قافلة مساعدات لأربعين ألف شخص تدخل الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق

  • 10/31/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

دخلت اليوم الإثنين، قافلة مساعدات محملة بمواد غذائية إلى منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة من القوات الحكومية قرب دمشق، في خطوة تأتي في ظل تدهور الوضع الإنساني جراء ندرة المواد الغذائية والطبية، ما تسبب بحالات سوء تغذية حاد بين الأطفال. ويتزامن إدخال قافلة المساعدات مع انطلاق جولة سابعة من محادثات بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة في أستانة، حيث يتركز البحث بشكل رئيسي على الوضع الإنساني في المناطق المحاصرة في سوريا وخصوصاً الغوطة الشرقية. وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا ليندا توم، لوكالة «فرانس برس»، «دخلنا الغوطة الشرقية»، موضحة، أن القافلة محملة بمساعدات تكفي لأربعين ألف شخص، وهي مشتركة مع الهلال الأحمر السوري. وتضم القافلة، وفق ما أوضحت المتحدثة باسم الهلال السوري منى كردي، لـ«فرانس برس»، من 49 شاحنة تحمل «ثمانية آلاف سلة غذائية وعدداً مماثلاً من أكياس الطحين والأدوية والمواد طبية ومواد تغذية أخرى». والقافلة مخصصة لمنطقتي سقبا وكفربطنا، حسب المنظمين. وتضم كفربطنا، وفق ما قال مدير العمليات في المنظمة تمام محرز لـ«فرانس برس»، مدناً وبلدات عدة بينها حمورية وعين ترما وجسرين.سوء تغذية حاد وتعيش عائلات في الغوطة الشرقية مأساة حقيقية جراء ندرة المواد الغذائية الأساسية. ولا يمكن لقوافل المساعدات الدخول إلى الغوطة الشرقية إلا بعد التنسيق مع السلطات السورية. وتعد هذه القافلة الأولى التي تدخل منذ سبتمبر/ أيلول، إلى الغوطة الشرقية، حيث يعيش نحو 400 ألف شخص، قبل أن يتدهور الوضع الإنساني في الأسابيع الأخيرة جراء ندرة المواد الغذائية والطبية. وأحصت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» الأسبوع الماضي، معاناة أكثر من 1100 طفل في الغوطة الشرقية من سوء تغذية حاد. وذكرت متحدثة باسم المنظمة لـ«فرانس برس» الإثنين الماضي، أن «232 طفلاً يعانون من سوء تغذية حاد شديد»، وهو ما يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً لإبقاء الطفل على قيد الحياة، مقابل «828 طفلاً يعانون من سوء تغذية حاد متوسط، و1589 طفلاً مهددين». وتوفي طفلان رضيعان قبل أسبوع جراء أمراض فاقمها سوء التغذية الحاد بينهما الرضيعة سحر ضفدع (34 يومياً)، التي التقط مصور متعاون مع «فرانس برس»، صوراً ومشاهد صادمة لها تصدرت وسائل الإعلام حول العالم عشية وفاتها. وتجمع عدد من الأشخاص عند مدخل مسرابا لاستقبال القافلة رافعين شعارات مطالبة برفع الحصار، بينها صورة للطفلة سحر. وكتب على اللافتة، «سحر لم تستطع الصمود على الجوع لتشاهدكم». وفي مدينة سقبا، شاهد مراسل «فرانس برس»، عمالا ينزلون أكياسا من الطحين وصناديق كرتونية ويضعونها في أحد المخازن. وزار الوفد المرافق للقافلة ويضم عاملين في منظمة الصحة العالمية، مستشفى كفربطنا للاطلاع على أحوال المرضى الأطفال. وتجمعت حولهم أمهات أطفال صرخن مطالبات برفع الحصار، وقالت إحداهن، وهي تحمل طفلتها بيدها، «لا نريد طعاما، نريد فقط رفع الحصار». وفي مستشفى كفربطنا، قالت الطبيبة أماني بلور أخصائية الأطفال، «أوصلنا لهم (وفد القافلة) صوتنا، والصورة لدينا، أطلعناهم على حالات سوء تغذية شديدة، إنها حالات مأساوية، كما حالات سوء تغذية متوسطة، وحالات بحاجة لإجلاء طبي». وأضافت، «نحن بحاجة لأن تفتح الطريق وأن تدخل المواد الغذائية بشكل طبيعي ويعيش أهل الغوطة وأطفال الغوطة بشكل طبيعي بعيدا عن الحصار وبعيدا عن الحرب». وفرضت القوات الحكومية منذ العام 2013، حصاراً محكماً على الغوطة الشرقية، ولم تصلها في بعض الأحيان المساعدات الإنسانية لأشهر طويلة، ما دعا سكانها إلى ابتكار طرق جديدة لتأمين حاجياتهم من الوقود المصنع من البلاستيك المحروق أو الألواح الشمسية المتنقلة لضخ المياه. وتشكل الغوطة الشرقية واحدة من أربع مناطق سورية تم التوصل فيها إلى اتفاق خفض توتر في مايو/ أيار، في إطار محادثات أستانة، برعاية كل من روسيا وإيران حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وانطلقت الإثنين جولة محادثات جديدة في أستانة. وأوردت وزارة الخارجية الكازاخستانية، أن هذه الجولة التي تستمر يومين، ستتضمن مشاورات ضمن جلسات مغلقة الإثنين، فيما يصدر بيان صحفي الثلاثاء. وساهم اتفاق خفض التوتر الذي بدأ سريانه عملياً في الغوطة الشرقية في يوليو/ تموز، في توقف المعارك والغارات العنيفة التي كانت تستهدف تلك المنطقة باستمرار موقعة خسائر بشرية كبرى، من دون أن تتحسن وتيرة إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة برغم كونه بنداً أساسياً من اتفاق خفض التوتر. ومنذ العام 2015، شهدت مناطق عدة كانت تسيطر عليها الفصائل المعارضة، بينها بلدات في ريف دمشق، عمليات إجلاء شملت عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين، وهي عادة ما تحدث بعد تصعيد عسكري أو حصار خانق. وتشيد الحكومة السورية بعمليات الإجلاء هذه التي تعتبرها «مصالحات وطنية»، فيما تتحدث المعارضة السورية، عن «تهجير قسري»، وتتهم الحكومة السورية بالسعي إلى إحداث «تغيير ديموغرافي» في البلاد.شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :