في الجزء الأول، تحدثنا عن المقال الذي نشرته الـ«واشنطن بوست» لرياض حجاب رئيس الوزراء السابق، المنسق العام للجنة العليا للتفاوض باسم المعارضة السورية، وما أشار إليه من إضفاء الطابع الشرعي على الوجود العسكري الإيراني في جنوب غرب سوريا يعتبر احد أبرز المشاكل في اتفاق التهدئة، الذي تم التوصل إليه في يوليو الماضي. وقال حجاب «سمحت الولايات المتحدة اثناء المفاوضات بالتوسع الإيراني في مقابل موافقة الميليشيات المدعومة من إيران الانسحاب لمسافة 50 كيلو مترا بعيدا عن الحدود الجنوبية الغربية»، وتابع «حاليا تكثف ايران جهودها في شرق سوريا لإضعاف الوجود الأمريكي فيما تسرع عملياتها للسيطرة على الحدود السورية العراقية والاستفادة من انهيار تنظيم داعش الذي اصبح وشيكا». وتطرق الكاتب لبعض التقارير، التي تتحدث عن انسحاب القوات الأمريكية من قاعدتي «التنف والزكف» على الحدود العراقية، حيث كانت تدرب قوات المعارضة السورية، التي تقاتل التنظيم وصد الغزو الايراني لتعود الى قاعدة «أزرق» في الأردن متنازلة عن المنطقة لإيران. وقال حجاب «تردد وتقاعس الإدارة الأمريكية في مواجهة إيران في سوريا شديد الوضوح في شرقها، وهناك رحبت واشنطن بجهود نظام الاسد وإيران وميليشياتها الطائفية للسيطرة على دير الزور، دون ان تنتبه الى ان الاخيرة بفرض وجودها في المدينة ستمدد سيطرتها على موارد الطاقة في تلك المنطقة الاستراتيجية». واضاف المعارض السوري «ردنا كمعارضة سورية على الضغوط، التي تمارس علينا لنقبل بقاء الأسد في الفترة الانتقالية، هو ان الامر لم يعد يتعلق بشخص الرئيس الذي فقد شرعيته وسيادته وقدرته على اتخاذ قرار، وانما تكمن في التهديد الذي تشكله رغبة ايران في استغلال ضعفه لتدمير المؤسسات المدنية والعسكرية السورية واخضاعها لهيمنتها». وقال في مقاله «إن مطالبتنا بمغادرة الأسد وشركائه، الذين تورطوا في ارتكاب جرائم ضد الشعب السوري جزء من استراتيجية شاملة لحماية مؤسسات الدولة، التي كان كثير منا في المعارضة مسؤولين عن ادارتها في السابق، نحن في المعارضة نستطيع حماية مؤسسات الدولة من تغول إيران، التي درجت على اقامة حكومات ضعيفة في الدول، التي تسيطر عليها تجعلها تعتمد على ميليشياتها فيما تتفرغ لتفكيك مؤسسات الدولة كما تفعل في العراق واليمن». وختم حجاب بالمبطالبة بدعم المعارضة السورية المعتدلة في شرق سوريا لملء الفراغ الناجم عن سقوط تنظيم داعش، مشددا بضرورة أن يكون ذلك عنصرا أساسيا في اي استراتيجية قادمة مع اعلان الحرس الثوري وميليشياته في سوريا منظمات إرهابية.
مشاركة :