جوبا (أ ف ب) - استمرت قوات جنوب السودان الحكومية الأحد في محاصرة مقر اقامة القائد السابق للجيش بول مالونغ في محاولة لتجريد حراسه الثلاثين من اسلحتهم، حسبما أفاد الناطق باسم الجيش وكالة فرانس برس، في خلاف يثير مخاوف من اندلاع اشتباكات جديدة في العاصمة جوبا. وبدأ الخلاف الجمعة بعد أن حاصر اكثر من مئة جندي مقر اقامة مالونغ في وسط جوبا عاصمة جنوب السودان، في إجراء أدى الى خلو الشوارع من المارة وملازمة السكان منازلهم خوفا من اشتباكات. وكان الرئيس سيلفا كير اقال في ايار/مايو الجنرال مالونغ القومي المتشدد المنتمي الى قبيلة الدينكا التي تشكل غالبية في البلاد، وينتمي اليها كذلك الرئيس كير. لكن صباح الأحد، وبعد ليلة متوترة انتهت بهدوء شوهد المارة في طريقهم للاسواق والكنائس إلا أن القوات ظلت في الشوارع المحيطة بمنزل مالونغ في حي العمارات في جوبا، وفقا لمراسل فرانس برس. وقال الناطق باسم الجيش العميد لول رواي إن القوات الحكومية متمركزة في اماكنها بسبب "سوء تفاهم بسيط" مع مالونغ الذي فشل في الالتزام بأمر صدر الجمعة بتسريح معظم حراسه الشخصيين المعينين من قبل الحكومة حتى يتسنى لهم العودة لمواقعهم السابقة. وقال رواي لفرانس برس إن "البلاغ لم يعجبه (مالونغ) ولم يلتزم به، لذا وضعنا أفراد أمن حول مقر اقامته لضمان عدم استغلال العناصر سوء التفاهم". وتابع "نحن هناك لفترة محددة، وفور الوصول لحل ودي، ستغادر هذه القوات المحدودة أماكنها". وأشار إلى أن مسؤولين اميركيين يتفاوضون معه لضمان حل الازمة "سلميا". وأوضح الناطق العسكري أن مالونغ لم يعد قائدا للجيش، ولم يعد يحتاج الى فصيلة من الحراس الشخصيين، مشيرا إلى أن الحكومة سمحت له بالابقاء على ثلاثة حراس فقط. - نزع أسلحة مالونغ - وتاتي محاصرة القوات الحكومية مقر اقامة القائد السابق للجيش، بعد أربعة ايام من توقيع كير على قرار اطلعت فرانس برس على نسخة منه، يسمح بتوقيف حراس مالونغ وتجريدهم من اسلحتهم ونزع كل اسلحة أخرى في حيازته. وأكد القرار كذلك ان اي مقاومة (من الحراس) "يجب ان تواجه بالقوة المتناسبة". ولم تتضح بعد الاسباب وراء القرار الذي اتخذه كير. وبموجب قرار رئاسي أصدره كير في 30 تشرين الاول/اكتوبر يمنعه من مغادرة مقر اقامته، يخضع مالونغ حاليا للاقامة الجبرية ويُعتقد انه متواجد حاليا داخل المنزل، بحسب مصادر مقربة من عائلته. ويعتبر كثيرون ان مالونغ هو العقل المدبر للمعارك التي شهدتها جوبا في تموز/يوليو 2016 وادت الى مقتل المئات وتبخر الآمال بتشكيل حكومة شراكة بين كير ورياك مشار، النائب السابق للرئيس، المنتمي الى قبيلة النوير، والذي تحول الى زعيم للتمرد. وقبيلتا الدينكا والنوير هما الاكبر في جنوب السودان وبينهما عداء تاريخي مستحكم. ومالونغ واحد من ثلاثة مسؤولين كبار في جنوب السودان فرضت عليهم الولايات المتحدة في ايلول/سبتمبر عقوبات بداعي "تهديد السلم والامن او الاستقرار في جنوب السودان" وتحقيق ارباح من الحرب. وحذت كندا حذو الاميركيين الجمعة بفرضها عقوبات على مسؤولين في جنوب السودان "على صلة بانتهاكات حقوق الانسان والفساد". ونال جنوب السودان استقلاله بعد انفصال الجنوب ذي الغالبية المسيحية عن الشمال ذي الغالبية المسلمة عام 2011 بعد 22 عاما من الحرب الاهلية التي ادت الى مقتل مئات آلاف الاشخاص. وفي كانون الاول/ديسمبر 2013، وبعد اتهام كير لمشار بالتخطيط لانقلاب، غرقت الدولة الفتية في حرب اهلية اوقعت عشرات آلاف القتلى ودفعت اربعة ملايين شخص للنزوح داخل البلاد أو اللجوء إلى البلدان المجاورة. واسفرت الحرب عن وقوع نحو نصف السكان (12 مليون نسمة) تحت رحمة المساعدات الانسانية. وفر اكثر من 450 الف لاجئ من جنوب السودان الى السودان منذ اندلاع الحرب بحسب الامم المتحدة ، لكن الخرطوم تؤكد ان عددهم نحو 1,3 مليون شخص © 2017 AFP
مشاركة :