انسحبت قوات جنوب السودان الحكومية اليوم الأحد، من محيط مقر إقامة القائد السابق للجيش بول مالونغ، الذي تحاصره منذ أسبوع إثر خلاف حول تسليح حراسه، أثار مخاوف من اندلاع اشتباكات في العاصمة جوبا. وأعلن الناطق باسم الجيش العميد لول رواي في بيان حمل عنوان «حل سوء التفاهم»، التوصل إلى حل سلمي لخلاف حول عدد الحراس الشخصيين لمالونغ. وقال رواي، إن القوات الحكومية طوقت منزل مالونغ بسبب عدم التزامه بأمر صدر الأسبوع الفائت بتسريح معظم حراسه الشخصيين المعينين من قبل الحكومة حتى يتسنى لهم العودة لمواقعهم السابقة. وأكد رواي، أن «الانسحاب جاء بعد امتثال الجنرال بول لأمر رئاسي بتخفيض عدد حراسه الشخصيين». وأوضح رواي، أن القوات انسحبت بعد «إجراء مراجعة أمنية أشارت لعدم وجود تهديدات أمنية حقيقية لحكومة شكل خاص وسكان جوبا بشكل عام ولتقليل والقضاء على حالة الغموض التي يخلقها نشر قوات الأمن». وأشار إلى أن الخطوة تعد محاولة «لبناء الثقة بين الحكومة والجنرال بول». وكان الرئيس سالفا كير، أقال في مايو/ أيار، الجنرال مالونغ القومي المتشدد المنتمي إلى قبيلة الدينكا، التي تشكل غالبية في البلاد، وينتمي إليها كذلك كير. ويعتبر كثيرون أن مالونغ هو العقل المدبر للمعارك التي شهدتها جوبا في يوليو/ تموز 2016، وأدت إلى مقتل المئات، كما بددت الآمال بتشكيل حكومة شراكة بين كير ورياك مشار النائب السابق للرئيس، المنتمي إلى قبيلة النوير، والذي تحول إلى زعيم للتمرد. ومالونغ واحد من ثلاثة مسؤولين كبار في جنوب السودان فرضت عليهم الولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول، عقوبات بداعي «تهديد السلم والأمن أو الاستقرار في جنوب السودان»، وتحقيق أرباح من الحرب. ونال جنوب السودان استقلاله بعد انفصال الجنوب ذي الغالبية المسيحية عن الشمال ذي الغالبية المسلمة عام 2011، بعد 22 عاما من الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل مئات آلاف الأشخاص. وفي ديسمبر/ كانون الأول 2013، وبعد اتهام كير لمشار بالتخطيط لانقلاب، غرقت الدولة الفتية في حرب أهلية أوقعت عشرات آلاف القتلى، ودفعت أربعة ملايين شخص للنزوح داخل البلاد أو اللجوء إلى البلدان المجاورة.
مشاركة :