دخلت أمس قافلة مساعدات محملة بمواد غذائية إلى منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة من القوات الحكومية قرب دمشق في خطوة تأتي في ظل تدهور الوضع الإنساني جراء ندرة المواد الغذائية والطبية، ما تسبب بحالات سوء تغذية حاد بين الأطفال، فيما ذكر المرصد السوري أن 35 ألف مدني نزحوا عن قراهم في شمال شرق حماة جراء استمرار عمليات القتال والقصف في تلك المناطق.ويتزامن إدخال قافلة المساعدات مع انطلاق جولة سابعة من محادثات بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة في أستانة، حيث يتركز البحث بشكل رئيسي على الوضع الإنساني في المناطق المحاصرة في سوريا وخصوصاً الغوطة الشرقية.وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في سوريا، ليندا توم «دخلنا الغوطة الشرقية»، موضحة أن القافلة محملة بمساعدات تكفي لأربعين ألف شخص، وهي مشتركة مع الهلال الأحمر السوري. وتتألف القافلة وفق ما أوضحت المتحدثة باسم الهلال السوري، منى كردي، من 49 شاحنة تحمل «ثمانية آلاف سلة غذائية وعدداً مماثلاً من أكياس الطحين والأدوية والمواد الطبية ومواد تغذية أخرى». والقافلة مخصصة وفق الهلال الأحمر والأمم المتحدة لمنطقتي «سقبا» و«كفر بطنا». وتضم «كفر بطنا» وفق ما قال مدير العمليات في المنظمة، تمام محرز، مدناً وبلدات عدة بينها: حمورية وعين ترما وجسرين. وتعيش عائلات في الغوطة الشرقية مأساة حقيقية جراء ندرة المواد الغذائية الأساسية. ولا يمكن لقوافل المساعدات الدخول إلى الغوطة الشرقية إلا بعد التنسيق مع السلطات السورية. وتعد هذه القافلة الأولى التي تدخل منذ سبتمبر/أيلول إلى مناطق في الغوطة الشرقية، حيث يعيش نحو 400 ألف شخص، قبل أن يتدهور الوضع الإنساني في الأسابيع الأخيرة جراء ندرة المواد الغذائية والطبية. وأحصت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الأسبوع الماضي معاناة أكثر من 1100 طفل في الغوطة الشرقية من سوء تغذية حاد. من جهة أخرى، قال المرصد السوري في بيان، إن استمرار القتال بين قوات النظام ومقاتلي هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) تسبب في عملية نزوح واسعة في المنطقة، حيث تم توثيق نزوح أكثر من 35 ألف مدني من قرى ريف حماة الشمالي الشرقي متجهين نحو مناطق بعيدة عن الاشتباك ومناطق في ريف محافظة إدلب. وأشار إلى خلو مناطق شمال شرق حماة من معظم سكانها، لكنه لفت إلى وجود أعداد كبيرة من المدنيين في بعض القرى التي يسيطر عليها تنظيم داعش، حيث يقوم التنظيم بمنعهم من الخروج. (وكالات)
مشاركة :