حمد السلامة | عدم المواجهة كالفريق الواحد، ثغرة عانت منها الحكومة في استجواب الشيخ محمد العبد الله، كما عانت منه في استجواب الشيخ سلمان الحمود، وهو خطأ يجب ألا يتكرر، وعلى الحكومة أن تتداركه اثناء أي استجواب مستقبلي. ورغم تشديد سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك على المواجهة بروح الفريق الواحد والابتعاد عن التفرّد في القرارات، فإن الحكومة وقعت في هذا الخطأ الذي كانت كُلفته كبيرة. التناغم هو نقطة القوة التي تستند إليها الحكومة في الاستجواب، وخير دليل على ذلك هو استجواب وزير الاسكان ياسر ابل الذي تسيّدت فيه روح التعاون والعمل كفريق واحد، فتم تجاوز الاستجواب بسهولة. اما النقطة التي عانت منها الحكومة، فتمثّلت في غياب الوزير الذي يواجه حجج النواب، ولا يختلف اثنان على ان ذلك افضل من بعض الوزراء «الصامتين» الذين لا يكون لهم دور في الاستجواب، كباقي الوزراء الذين يعتبرون مركز الدفاع لزميلهم. نتائج غير متوقّعة ووفق مصادر حكومية، فإن ما دار خلال استجواب الوزير العبد الله هو مشهد كان ينقصه التنسيق الحكومي لمواجهة اي نتائج غير متوقعة. سوشيال ميديا وبيّنت المصادر أن السوشيال ميديا كان لها دور كبير في الاستجواب داخل القاعة وخارجها، ولم تُستغل من قبل الوزير المستجوب، اضافة الى عدم عقد الحكومة أو طرف منها جلسة حوار مع النواب قبل الاستجواب، مما ادى الى مشهد مكرر من استجواب سلمان الحمود. وأضافت أن ملف الجناسي لم يكن السبب الوحيد في طرح الثقة بالوزير، بل كانت هناك عدة ملفات عالقة، ومنها ملف العفو والبطالة، وهو ما كان يجب أن يتم تداركه من قبل الحكومة. واشارت المصادر الى أن الحكومة كانت مطمئنة من عبور العبد الله الاستجواب، وان موقفه سليم بسبب الهدوء الذي كان سائداً خلال المناقشة، وان الامور محسومة لمصلحته، الا أن المشهد تحوّل في ختام الجلسة وأخذ الموقف الحكومي ينحدر منهارا، مما ادى الى تزايد عدد طارحي الثقة بالوزير. توتر حكومي ولفتت الى أن «ريتم» العبد الله كان واحداً لم يتغيّر، والنواب في وادٍ والحكومة في وادٍ آخر، مما ضعف موقفها، حيث كانت النبرة الحادة من قبل النواب تواجهها نبرة خفيضة من الحكومة، ناهيك عن انفعال الوزير غير المدروس، كما ان ختام الاستجواب لم يكن موفّقاً من قبله. واكدت المصادر أن الحكومة أعلنت تضامنها ودعمها العبد الله، الا أن عدم التنسيق بين الوزراء أوحى الى الشارع انها لم تكن متضامنة معه، كما استغربت هشاشة الدفاع الحكومي ازاء بعض الاستجوابات، حيث يكون تحضير النواب المستجوبين متماسكا وقويا وبليغا، في وقت تبدو الحكومة كما لو أنها مصابة بالتوتّر، على الرغم من توفرها على فريق استشاري وقانوني ضخم في «الفتوى والتشريع»!
مشاركة :