الشارقة (الاتحاد) خصص معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الـ36، جلسة نقاشية سلطت الضوء على مخطوطة بيرمنغهام القرآنية، التي تشير نتائج فحصها إلى أن تاريخ كتابة النص الموجود عليها يعود إلى الفترة ما بين 568 و645 ميلادي، وذلك بنسبة دقة تصل إلى 95.4%، وهو ما قد يرجح أنها من أقدم نسخ القرآن الكريم في العالم. وشارك في الجلسة كل من المؤلف السعودي والمتخصص في مجال المكتبات الدكتور علي إبراهيم النملة، والمفكر والمؤرخ المصري وخبير المخطوطات الدكتور أيمن فؤاد سيد، وسوزان وورال مديرة المجموعات الخاصة في جامعة بيرمنغهام بالمملكة المتحدة، ونيلام حسين القيّمة والمتخصصة في فهرسة مجموعة مينغانا لمخطوطات الشرق الأوسط، في مكتبة كادبيري للبحوث في جامعة بيرمنغهام، وأدارها عبد الواحد النبوي وزير الثقافة المصري الأسبق رئيس الإدارة المركزية لدار الوثائق القومية المصرية الأسبق. وقالت سوزان وورال: «أفصحنا في جامعة بيرمنغهام عن هذه المخطوطة النادرة التي يعود تاريخها إلى عهد الخليفة الثالث للمسلمين عثمان بن عفان، لأول مرة في يوليو 2015، وأشارت وورال إلى أن هذه المخطوطة تُمثل قيمة حضارية كبيرة للإنسانية جمعاء، ويجب أن تُستثمر في تعزيز التفاهم والحوار بين الحضارات، وفي نشر رسائل السلام الاجتماعي واحترام الآخر. ومن جانبها، أشارت نيلام حسين إلى أن جامعة بيرمنغهام استخدمت الفحص الكربوني الذي يعرف بالتصوير المتعدد الأطباق، من أجل ضمان الحصول على بيانات ونتائج أدق، بجانب استخدام فحص الأشعة تحت الحمراء الذي تم من خلاله الكشف عن نوع الحبر المُستخدم، ونوعية الخط الذي يعرف بالخط الحجازي، وأشارت إلى أن نسبة دقة معلومات هذه العمليات تصل إلى 95.4%، مؤكدةً في الوقت ذاته تعذر الوصول إلى نسبة 100%. وبدوره، استعرض الدكتور أيمن فؤاد سيد خلال حديثه مراحل تدوين المصحف الشريف. كما أشار سيد إلى عملية جمع المصحف التي تمت في عهدي أبوبكر الصديق بعد معركة اليمامة، وفي عهد عثمان بن عفان، والتي أشرف على عملية الجمع فيها الصحابي زيد بن ثابت الذي دونها بالخط الحجازي المُطابق لمخطوطة بيرمنغهام القرآنية، وأكد أن هذه المخطوطة تمثل قيمة أثرية كبيرة. ومن جهته، قال الدكتور علي إبراهيم النملة: «تستمد هذه المخطوطة أهميتها من حيث المحتوى وليس من ناحية الشكل أو الوعاء الجامع لها، ونؤكد أن الانتصار العاطفي لا يُساهم في استعادة مثل هذه المخطوطات النادرة، التي انتقلت إلى المتاحف الأثرية والمؤسسات الأكاديمية المعنية بالمخطوطات والآثار في أوقاتٍ كان من الصعب الحفاظ عليها في العالم الإسلامي». وأشاد إبراهيم النملة بعدد من المشروعات الأوروبية التي اهتمت بالمخطوطات الإسلامية والشرق أوسطية، مشيراً إلى المشروع الألماني.
مشاركة :