خبراء "الشارقة للكتاب" يناقشون مخطوطة بيرمنغهام القرآنية

  • 11/3/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

خصص معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي انطلقت فعالياته منذ أول أمس الأربعاء، جلسةً نقاشيةً سلّطت الضوء على مخطوطة بيرمنغهام القرآنية، التي تشير نتائج فحصها، إلى أن تاريخ كتابة النص الموجود عليها يعود إلى الفترة ما بين 568 و645 ميلادية؛ وذلك بنسبة دقة تصل إلى 95.4%؛ وهو ما قد يرجّح أنها من أقدم نسخ القرآن الكريم في العالم. وشارك في الجلسة كل من: المؤلف السعودي والمتخصص في مجال المكتبات الدكتور علي إبراهيم النملة، والمفكر والمؤرخ المصري وخبير المخطوطات الدكتور أيمن فؤاد سيد، وسوزان وورال مديرة المجموعات الخاصة في جامعة بيرمنغهام بالمملكة المتحدة، ونيلام حسين القيمة والمتخصصة في فهرسة مجموعة مينغانا لمخطوطات الشرق الأوسط، في مكتبة كادبيري للبحوث في جامعة بيرمنغهام، وأدارها عبدالواحد النبوي وزير الثقافة المصري الأسبق. وقالت "وورال": "أفصحنا في جامعة بيرمنغهام عن هذه المخطوطة النادرة التي يعود تاريخها إلى عهد الخليفة الثالث للمسلمين عثمان بن عفان، لأول مرة في يوليو 2015؛ حيث تزخر الجامعة بعدد كبير من المخطوطات الإسلامية والشرق أوسطية النادرة، التي يتجاوز عددها الثلاثة آلاف مخطوطة، وعندما أعلنا عن المخطوطة؛ التمسنا رغبةً كبيرةً من قِبَل الجمهور في التعرف عليها عن كثب؛ وهو ما دفعنا إلى عرضها في أكتوبر من العام نفسه، وشهد معرضها الذي استمر لثلاثة أسابيع تفاعلاً كبيراً من قِبَل الزوار، الذين تجاوز عددهم التسعة آلاف زائر". وأشارت إلى أن هذه المخطوطة تمثل قيمة حضارية كبيرة للإنسانية جمعاء، ويجب أن تُستثمر في تعزيز التفاهم والحوار بين الحضارات، وفي نشر رسائل السلام الاجتماعي واحترام الآخر. ومن جانبها أشارت "نيلام حسين" إلى أن جامعة بيرمنغهام استخدمت الفحص الكربوني الذي يُعرف بالتصوير متعدد الأطباق؛ من أجل ضمان الحصول على بيانات ونتائج أدق، بجانب استخدام فحص الأشعة تحت الحمراء الذي تم من خلاله الكشف عن نوع الحبر المستخدم، ونوعية الخط الذي يعرف بالخط الحجازي، وأشارت إلى أن نسبة دقة معلومات هذه العمليات تصل إلى 95.4%؛ مؤكدة في الوقت ذاته تعذر الوصول إلى نسبة 100%. وبدوره استعرض الدكتور أيمن فؤاد سيد، خلال حديثه عن مراحل تدوين المصحف الشريف وقال: "لا توجد معلومات دقيقة حول جمع القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والأخبار الواردة في هذا الخصوص تشير إلى أن عملية الجمع التي تمت للمصحف في ذلك العهد من قِبَل مجموعة من الصحابة لم يتم التحقق من أنها كانت جمعاً كتابياً مدوناً، أم أنه كان حفظاً في الصدور". كما أشار "سيد" إلى عملية جمع المصحف التي تمت في عهديْ أبي بكر الصديق بعد معركة اليمامة، وفي عهد عثمان بن عفان، والتي أشرف على عملية الجمع فيها الصحابي زيد بن ثابت الذي دوّنها بالخط الحجازي المطابق لمخطوطة بيرمنغهام القرآنية، وأكد أن هذه المخطوطة تمثل قيمة أثرية كبيرة. ومن جهته قال الدكتور علي إبراهيم النملة: "تستمد هذه المخطوطة أهميتها من حيث المحتوى وليس من ناحية الشكل أو الوعاء الجامع لها، ونؤكد أن الانتصار العاطفي لا يسهم في استعادة مثل هذه المخطوطات النادرة، التي انتقلت إلى المتاحف الأثرية والمؤسسات الأكاديمية المعنية بالمخطوطات والآثار في أوقات كان من الصعب الحفاظ عليها في العالم الإسلامي". وأشاد "النملة" بعدد من المشروعات الأوروبية التي اهتمت بالمخطوطات الإسلامية والشرق أوسطية؛ مشيراً إلى المشروع الألماني الذي انطلق في العام 1957؛ بهدف إعداد فهرس موحد للمخطوطات، وأنجز المشروع الذي يتوقع أن يختتم في العام 2022، 140 مجلداً في الفهرسة الوصفية حتى اليوم. يشار إلى أنه تماشياً مع اختيار المملكة المتحدة ضيفَ شرف للدورة الـ36 من معرض الشارقة الدولي للكتاب؛ يتم حالياً طرح مخطوطة بيرمنغهام القرآنية، لزوار المعرض؛ من خلال منصة رقمية تتيح لزوارها معرفة كل ما يتعلق بالمخطوطة.

مشاركة :