استطاع الكاتب الإماراتي مانع المعيني أن يكسر دائرة الخوف ويتحرر منها من أجل تجربة غوص ممتعة في قاع البحر وهو لا يعرف السباحة، وذلك أثناء رحلة قام بها مع أصدقائه إلى جزيرة بروكاي في الفلبين، حيث قرر المعيني أنه سيواجه الاحتمال الأكثر رعباً وسيفترض التعامل مع أسوأ سيناريوهات تجربته البحرية ليقلل من مخاوفه من أجل الاستمتاع بتجربة فريدة من نوعها ووصفها بأنها كانت رائعة ومن أجمل تجاربه الحياتية على الإطلاق. شغف وحماس ويقول مانع المعيني: عندما ذهبنا إلى محل المعدات البحرية وخدمات الغوص أخبرنا صاحب المحل بالتواجد على الشاطى صباح اليوم التالي وأعطانا بعض التعليمات الضرورية، وأثناء ذلك سألت أصدقائي العديد من الأسئلة عن الغوص حيث كانت لهم تجارب سابقة في هذا المجال، واستيقظنا في الصباح الباكر وكنت أشعر بشغف وحماس تجاه مغامرة جديدة تمنحني بهجة الحياة وتلهمني جنون الفكرة وذهبنا للشاطئ لكي نتعلم أساسيات الغوص والتنفس وكيفية التصرف المناسب في حالة حدوث موقف صعب ومفاجئ، ويضيف: عندما صعدنا للقارب ووضعنا المعدات بدأت الرحلة وسرعان ما وجدنا أنفسنا في عرض البحر فقفز الجميع، بينما ظللت أنا واقفاً، ليقول لي المدرب هيا اقفز، فقلت له: لن أقفز، فطمأنني بأن كل شيء على ما يرام، فقفزت وأنا أشعر بأنه آخر يوم في حياتي، ولم أتخيل في يوم من الأيام أن آخر يوم في حياتي سيكون في عرض البحر ومن أجل ماذا؟ تجربة غوص، وبدأت أهذي بكلمات غير مفهومة إلى أن استقررت وأمسك بي مدرب الغوص وطلب مني الغوص وتنفيذ التعليمات المطلوبة التي تدربنا عليها، ولكن تملكني الخوف وشعرت كأنني في وسط فيلم رعب لا أستطيع الخروج منه وكنت أتنفس بصعوبة وفقدت تركيزي، وأخبرته بأنني لن أستطيع الغوص وسأظل في القارب. لذة الحياة وأثناء ذلك تدارك الموقف مدرب آخر وصعد ليسأل المعيني لماذا عدل عن فكرة الغوص، فأخبره بأنه لا يريد الغوص، ويقول المعيني: قال لي المدرب ضع رأسك في الماء فقط لترى القاع، ففعلت ذلك ومن بعدها قام بتخفيض الهواء في سترة النجاة التي كنت أرتديها إلى أن وصلت إلى القاع مع الجميع وبدأ الخوف يتلاشى تدريجياً وعشت تجربة من أروع تجاربي في الحياة، وظل المدرب ممسكاً بي حتى أنهيت جولتي في القاع وخرجنا بسلام، ويرى المعيني أن مواجهة الخوف بداخلي وقد يكون مواجهة الموت كذلك، وأنا أرى أن الإنسان حين يستطيع أن يقهر الخوف بداخله يستطيع السيطرة على جميع هذه المخاوف التي تسيطر على العقل وتحد من قدرته على الإبداع والتفكير.
مشاركة :