في الحلقة السابقة تمكن الشاب المتطلع عمرو موسى من تحقيق حلمه في الالتحاق بكلية الحقوق، وعقب تخرجه عمل محاميا تحت التمرين وحين ترافع أمام قاضٍ أعجب الأخير بأدائه، وتنبأ له بأن يصير وزيراً للعدل ذات يوم، قبل أن يلتحق موسى بالعمل في «إدارة الأبحاث» بوزارة الخارجية المختصة بكتابة التقارير عن الأزمات الدولية ورفعها إلى الخارجية ورئاسة الجمهورية، إلى أن جاءت الحركة الدبلوماسية، وكان حينئذ يعمل في مكتب السفير حافظ إسماعيل، وهي الحركة التي ستفتح المجال أمام موسى للسفر خارجياً... وهو ما نتعرف على تفاصيله في السطور التالية: مكثت فترة في مكتب السفير حافظ إسماعيل، إلى أن جاءت الحركة الدبلوماسية، فعرفت أنني مرشح للعمل في سفارتنا بالعاصمة اليونانية أثينا، دخلت عليه محتجا، قلت له: «يا أفندم أنا في مقتبل حياتي المهنية، وأريد أن أتعلم، ذهابي لأثينا يساوي عندي الذهاب إلى الإسكندرية بالضبط»، كنت في هذا الوقت أضع عيني على الأمم المتحدة، أو في خيار ثان أي بلد من بلدان أوروبا الغربية، التي – وفق تصوراتي وقتها – لا أعتبر اليونان جزءاً منها! كان – يرحمه الله – ذا وجه متجهم بطبيعته على الدوام، وإن كان رجلا محترماً مهيباً جاءني رده حاداً: ليس عندي أحد يرفض الذهاب لمكان رشحته له الوزارة. وبعصبية أضاف: قل لي عايز تروح فين؟ قلت: الأمم المتحدة. بابتسامة خفيفة لمحتها على وجهه وجدته يقول: يلا يلا مش عايز أسمع الكلام ده تاني... هتروح أثينا يعني هتروح أثينا. خرجت من عند حافظ إسماعيل إلى المستشار صلاح وصفي، كي أشكو له ترشيحي لليونان، وأطلب مساعدته في إبعادي عن هذا البلد، وتمكيني من الذهاب إلى الأمم المتحدة، وبينما كنت أتحدث مع وصفي دخل عليه السفير فتحي الديب، وكان قبل التحاقه بوزارة الخارجية وكيلا أو مساعدا لرئيس جهاز المخابرات العامة، وعين لتوه سفيراً في سويسرا، كان يريد أن يأخذ معه بعض المعاونين، فلمعت في ذهن وصفي أن يتحدث مع حافظ إسماعيل في فكرة إلحاقي بسفارتنا في سويسرا مع السفير فتحي الديب. علمت بعد ذلك أن وصفي رشحني للديب، وفي أثناء مناقشات الأخير مع حافظ إسماعيل للتفاوض بشأن من سيذهب معه إلى سويسرا، قال له: أريد أن آخذ أحد الشباب للسفر معي إلى سويسرا يا حافظ بك، فقال له: من؟ رد الديب: سكرتيرك عمرو موسى، رد عليه إسماعيل على الفور: مافيش مانع وأعتقد أنه (حافظ إسماعيل) شعر بالارتياح لهذا المخرج. بعدها بيوم استدعاني حافظ إسماعيل، ومن دون مقدمات قال لي بنفس لهجته الحادة: تروح بيرن؟ قلت له: شكراً يا أفندم، وسافرت بالفعل للعمل ملحقاً في سفارتنا بسويسرا مع السفير فتحي الديب، وكان ذلك في سنة 1960، والواقع أنني كنت أفكر في الخطة (ب) (بتسمية أيامنا هذه) فإن لم أتمكن من الذهاب إلى الأمم المتحدة، يجب أن تكون الوجهة إلى دول غرب أوروبا، كي أشذب من شخصيتي، وأعيش حياة جديدة مع فرص الاستزادة من العلم والخبرة. في سويسرا، ذلك البلد الجميل في وسط أوروبا انتقلت لطور جديد في حياتي كلها، ذلك أنني طوال الفترة السابقة كنت أعتمد على أسرتي في كل كبيرة وصغيرة، الآن أنا في بلاد بعيدة، وسأعيش بمفردي، وبالتالي علي أن أعتمد على نفسي في شؤون الحياة كافة، من مأكل وملبس ومسكن، وكل شيء، فنمط تربيتنا في الشرق لا يجعلنا نعتمد على أنفسنا في هذه الأمور المهمة، وبالإضافة إلى ذلك كان مطلوبا مني التركيز الشديد في مهام وظيفتي الجديدة ملحقاً دبلوماسياً، وعدم تفويت أي فرصة للتعلم والتدريب. فور وصولي برن قمت بعدد من الإجراءات بهذا الترتيب: فيما يخص السكن كان هناك سماسرة يعملون مع السفارات لإيجاد منازل مناسبة للدبلوماسيين، ووجدت عبرهم بيتاً مناسباً، والمناسب في رأيي هو الذي أعيش فيه مرتاحاً، وأن أستقبل فيه الدبلوماسيين من الحكومة أو مختلف الدول على مناسبات غداء أو عشاء اجتماعي أو للنقاش والعمل. دخلت بعد ذلك مدرسة لتعليم اللغة الفرنسية، لأنها اللغة الثانية في سويسرا بعد الألمانية، وفعلا قطعت شوطاً لا بأس به في التعرف عليها، وفي هذه المدرسة تعرفت على أناس كثيرين ممن يقبلون على تعلم هذه اللغة، وتقدمي السريع في الإلمام المعقول بها بدأ يصب في خانة اندماجي واختلاطي بالمجتمع السويسري. بعد أشهر قليلة طاب لي المقام في سويسرا، بدأت في التعود على شعبها وطباعه، فضلا عن أنني قد بدأت أنفذ بنشاط المهام الموكلة إليّ في السفارة، لاسيما انني كنت أصغر عضو فيها، عرفت مع الوقت حدود علاقتي بالسفير والزملاء سواء بالسفارة أو بمكاتبنا المنتشرة في أكثر من مدينة في هذا البلد الأوروبي المهم. أزمة بسبب الإخوان من المواقف التي لا أنساها خلال فترة عملي في سويسرا، أنني سافرت إلى جنيف، في عطلة نهاية الأسبوع، حيث التقيت مصادفة مجموعة من المصريين، ويبدو أن بعضهم كان ينتمي إلى تنظيم الإخوان المسلمين، وتبادلت معهم أرقام التليفونات، وأنا لا أضع في اعتباري أن يكون من بينهم من يقوم بنشاط معاد للحكم في مصر. اعتبرت أنهم مواطنون مصريون، ومن المهم أن أتواصل معهم، ومساعدتهم إذا تعرضوا لأي شيء، فهم طلاب وعمال وتجار، اقتربت منهم لقناعتي بأن ذلك جزء من عملي. المفاجأة أنه بعد أيام قليلة، يبدو أن أجهزة الأمن المصرية –وكانت على كفاءة عالية في هذه الفترة في أوروبا– نجحت في الحصول على نوتة تليفونات أحد هؤلاء المصريين، ووجدوا فيها رقم تليفوني، فأبلغوا السفير بذلك، وبدوره استدعاني، وقال لي: "أنت على اتصال بفلان، (الذي تم الحصول على نوتة تليفوناته)"، قلت له: "نعم هذا مصري، ماذا به؟"، قال لي: "هذا جذر كبير جداً ضد مصر، هذا من الإخوان المسلمين، فانتبه واقطع علاقتك به فوراً"، والحقيقة أنه لم تكن هناك علاقة، لكن السفير أبلغ المسؤولين في أجهزة الأمن، أن عمرو موسى اتصل بهذا الرجل "بناء على تعليماتي"، وأغلق الموضوع على هذا النحو. كل هذا تعليم تلقيته في بداية حياتي المهنية في سويسرا، دروس استفدت منها، وأهمها حتمية أن تكون أمينا في عملك على كل المستويات، وأن تلتزم الحذر الواجب في التعامل مع الناس، لكن دون أن يقيدك ذلك، فليس أي شخص عابر تثق به أو تقيم معه علاقة، ما دمت تعمل في منصب ذي حساسية، خصوصا إذا كنت تمثل بلادك في الخارج. ريجيم عبدالناصر أذكر أيضا خلال فترة عملي في سفارتنا في برن أن الرئيس جمال عبدالناصر كان يهتم بنظام غذائه، لذلك كان من يخدمونه يرسلون من وقت لآخر من يأتي له بأصناف معينة من الطعام الخاص بـ"الريجيم" من سويسرا، كانت أشياء بسيطة، وكان يأتي لإحضارها رجل ضخم الجثة، وكنت أنا المسؤول عن تسليمها له، هذا الرجل –لأنه لم يطلع بشكل جيد على ما يجري في العالم– كان يصر على أن "مصر هي أكبر دولة في الدنيا، وأن الرئيس عبدالناصر هو أعظم وأقوى رئيس في العالم، لا أميركا ولا روسيا، سيبك من هذا الكلام الفارغ ده يا أستاذ عمرو، رئيسنا أهم شخصية في العالم، والاتنين دول بيتنافسوا عليه ويتمنوا رضاه هو موريهم الويل، ورغم كده شوف تواضعه، الرجل يأكل فول وجبنة زي باقي الشعب"! ورغم حبي الشديد لعبدالناصر في ذلك الوقت فإنني كنت أضحك من المنطق الذي يتحدث به هذا الرجل، وخاصة أن الرئيس –مع تقديرنا الكبير له– لم يكن أهم رئيس في العالم. كان حديثي مع هذا الرجل جزءاً من التعليم الذي تلقيته في بداية حياتي، أدركت أنه يتعين على الإنسان ألا يقع في فخ المبالغة في أحكامه، بناء على العواطف، وكيف أنه عندما يعيش الإنسان في دائرة ضيقة يصل إلى خلاصات لا معقولة، وأنه كلما اتسعت قراءات الإنسان واطلاعه واتصالاته اتسعت مداركه، وهو ما ينعكس على حكمه السليم على الأمور والأشياء والرجال. شقيق فرنسي! إقامتي في سويسرا كانت فرصة رائعة كي أبذل المزيد من الجهد لتحقيق حلم شخصي لم يفارقني طوال السنوات التي سبقت وصولي إلى هذا البلد الأوروبي الجميل، بجانب شوقي وحنيني اللانهائي لتحقيق هذا الحلم كنت أشعر أن الوصول إليه سيسعد روح والدي –يرحمه الله– لأبعد مدى، فليس على الدنيا أروع من أن يجتمع شمل أكثر من أحب في دنياه. بعد سنتين من ولادتي، ولد أخ لي هو طارق موسى، غير أنه توفي طفلاً، بعد ذلك بقليل قيل لي إن لي أخاً آخر يعيش في فرنسا من أم تزوجها أبي وهو يتلقى العلم هناك واسمه "علي"، يكبرني بـ14 سنة حاول أبي أن يأتي به إلى مصر قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، إلا أنه واجه معارضة شديدة من أمه التي تمسكت بأن بقاءه في فرنسا أفضل له من العيش في الشرق، وأن ذلك –وفقا لما تراه هي طبعاً– يصب في مصلحته، في تعليمه وحياته ومستقبله. اندلعت الحرب ووقعت فرنسا تحت الاحتلال الألماني، وفور معرفة أبي بهذا الخبر سقط مصابا بالفالج حزنا على ابنه الذي لم يستطع الاتصال به أو معرفة مصيره، وظل –يرحمه الله– يتعذب على فراش المرض من شدة القلق على ذلك الابن الذي يعيش في بلد يخوض حربا طاحنة لا هوادة فيها، إلى أن توفي في سنة 1945، التي انتهت فيها الحرب –بل إن وفاته تزامنت مع إعلان انتهائها بانتصار الحلفاء– من دون أن يتمكن من معرفة ما الذي حدث لموسى الصغير في فرنسا، أي إن أبي مرض مع قيام الحرب وتوفي مع انتهائها. تمر السنون والسؤال عن مصير أخي غير الشقيق يكبر بداخلي، صار لغزاً كبيراً في حياتي أعمل جاهداً على حله، كنت تواقاً ومشتاقاً لرؤية "علي" الذي تعلق به قلب الوالد إلى أن توفاه الله، عندما وصلت إلى التوجيهية (نهاية الثانوية العامة حاليا) قررت البحث عن أي خيط يقودني إليه، بدأت بالبحث في الأوراق الخاصة بأبي التي جمعتها والدتي في حقيبة، ظلت محتفظة بها إلى أن وصلت إلى هذه السن. فتحت الحقيبة ويحدوني الأمل والرجاء في العثور على مبتغاي، أول ما وقع تحت يدي مجموعة خطابات بعث بها علي –الذي أعادت والدته تسميته "بيير"، لوالدي قبل الحرب أو في بداياتها، قرأتها كلها بمساعدة من بعض أقربائي الملمين باللغة الفرنسية. لفت نظري أن هذه الخطابات أتت من عنوان واحد، فهمت أنه بيت العائلة بشارع فاندوم في ليون، اعتبرت ذلك بداية الخيط الذي أبحث عنه، أرسلت لأخي علي خطاباً، عرفته بنفسي، وطلبت منه أن يكتب إلي يطمئنني عليه، ويقص لي أخباره. عشت أياما وشهوراً عصيبة أترقب ساعي البريد في طنطا، عساه يأتي لي بذلك الخطاب الذي يتحرق قلبي شوقاً إليه، لكنه –للأسف– لم يأت، فأصبت بخيبة أمل وإحباط شديدين. مرت الأيام، وبعد التحاقي بوزارة الخارجية ونقلي إلى العاصمة السويسرية، تجدد الأمل بداخلي في العثور على أخي، أو أي معلومة تقودني لمصيره، في إحدى الإجازات التي أمضيتها في باريس سنة 1962 – 1963 هداني تفكيري للبحث عن اسمه في دفتر التليفونات الخاص بهذه المدينة، لم أصدق نفسي عندما وجدت اسمه مكتوباً في هذا الدفتر، اهتزت جوارحي كما لم تهتز من قبل. حاولت استجماع القوى وتمالك الأعصاب في أثناء إمساكي بالسماعة لإجراء أول اتصال بعلي أو "بيير" قدمت له نفسي: أنا أخوك عمرو، ظهر متردداً في البداية وغير قادر على استيعاب ما أقوله له، فهو الآن في الأربعين من عمره، وبعد كل هذه السنوات يتلقى تليفوناً من شخص يقول له: أنا أخوك، كانت المفاجأة كبيرة عليه، قال إنه يعمل في قطاع البنوك، وأنه عائد لتوه من واشنطن، حيث كان يمثل فرنسا في أحد الاجتماعات المهمة، وأنه مسافر إلى إفريقيا في ظرف أيام قليلة، في آخر المكالمة قلت له: إني سعيد جداً بالوصول إليك، وهذا رقم تليفوني في سويسرا، حيث أعمل في السفارة المصرية هناك، يمكنك الاتصال بي متى سمحت ظروفك. قال بيير وقد بدأ يستوعب ما أقوله: "لا لا، لابد أن نلتقي قبل أن تغادر فرنسا"، ودعاني إلى فنجان قهوة سريع معه بعد يومين في "كافيه دي لابيه"، قضيت بقية اليوم واليوم التالي وأنا متوتر الأعصاب، رحت أفكر فيما يمكنني أن أقول له، هل أحكي له عن مرض والدنا بسبب خوفه عليه بعد اندلاع الحرب، أم أجعل اللقاء لطيفا هيناً باعتباره لقاء تعارف أتوقع أن تتلوه لقاءات أخرى؟ وانحزت إلى الخيار الثاني. لقاء الأشقاء ذهبت إلى "كافيه دي لابيه" قبل الموعد بساعة أو أقل قليلا، جلست على مائدة تمكنني من رؤية كل من يدخل من الباب الرئيسي، وتمكن الداخل أيضا من رؤيتها. تشاغلت بقراءة صحيفة، الوقت يمر بطيئا جداً، بدأ الناس يتقاطرون على "الكافيه" فهو وقت "شاي بعد الظهر"، ورحت أشخص ببصري صوب الباب الرئيسي متمنياً أن أتمكن من التعرف على أخي دون أن يتوه أو أتوه أنا منه، فجأة دخل "والدي" فوقفت وتوجه هو إليّ وتصافحنا قلت: "والدي" لأن بيير يشبه والدي تماماً، أول ما قاله لي: "تعرفت عليّ بسهولة، يبدو أنك ذكي"، قلت: "كل ما في الأمر أنك تشبه والدنا بشدة، لا يحتاج الأمر إلى ذكاء خاص"، فأظهر سروره بتأكيدي على شبهه الكبير بوالدنا. انتهى اللقاء بأن اتفقنا على مداومة الاتصال من دون الإعلان عن أخوتنا بالنظر إلى ظروفه الخاصة، فضلا عن أن العلاقات المصرية – الفرنسية لم تكن في أحسن حالاتها، وخشي من تأثير ذلك على مكانته في فرنسا، وهو ما تفهمته بشدة، فهو ينطبق عليّ أيضا، وإن بشكل أقل. عدت إلى برن بعد أيام، فوجدت خطاباً من بيير يشكرني فيه على مبادرتي، وأنه تأثر كثيرا من لقائنا، وأعطاني عنوان منزله ورقم تليفونه وبدأنا علاقة أخوية طيبة، بدأنا بعدها في التراسل والتزاور دعوناه –زوجتي وأنا– لزيارة القاهرة مع زوجته، واستضفناهما في منزلنا في "سيدي عبدالرحمن" ثم دعوناه مرة أخرى إلى حفل زفاف ابنتنا هانية، وحضر أيضا مع زوجته. بيير موسى واحد من أهم وأشهر رجال البنوك في فرنسا، معروف بكفاءته العالية في عالم المال والبنوك، وله عدة كتب منشورة ومقروءة، تزوج ولم ينجب، ولا يزال حيا. رغم نجاحه الهائل في حياته، وحركته الدولية الواسعة، فإنه كان وحيدا إلا من زوجته ومن يتواصل معه من أقاربها، ويبدو أنهم جميعا فارقوا الحياة أو ابتعدت صلتهم به بعد وفاة زوجته، في هذه الظروف طلب أن أخطر بوفاة زوجته وأن أتواصل دوما معه، وهو ما حرصت على تحقيقه، إذ أتحدث إليه كل أسبوعين أو ثلاثة، وأزوره كل شهرين أو ثلاثة، أصبح متعلقا جدا بهذا التواصل، ويتحدث إلى من يزوره بأن أخاه اتصل به أو كان هنا لزيارته، أو سيأتي قريباً.
مشاركة :