أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الخميس مرشحه لرئاسة البنك المركزي، ليترك بصمته على قيادة الاحتياطي الفيدرالي وسط تنامي ازدهار أكبر اقتصاد في العالم، وكان البيت الأبيض أبلغ حاكم المصرف جيروم باول أمس الأول الأربعاء أنه سيكون الشخص الذي اختاره ترمب لرئاسة احتياطي الفيدرالي خلفاً لجانيت يلين، بحسب مصدر في الكونجرس ووسائل إعلام أميركية. وقال مصدر في الكونجرس لوكالة فرانس برس، إن قيادة الكونجرس «تلقت معلومات مسبقة» بشأن تعيين باول. والجمهوري البالغ من العمر 64 عاماً يتفق مع آراء الإدارة الأميركية بخصوص تخفيف القيود، لكن لا يعتقد أنه سيرفع معدلات الفائدة بسرعة كبيرة، وهو ما يعارضه ترمب. وبتعيين باول يكون ترمب أول رئيس، ـ منذ نحو أربعين عاماًـ لا يمدد مهمة رئيس الاحتياطي المعيّن من الإدارة السابقة، وأكد ترمب أمس الأول أنه ينظر إلى يلين بتقدير كبير وأشاد بعملها «الممتاز». ويختتم الإعلان عملية اختيار حظيت بتغطية إعلامية واسعة، واستمرت لأسابيع من الترقب، استخدم خلالها ترمب مواقع التواصل الاجتماعي والمقابلات التلفزيونية لشرح وجهة نظره، وقال للصحافيين: «أعتقد أنكم ستعجبون كثيراً بهذا الشخص». وتتولى يلين رئاسة المؤسسة التي تقوم بمهام البنك المركزي منذ 2014، وتنتهي ولايتها في وقت بدأ الاقتصاد الأميركي في مرحلة ما بعد الأزمة يبلغ ذروته، مع تراجع نسبة البطالة وتسجيل نمو قوي ونسبة تضخم منخفضة، وهي ظروف حققت لها إشادات في أوساط عدة. مرشح الاستمرارية رغم أن إدارته واجهت مشكلات منذ بدايتها عملياً، أشاد ترمب دائماً بالنمو الاقتصادي السلس للبلاد، وانتعاش وول ستريت، ما جعل إمكانيات المس بالوضع القائم محفوفة بالمخاطر، لكن ترمب يفتخر أيضاً بالتخلص من تركة إدارة الرئيس باراك أوباما السابقة، وقال لشبكة فوكس نيوز الشهر الماضي: «أود أن أترك بصمتي الخاصة». وباول خبير مصرفي في الاستثمار، وكشف عن ثروة خاصة تتراوح بين 20 و55 مليون دولار، بعد نحو عشر سنوات من العمل في مجموعة كارلايل جروب للاستثمارات المالية، ورانجال كورازل، وهو الحاكم الآخر في الاحتياطي الفيدرالي المعين من قبل ترمب، كان أيضاً شريكاً في كارلايل. وقال إيان شبردسون من مجموعة «بانثيون ماكرو ـ أيكونوميكس» في إعلان للزبائن: «جيروم باول هو مرشح الاستمرارية، أقله فيما يتعلق بالسياسة النقدية في المدى القريب»، وأضاف: «لن نغير توقعاتنا بشأن معدلات الفوائد إذا كان السيد باول هو المرشح». والأسماء المطروحة تشمل أيضاً المستشار الاقتصادي الحالي غاري كون، وهو رئيس سابق لمجموعة جولدمان ساكس، لكن ترمب قد يكون حذراً إزاء خسارة كون، فيما يبدأ الجمهوريون مساع عالية المخاطر لتمرير اقتطاعات ضريبية كبيرة. وعلى لائحة ترمب أيضاً أحد الحكام السابقين للاحتياطي الفيدرالي هو كيفن وارش، وهو من أنصار معدلات فائدة أعلى، ويمكن أن يحصل على بعض التأييد من المحافظين، وأستاذ الاقتصاد في جامعة ستانفورد جون تايلور، المؤيد المعروف لقاعدة تحتسب معدلات الفائدة على أساس عوامل اقتصادية محددة. لكن المرشحين الاثنين يهددان بالتسبب بتداعيات سلبية في الأسواق التي تخشى كثيراً معدلات فائدة أعلى.;
مشاركة :