لكبييرة التونسي (أبوظبي) تقول د. نجوى الحوسني، أستاذ مساعد بكلية التربية بجامعة الإمارات، إن اتخاذ القراءة كعملية استمتاع ومعرفة والارتقاء بها إلى أعلى مستوى من الاستفادة، يتطلب اتباع بعض الأساليب العلمية التي تعمل على تطوير مفهوم القراءة، مشددة على ضرورة معرفة الرموز المكتوبة من حروف وكلمات، وتفاعل القارئ مع المقروء، إلى جانب المساعدة في حل المشكلات مما يجعل الفرد يستمتع بما يقرأ. وتؤكد الحوسني أن القراءة تعتبر وسيلة مهمة لاكتساب المعرفة، ونافذة تمكن القارئ من الاطلاع على عوالم مختلفة ومتنوعة، حيث إن الإنسان القارئ يتمتع بمهارات تفكير أكثر من الإنسان غير القارئ، كمهارة اتخاذ القرار ومهارة حل المشكلات، كما أنها تساعد الفرد على التحليل والنقد والتمييز. القراءة للفهم وتقدم الحوسني أساليب عدة لتحقيق الغرض من القراءة، قائلة: «القراءة تمكن الطلاب من الربط بينهم وبين النص المقروء من خلال ثلاث طرق، هي: ربط النص بالحياة الشخصية للطالب، ربط النص بنص آخر، وربط النص بالعالم الخارجي، بحيث يجمع الطالب بين جميع الصور التي مرت أمامه في الكتب، ويربطها بالواقع أو مع بعضها بعضاً». وتوضح: هناك طريقة التدريس المساندة «أنا والكتاب»، حيث توجه المعلمة الطلبة قبل وأثناء القراءة على ربط ما يقرأون في القصة بحياتهم، كما أن هناك أسلوب الاستنتاج الذي يحث الطلبة على الاستفادة من أحداث القصة وتوقع أحداثها، حيث يكتب الطلبة استنتاجاتهم كطريقة مساندة في الفهم والتحليل.وهذه الأساليب تسمح للقارئ بطرح الأسئلة والإجابة عنها، ما يساعدهم على الفهم العميق للنص، ومن هذه الأسئلة مثلاً: ما الذي ساعدني في النص لأفهم، ما الشعور الذي ينتابني عند قراءتي لهذا النص، هل يذكرني النص بشيء أعرفه، لماذا يذكرني النص بهذا الشيء، ما فكرة الكاتب في هذا النص، ما الأفكار المفقودة في هذا النص؟ وغير ذلك من التساؤلات التي تحرض عقل الطالب على التفكير والتحليل. ترسيخ المعلومةوتؤكد الحوسني أهمية المتابعة كأسلوب رابع، مشيرة إلى أن فهم معنى النص يدفع الطلبة للتوقف أثناء القراءة بغرض التفكر، والتأكد من المعنى الصحيح للجمل المقروءة، وطرح أسئلة مساندة لتقييم مدى استيعابهم خلال القراءة، الأمر الذي يساعدهم في ربط المقروء بالحياة الواقعية من خلال التخيل واستخدام الحواس كافة، النظر السمع، اللمس، التذوق، والشم.وعن أهم مهارة يجب أن يتعلمها الطالب كأسلوب لترسيخ المعلومة، تقول الحوسني، إنها تتمثل في أسلوب التلخيص، بحيث يحدد أهم الأحداث التي مرت عليه في القصة باستخدام كلماته الخاصة، عن طريق القوائم، الخرائط الذهنية، كتابة الملاحظات، وأهم الأفكار والتفاصيل في النص، ونقل الصورة التي تكونت من النص، والعبرة أو القيمة التي استخلصها بعد الانتهاء من القراءة.
مشاركة :