عن الموضوع المناسب في الوقت المناسب ،الأمثلة واقعة لا حاجة لذكرها لذلك فإن عدداً من المصلين يدخلون في "نومة " لا يستيقظون منها إلا عند الإقامة أو لكزة من جار أو غيره . مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أعلن أن 75 ٪ من سكان المملكة لم يتواصلوا مع خطيب الجمعة عند الحاجة إليه، فيما لا يتذكر 54 ٪ من المصلين خطبة الجمعة الماضية، بينما فضل 60 ٪ أسلوب «الترغيب والترهيب» على غيره من الأساليب في الخطابة. وأكدت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حاجة الخطيب إلى «تطوير مستمر، للوصول إلى مرحلة التأثير الإيجابي في المصلين». ورأى مختصون اجتماعيون أن دور خطيب وخطبة الجمعة «يجب أن يُفعّلا في خدمة المجتمع». السؤال : • كيف يمكن للجهات ذات العلاقة التطوير المستمر للوصول الى مرحلة التأثير الإيجابي في المصلين ،وهل قامت الوزارة أو مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أو جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والجامعة الاسلامية في المدينة المنورة أوغيرهم بإجراء دراسة حول مدى تأثير أكثر من خمسين ألف خطيب جمعة على المجتمع في اتباع الوسطية والإسلام الحقيقي الذي يؤكد على أنه دين السلام والأمن والطمأنينة وليس الذبح والقتل والدماء ؟ • المعروف انه يشترط عند تعيين خطيب الجمعة أن يكون «حاصلاً على المؤهل الجامعي الشرعي، ويجتاز الاختبار والمقابلة الشخصية التي تُجرى له، مع معرفته بأحكام العبادات ومواقيتها، وأن يكون قارئاً للقرآن من دون لحن مع تجويده، ويحفظ ما لا يقل عن خمسة أجزاء، مع التشديد على أن يكون قادراً على إلقاء خطبة الجمعة، ومستوفياً للشروط والمتطلبات العامة للتعيين في وظائف المسجد» • جاء في البيان والتبيين أن الخطبة كاللباس المفصل على الجسد لا يظهر جماله ولا يحسن منظره إلا بقدر انسجامه مع بدن لابسه؛ ولا يكفي لتحقق الخطبة مقصودها ولتؤتي أكلها استيفاؤها عناصرها، بل لابد من الانسجام بين الخطيب وخطبته؛ وكم من خطبة مؤثرة إذا ألقاها غير صاحبها أصابت سامعها بالملل والسآمة، وما ذاك إلا لافتقار الانسجام والموافقة بين الخطيب وخطبته . يقظة : . من مجالات الخطبة الإصلاح بين الناس، ومعالجة ما يواجه المجتمع من مشاكل اجتماعية وأسرية، وإيجاد الحلول المناسبة لها، وعرض ما عليه المسلمون وما قد يواجهونه من كيد الأعداء من قتل وتشريد واضطهاد وواجب إخوانهم المسلمين نحوهم، والحث على التآخي بين المسلمين وتآلف قلوبهم فالخطيب أشبه ما يكون بالطبيب الذي يتلمس شكاية المريض فيسعى إلى علاجها ووصف الدواء المناسب والمجتمع اليوم بحاجة إلى الخطيب الناجح الذي يدرك حاجة المجتمع وما ينبغي التنبيه إليه أو التحذير منه. فالناس اليوم بحاجة إلى الاعتدال والحكمة التي تزيد من تآلف القلوب وجمع الكلمة فإن بعض الخطباء يأخذه الحماس لأمر ما فيتعدى حدوده ويسيء إلى غيره ويتهجم على الآخرين بأساليب ليست من الخطبة في شيء ،بل إنها تضر أكثر مما تنفع، فالإفراط في معالجة بعض القضايا يُخرج الخطيب عن الهدف المقصود ويُفقد الخطابة أهميتها، ويسيء الخطيب إلى نفسه قبل أن يسيء إلى غيره فعلى الخطيب أن يزن الأمور بميزان العدل والحكمة، ويحذر من التسرع والاندفاع المذموم. د. إبراهيم بن ناصر الحمود تويتر: falehalsoghair hewar2010@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (103) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :