افتتح المدير العام للهيئة العامة للبيئة ورئيس مجلس إدارتها الشيخ عبدالله أحمد الحمود، اليوم الاثنين محمية «الجهراء» تجريبيا بحضور طلاب مدارس التربية وهيئات صديقة للبيئة. وقال الشيخ عبدالله الاحمد في تصريح للصحفيين ان هذا الافتتاح يعد مبدئيا لترتيب الشؤون الإدارية للمحمية، تمهيدا لافتتاحها رسميا في الربع الأول من العام المقبل لعموم الزوار. وأضاف انه سيتم حاليا استقبال طلاب المدارس والجهات المعنية بالشأن البيئي للاطلاع على ما فيها من النباتات والتنوع الاحيائي والبري والبحري بهدف زيادة الوعي البيئي لدى الطلاب خلال جولات منظمة لهم داخل المحمية. وحول أسعار التذاكر اوضح انها حاليا مجانا للطلبة والهيئات وعند افتتاحها رسميا للجمهور ستتراوح بين دينار وثلاثة دنانير، مشيرا الى تنسيق الهيئة مع وزارة التربية عبر كتب رسمية لزيارة المحمية حيث سيتم توزيع الزيارات خلال ساعات النهار. وذكر أنه تم تحديد الأوقات بعناية لما يتوافق مع توفير الاجواء المناسبة الخاصة بالمحمية لافتا إلى وضع برنامج للجولات داخلها تبدأ بتقديم لمحة عامة عنها من قبل متخصصين ثم جولة إلى موقعين تكثر فيها الأحياء فضلا عن إرشادات في كل أنحاء المحمية عبر مرافق دائم ومرشد طوال الجولة. وقال ان المحمية تعتبر أحد المسطحات المائية التي تدعم التنوع الاحيائي حيث تشتمل على نباتات وطحالب وكائنات مائية دقيقة مختلفة وطيور وأسماك مبينا أن نتائج الدراسات والتحاليل العلمية والعملية الأخيرة للهيئة بينت وجود نظم إيكولوجية مائية متفردة من نوعها للتنوع الاحيائي. وأفاد بأن المحمية تمتد على مساحة 2 كيلومتر وستتم توسعتها لتصبح 20 كيلومترا بعد موافقة المجلس البلدي وستسور قريبا. رصد طيور من جانبه قال مدير إدارة المحافظة على التنوع الاحيائي الدكتور عبدالله زيدان في تصريح للصحفيين ان الغرض من الافتتاح المبدئي اليوم هو تعريف الطلبة والهيئات المعنية على الكائنات الحية الموجودة في محمية الجهراء وذلك بالتعاون مع المدارس والجامعات ومختلف الجهات. واضاف زيدان انه تم استحداث مركز علمي خاص بالدراسات والأبحاث والكائنات الحية الموجودة بالمحمية من طيور ونباتات وأسماك فطرية بهدف زيادة الحصيلة العلمية لدى الجهات المعنية والطلبة. وأوضح أنه تم رصد سمك البلطي مسبقا واكثر من 300 طائر مهاجر اتخذ بعضها المحمية مأوى وبدأت تتكاثر فيها اضافة إلى الاحياء المحمية والتي تم رصدها للمرة الأولى في الكويت بالمياه العذبة فضلا عن البرمائيات وحيوانات البيئة الصحراوية والكائنات الفطرية. وأفاد بأن اهم ما يميز هذه المحمية عن غيرها هو تعدد البيئات معلنا رصد نوع جديد من الاسماك وهو من نوع (killifish) تم اكتشافه بعد الاستعانة بخبراء بريطانيين لدراسة المسطحات المائية للمحمية، مبينا أن عملية انتقال بيوض هذه السمكة كانت عبر الطيور المهاجرة. وذكر أن محمية الجهراء تعد من المحميات التي يتم التدخل فيها بشكل إيجابي بغرض حماية الطبيعة وتم تصنيفها ضمن محميات الأراضي الرطبة حسب اتفاقية «رامسار» كما تعد بمنزلة نقطة مهمة لعبور آلاف الطيور الجارحة والمهددة بالانقراض عالميا مثل الحبارى والبط الكستنائي والعقبان. وأوضح أن المحمية تحوي ايضا الكثير من المستعمرات النباتية الحولية والمعمرة إضافة الى الحيوانات البرية مثل الثعلب الأحمر والقنافذ والضب والكثير من الفراشات وغيرها. وأكد أن تكثيف الجهود نحو حماية هذه المحمية ورصد أحياء جديدة فيها يرفع من مكانة المحمية على الصعيد العالمي ويحسن من صورة الكويت في هذا المجال.
مشاركة :