أورام البروستات.. الأخطر بعد سرطان الرئة

  • 10/29/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: راندا جرجس تعاني نسبة كبيرة من الرجال على مستوى العالم الإصابة بأمراض البروستاتا، وخاصة مع التقدم في العمر، وهي عبارة عن غدة ذكرية تناسلية تقع في أسفل البطن وتحيط بالإحليل في مكان خروجه من المثانة، وتتكون من جزأين الأول يسمى الجزء الغددي ويقبع في الداخل ويحيط به ويتخلله الجزء الآخر، وهو يتكون من نسيج ليفي عضلي، وتغذيها أوعية دموية كثيرة وتحيط بها شبكة من الأوردة تسمي العنقود البروستاتي، وفى هذا التحقيق يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على هذا المرض وتشخيصه ومضاعفاته والوسائل العلاجية للشفاء منه.يقول الدكتور إسماعيل الخالدي، مختص طب وجراحة المسالك البولية، إن الإحصائيات تشير إلى أن سرطان البروستات هو الأكثر انتشاراً بين الرجال بعد سرطان الرئة، كما تؤكد على أن الرجال المدخنين هم عرضة للإصابة بسرطان الرئة أكثر ب 20 مرة من غيرهم، وتزيد عوامل أخرى أيضاً من خطر الإصابة بسرطان البروستات مثل اتباع نمط غذائي غير صحي والسمنة والعامل الوراثي والتقدم في العمر، وهناك العديد من العلامات التي يجدر الانتباه إليها على اعتبار أن الإصابة الأولية بسرطان البروستات لا تظهر أي أعراض ومن هذه العلامات مشاكل في التبول، بما في ذلك:-* التدفق البطيء للبول والشعور المفاجئ بالتبول وخاصة أثناء الليل.* وجود دم في البول، وآلام في الوركين والظهر والصدر، وضعف أو خدر في القدمين.* بالإضافة إلى قشعريرة وارتفاع في درجات الحرارة. فحوص دورية ويفيد د. الخالدي بأن أعراض الإصابة بسرطان البروستات لا تظهر في مراحله الأولى، ولذلك فمن المهم القيام بفحوص دورية بالنسبة للرجال ما بين 40 و60 عاماً، بينما ينصح من لديه أحد عوامل الخطر السابق ذكرها بإجراء الفحوصات المبكرة لسرطان البروستات، ويغفل العديد من الرجال الجانب الوقائي من هذا المرض وغيره من الأمراض، وذلك لأسباب عديدة ومتنوعة منها الافتقار لوجود وعي كاف لديهم لفهم القضايا الصحية التي يواجهونها، وتجنب مناقشة الأمور المتعلقة بصحتهم، وترددهم باتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهم عندما يواجهون مشاكل جسدية، إضافة إلى أن الرجال يقومون بزيارة الطبيب بوتيرة أقل من النساء، وتعتمد الوقاية من الأمراض بشكل أساسي على المرء نفسه، إذ يمكن من خلال القيام ببعض التغيرات أن تحافظ على صحته، بالإضافة إلى أهمية إجراء الفحوصات المنتظمة من أجل الكشف المبكر عن المرض، الأمر الذي يزيد من فرص العلاج، ومن بين هذه التغييرات ممارسة الرياضة وزيارة الطبيب عند الشعور بأي مشكلة صحية والتوقف عن التدخين والنوم بشكل جيد، واتباع نظام غذائي صحي مع المحافظة على الوزن. حالة شائعة يوضح الدكتور مؤمن محمد أمين، استشاري جراحة المسالك البولية، أن البروستاتا غدة تقع تحت المثانة البولية ويمر خلالها مجرى البول (الإحليل)، وتضخم البروستاتا حالة شائعة عندما يتقدم الرجال في السن، حيث يندر لدى من تقل أعمارهم عن الأربعين عاما.حوالي ثلث الرجال يشعرون بأعراض معتدلة إلى شديدة قبل سن الستين، ونصفهم تقريباً يعاني ذلك قبل سن الثمانين، ما يسبب أعراضاً بولية مزعجة، نتيجة منع تدفق البول من المثانة ما يؤدي إلى مضاعفات في المثانة والكلى، وتشمل العوامل المساعدة على تضخم البروستاتا تقدم العمر، ووجود تاريخ عائلي مع مشاكل البروستاتا، مثل الأب أو الأخ، ووجد أيضاً أن تضخم البروستاتا أقل شيوعاً في الرجال الآسيويين عن غيرهم من الأعراق، وأظهرت الدراسات أن مرض السكري، فضلاً عن أمراض القلب واستخدام مثبطات بيتا، ربما يزيد من خطر الإصابة به، والسمنة أيضاً تعزز من خطر تضخم البروستاتا، في حين أن ممارسة الرياضة يمكن أن تقلل من خطورتها. علامات الإصابة يذكر د. أمين أن شدة الأعراض لدى الأشخاص الذين لديهم تضخم البروستاتا تختلف من شخص لآخر، ولكنها تميل إلى أن تزداد سوءاً تدريجياً مع مرور الوقت، وتشمل الأعراض الشائعة الحاجة المتكررة أو العاجلة للتبول وخاصة في الليل، صعوبة في التبول، تيار البول يكون ضعيفاً أو يتوقف ويبدأ، مع الشعور بالإجهاد، وعدم القدرة على تفريغ المثانة تماماً، أما العلامات الأقل ظهوراً فتشتمل على: الاحتباس البولي، والالتهاب المتكرر بالبول والبول الدموي، مع العلم أن حجم البروستاتا لا يدل على شدة الأعراض، فهناك بعض المصابين لا يكون لديهم تضخم في غدة البروستاتا ومع ذلك يمكن أن تنتابهم أعراض شديدة، في حين أن المرضى الآخرين يعانون فقط من أعراض بولية طفيفة. مضاعفات ومشاكل ويبين د. أمين أن المرضى الذين يصابون بمرض البروستاتا، يعانون مضاعفات وتهديدات صحية خطيرة مثل:-* احتباس البول أو عدم القدرة على التبول، وربما تحتاج بعض الحالات إلى استخدام إدراج أنبوبة قسطرة بالمثانة لتفريغ البول، وربما يحتاج الآخرون لعملية جراحية لتخفيف احتباس البول. * عدم القدرة على إفراغ المثانة بالكامل يمكن أن يزيد من خطر الالتهاب في المسالك البولية، إذ تحدث العدوى بشكل متكرر، والتي ربما تحتاج إلى جراحة لإزالة جزء من البروستاتا، أو التعرض لتكوين حصوات المثانة وتهيجها مع وجود دم وعرقلة تدفق البول، وحدوث تمدد وضعف مع مرور الوقت.* تلف الكلى، حيث إن الضغط في المثانة من احتباس البول يمكن أن تضر مباشرة الكلى أو تسمح التهابات المثانة للوصول إلى الكلى. وسائل العلاج ويشير د.أمين إلى أن هناك العديد من العلاجات الفعالة لتوسيع غدة البروستاتا، بما في ذلك الأدوية والعلاجات الجراحية البسيطة والجراحة التقليدية، لاختيار أفضل خيار، ويعتمد نوع الجراحة التي يوصي بها الطبيب على عدة عوامل، منها: حجم البروستاتا، القصة المرضية من قِبل المريض، حالته الصحية وغيرها من الأمراض المزمنة واستخدام مسيلات الدم، ومن أهم الوسائل العلاجية هي تقنية جراحة الليزر، والتي يتم استخدامها لتخفيف الأعراض البولية المتوسطة إلى الحادة الناجمة عن تضخم البروستاتا. أثناء جراحة الليزر للبروستات، يتم إدراج منظار من خلال مجرى البول (الإحليل) حيث يصل إلى البروستات ومن ثم يتم إدراج ليفة الليزر التي تشع الضوء المركز لتوليد حرارة دقيقة ومكثفة لتبخير أو إزالة أنسجة البروستاتا التي تسبب الانسداد البولي، ومن مميزات جراحة الليزر عدم وجود نزيف أثناء العملية أو بعدها وأيضاً يتم رفع القسطرة البولية في اليوم الأول بعد العملية ويغادر المريض في أقل من يوم، وهناك عدة أنواع مختلفة من جراحة الليزر للبروستات، منها:* التبخير الضوئي للبروستات، ويستخدم الليزر الأخضر لإذابة (تبخير) الأنسجة الزائدة للبروستات وتوسيع قناة البول.* استئصال البروستاتا بليزر الهولميوم، وهو يستخدم لقطع وإزالة الأنسجة الزائدة التي تعيق مجرى البول، ثم يتم استخدام أداة أخرى لقطع الأنسجة للبروستات إلى قطع صغيرة التي يتم إزالتها بسهولة، كما يمكن أن يكون استئصال ليزر هولميوم للبروستات خياراً للرجال الذين يعانون البروستاتا كبيرة الحجم. سرطان البروستات ويذكر الدكتور ديناث ثاكار، استشاري أمراض المسالك البولية، أن معدلات انتشار سرطان البروستات في الإمارات منخفضةً، مقارنة مع معدلاتها في البلدان الغربية، وذلك على الرغم من النظام الغذائي الشائع في هذه المناطق والذي يشتمل على تناول كميات مرتفعة من السعرات الحرارية والدهون الحيوانية، وكغيرها من أنواع السرطان، تبقى مسببات سرطان البروستات غير معروفة، ولكن يتفق المتخصصون على وجود اثنين من عوامل الخطورة التي تؤدي إلى الإصابة، وهما: العِرق، حيث تزداد معدلات انتشار السرطان ضمن أفراد العرقين القوقازي والأفريقي، ووجود إصابة بسرطان البروستات ضمن العائلة (من جهة الأب)، كما تجرى حالياً دراسات حول العوامل البيئية ودورها في تحفيز الإصابة بهذا السرطان، ولكنها ما زالت في مراحل مبكرة وتحتاج المزيد من الأبحاث للوصول إلى نتائج مُثبتة، ويبقى الجدل قائماً حول فوائد جهود التقصي عن احتمالية الإصابة بسرطان البروستات، إذ تشير بعض البيانات إلى أن هذا التقصّي لا يسهم في تقليل نسبة الوفيات، ولكن عند المجموعات ذات نسبة الانتشار الأعلى، يكون ذا فائدة فعلية، وتُجرى عمليات التقصّي عن طريق:* فحص سريري (فحص رقمي لكشف حالة البروستات).* الاختبار الدموي للكشف عن المستضد البروستاتي النوع في الدم (PSA)، ويلقى هذا الاختبار اهتماماً واسعاً لدى الجمهور، ولكن ما يجب الانتباه إليه أن هذا الاختبار ليس اختباراً نوعياً للسرطان، إذ لا يوجد ترابط بين نتائج هذا الاختبار واحتمالية الإصابة بسرطان البروستات. * كما يمكن تشخيص السرطان فقط عبر إجراء فحص نسيجي على خزعة مأخوذة من الورم، ويصح ذلك أيضاً على سرطان البروستات، وتجري عملية أخذ الخزعة من البروستات بواسطة إبرة خاصة تحت توجيه الأمواج فوق الصوتية، وتتطلب العملية أخذ عدة خزعات تغطي مختلف جوانب غدة البروستات، كما يمكن إجراء هذه العملية تحت التخدير الموضعي. العلاج * ويبين د. ثاكار أن الطرائق والأدوات المستخدمة للعلاج تطورت بشكل كبير في الآونة الأخيرة وتشمل العلاجات المتاحة كلاً من:* الاستئصال الجراحي لغدة البروستات أو استئصال مصدر الهرمونات الذكرية (التوستوسترون)، في حالة عدم انتشار السرطان خارج الغدة، فيمكن الشفاء من السرطان عبر الاستئصال الجراحي والمعالجة الإشعاعية، كما ساهمت تقنيات الجراحة بالمنظار، واستخدام الروبوتات في تحسين نوعية المعالجة الجراحية بشكل ملحوظ، كما نجحت تقنيات المعالجة الإشعاعية الموضعية في زيادة تحمل الجسم لهذه الوسيلة العلاجية. * المعالجة الإشعاعية للورم البروستاتي، أو العلاج الدوائي باستخدام المعالجة الهرمونية لدى المرضى الضعيفين وغير القادرين على تحمل العمل الجراحي أو المعالجة الإشعاعية، فضلاً عن المرضى الذين انتشر عندهم السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم.* تتوفر حالياً العديد من الأدوية الحديثة المخصصة لمعالجة السرطان المنتشر لمناطق أخرى من الجسم، كما توجد أدوية أخرى مخصصة لعلاج السرطان المنتشر لمناطق محددة من الجسم (مثل العظام)، ولكنها لا تُعتبر أدوية شافية للسرطان، إنما تعمل على تحسين نوعية حياة المصابين. * مع ازدياد مستويات الوعي والتخوف من سرطان البروستات، أصبح من المهم فهم وإدراك المعدلات المنخفضة للغاية لانتشار سرطان البروستات في المنطقة، إلى جانب الاحتمالية الضئيلة لأن يسبب هذا السرطان العقم عند الرجال. إرشادات وقائية أثبتت الدراسات أن هناك بعض الإرشادات الوقائية التي يستطيع بها الرجال بعد تخطي سن الأربعين تفادي مشاكل البروستاتا ومنها:* شرب كميات كبيرة من الماء بين الوجبات لا تقل عن 3 لترات ماء نقي طبيعي، وذلك لتلافي خروج البول في صورة مركزة.* عند ممارسة عمل يستدعي جلوساً طويلاً، أو نمط حياة لا يعتمد على الحركة، من الضروري التحرك 5 دقائق كل ساعتين على الأقل وتغيير وضعية الجسم، وذلك لسلامة تدفق الدم بصورة طبيعية والأكسجين للبروستاتا.* التأكد من سلامة الجهاز الهضمي والكبد، مع تجنب حدوث الإمساك، بزيادة معدل تناول الفاكهة والعصائر الطبيعية والثوم المجفف والليمون والنباتات الطازجة بصفة عامة مع عدم تناول الفاكهة بعد الثامنة مساءً.

مشاركة :