خصص معرض الشارقة الدولي للكتاب، أول من أمس، جلسة نقاشية سلطت الضوء على مخطوطة بيرمنغهام القرآنية، التي تشير نتائج فحصها إلى أن تاريخ كتابة النص الموجود عليها يعود إلى الفترة ما بين 568 و645 ميلادي، وذلك بنسبة دقة تصل إلى 95.4%، وهو ما قد يرجح أنها من أقدم نسخ القرآن الكريم في العالم. وشارك في الجلسة كل من المؤلف السعودي والمتخصص في مجال المكتبات الدكتور علي إبراهيم النملة، والمفكر والمؤرخ المصري وخبير المخطوطات الدكتور أيمن فؤاد سيد، وسوزان وورال، مديرة المجموعات الخاصة في جامعة بيرمنغهام بالمملكة المتحدة، ونيلام حسين، القيّمة والمتخصصة في فهرسة مجموعة مينغانا لمخطوطات الشرق الأوسط، في مكتبة كادبيري للبحوث في جامعة بيرمنغهام، وأدارها عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة المصري الأسبق، ورئيس الإدارة المركزية لدار الوثائق القومية المصرية الأسبق. وقالت سوزان وورال: «أفصحنا في جامعة بيرمنغهام عن هذه المخطوطة النادرة التي يعود تاريخها إلى عهد الخليفة الثالث للمسلمين عثمان بن عفان، لأول مرة في يوليو 2015، حيث تزخر الجامعة بعدد كبير من المخطوطات الإسلامية والشرق أوسطية النادرة، التي يتجاوز عددها 3000 مخطوطة، وعندما أعلنا عن المخطوطة لمسنا رغبة كبيرة من قبل الجمهور للتعرف عليها عن كثب، وهو ما دفعنا إلى عرضها في أكتوبر من العام نفسه، وشهد معرضها الذي استمر ثلاثة أسابيع تفاعلاً كبيراً من قبل الزوار، الذين تجاوز عددهم 9000 زائر». وأشارت وورال إلى أن هذه المخطوطة تُمثل قيمة حضارية كبيرة للإنسانية جمعاء، ويجب أن تُستثمر في تعزيز التفاهم والحوار بين الحضارات، وفي نشر رسائل السلام الاجتماعي واحترام الآخر. من جانبها، أشارت نيلام حسين إلى أن جامعة بيرمنغهام استخدمت الفحص الكربوني الذي يعرف بالتصوير المتعدد الأطباق، من أجل ضمان الحصول على بيانات ونتائج أدق، بجانب استخدام فحص الأشعة تحت الحمراء الذي تم من خلاله الكشف عن نوع الحبر المُستخدم، ونوعية الخط الذي يعرف بالخط الحجازي، وأشارت إلى أن نسبة دقة معلومات هذه العمليات تصل إلى 95.4%، مؤكدةً في الوقت ذاته تعذر الوصول إلى نسبة 100%. بدوره، استعرض الدكتور أيمن فؤاد سيد خلال حديثه مراحل تدوين المصحف الشريف، وقال: «لا توجد معلومات دقيقة حول جمع القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والأخبار الواردة في هذا الخصوص تشير إلى أن عملية الجمع التي تمت للمصحف في ذلك العهد من قبل مجموعة من الصحابة لم يتم التحقق من أنها كانت جمعاً كتابياً مدوناً أم أنه كان حفظاً في الصدور». من جهته، قال الدكتور علي إبراهيم النملة: «تستمد هذه المخطوطة أهميتها من حيث المحتوى وليس من ناحية الشكل أو الوعاء الجامع لها، ونؤكد على أن الانتصار العاطفي لا يُسهم في استعادة مثل هذه المخطوطات النادرة، التي انتقلت إلى المتاحف الأثرية والمؤسسات الأكاديمية المعنية بالمخطوطات والآثار في أوقاتٍ كان من الصعب الحفاظ عليها في العالم الإسلامي».
مشاركة :