أكد خبراء ومحللون عسكريون مصريون أن التدخل العسكري الأمريكي والدولي في سوريا بات خيارًا غير مستبعد رغم التعقيد الذي تواجهه الأزمة السورية إقليميًا ودوليًا مؤكدين أن نظام الرئيس الاسد لم يترك خيارًا آخر في ظل ارتفاع وتيرة الاتهامات الموجهة للنظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي خلال الصراع الذي تشهده سوريا منذ أكثر من عامين. واعتبر الخبراء أن مجمل التحالفات الإقليمية والدولية والتباين في وجهات النظر بين دول داعمة للنظام السوري ودول رافضة للقهر والاستبداد الذي يتعرض له الشعب السوري يجعل الامر أكثر تعقيدًا وأن أي تدخل عسكري دولي لابد أن يكون بقرار أمميًا حتي ولو كان بتفويض الولايات المتحدة بالتدخل وأكد الخبراء الإستراتيجيون أن أمريكا تسعى إلى التهديد بالردع فيما يتعلق بالأزمة السورية حيث تهدد بتوجيه ضربات عسكرية إلى سوريا.. إلا أنهم أشاروا في الوقت ذاته إلى صعوبة ذلك وأن عدم صدور قرار سياسي من الرئيس الأمريكي باراك أوباما حتى الآن بتوجيه الضربات رغم اعلان وزير الدفاع الامريكي ان القوات المسلحة الأمريكية مستعدة تمامًا لذلك.. يؤكد أن هناك مفاوضات يمكن على إثرها عدم توجيه الضربات، وقالوا لـ»المدينة «: «إن الوجود الروسي فى سوريا يؤجل هذه الضربة الأمريكية ويجعلها تفكر جيدًا فى نتائج هذه الضربة قبل تسديدها الى سوريا». وقال اللواء ممدوح عطية خبير الأمن القومى: «إن الوضع في سوريا معقد وليس من السهل أن توجه ضربة سريعة لسوريا نتيجة التحالفات الإقليمية والدولية معتبرًا التأييد الروسي والرغبة الصينية في إبعاد الولايات المتحدة عن الملف السوري يزيد الأزمة تعقيدًا وكذلك دعم إيران وحزب الله لنظام البعث السوري إلا أنه في الوقت نفسه أكد علي أن النظام السوري لم يطرح خيارات أخري سوي مزيد من الإبادة للشعب السوري وأن استخدام الأسلحة الكيماوية لفت أنظار العالم إلي خطورة الوضع هناك ومن ثم لابد أن يكون هناك تحرك دولي وقال: «إن وجود قاعدة بحرية للأسطول الروسي فى سوريا تزيد الأمر تعقيدًا». وأضاف: «إن أمريكا غير مهيأة لفتح جبهات أخرى لأن سعيها لتدمير كثير من الدول العربية جعل الأمور تتفاقم عليها كثيرًا..»، موضحًا أن أمريكا مختلفة داخليًا وأن الرئيس الامريكي باراك أوباما مكتوف الأيدى حيال الوقفة الروسية الصينية بجانب سوريا. وأشار إلى أن الأوراق مختلطة كثيرًا فى سوريا والوضع ملتبس تمامًا وينبئ بخطورة شديدة على الأوضاع فى المنطقة بأثرها، من جانبه قال اللواء طلعت مسلم خبير إستراتيجي: «إن أمريكا لن تستطيع توجيه ضربة عسكرية الى سوريا بشكل سريع كما يتوقع البعض»، قائلاً: «إنه يمكن توجيه الضربة ولكن الأهم هو ماذا بعد توجيه الضربة؟!، مشيرًا إلى أن مجمل التحالفات الاقليمية والدولية تجعل الامر معقدًا أمام الادارة الامريكية لاتخاذ مثل هذا القرار ولكن علينا ألا ننسي أنه لم تعد هناك خيارات أخري سوي الوفاق الوطني الذي تجاوزته المرحلة الراهنة وأن سوريا دخلت بالفعل إلي الحرب الأهلية وهناك إبادة للشعب السوري لن تجعل العالم يسكت عنها، وأشار اللواء مسلم إلي ضرورة أن توفق الولايات المتحدة أوضاعها مع القوي الكبري أولا لأنها ستواجه بمعارضة دولية خاصة من الصين وروسيا وبمعارضة إقليمية». من جانبه قال اللواء أحمد عبدالحليم الخبير الإستراتيجي أن أمريكا أعلنت بالفعل أنها ستتدخل عسكريًا فى سوريا فى أى وقت وأكد وزير الدفاع الأمريكى استعداد القوات المسلحة الأمريكية للتدخل ولكنه ينتظر القرار السياسي من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والذي سيصدره وفقًا للتغيرات السياسية بالمنطقة، وأضاف: «إن أمريكا تستخدم وسيلة التهديد بالردع، مشيرًا إلى أن عدم صدور قرار سياسي حتى الآن من أوباما بتوجيه الضربة يؤكد أن هناك مفاوضات قائلا: «إن الأوضاع في أى دولة لا تخضع للدولة وإنما للمصالح مع الدول الأخرى»، معتبرًا أن الأزمة السورية هي الأكثر تعقيدًا خاصة مع الدعم الإقليمي من قبل إيران وحزب الله والدولي من قبل روسيا والصين وأن وجود إسرائيل علي خط تماس من الأزمة سوف يثير الكثير من التساؤلات خاصة إذا دخلت إسرائيل بشكل مباشر في عملية الضرب ومن ثم لا أتوقع أن تكون هناك ضربة وشيكة وإن كانت متوقعة». المزيد من الصور :
مشاركة :