دول الحصار تهرول نحو العلمانية

  • 11/7/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - الراية: تحظى ميول العلمانية بدعم من الحكام الشموليين الديكتاتوريين العرب، الذين يتصرفون بديكتاتورية مطلقة في فرض معتقداتهم وأفكارهم على الشعوب حيث يدفعون باتجاه العلمانية خدمة لمصالحهم باستخدام مزاعم الحرب على الإسلاميين، وهو ما نراه جلياً في السعودية والإمارات ومصر والبحرين وغيرها. ويرى الخبراء أن ما يدلل على ذلك هو ما يجري في السعودية حيث إن الدعوة للتعددية والانفتاح تأتي بدون السماح للمواطنين بممارسة الحرية السياسية ولا حتى تمثيل حقيقي، وأحياناً تأتي على حساب حرية التعبير وسجن المعارضين. إلى ذلك أكد بعض الخبراء والمراقبين أن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي اعترف أن بلاده كانت تدعم الجماعات المتطرّفة والمتشددة من خلال إعلانه العزم على محاربة الأفكار المتشدّدة التي طالما سادت البلاد ما يؤكد أن المملكة هي المموّل الأول للأفكار المتشدّدة التي انتشرت في الكثير من دول العالم على أيدي من تعلم ونشأ في المملكة متسائلين لماذا إذا لا يتم محاكمتها بتهمة دعم الإرهاب؟ ولعلّ هذا المأزق هو ما جعل الأمير الشاب يعلن عن استراتيجية جديدة مفادها هدم الأفكار المتشدّدة والعمل على نشر أفكار معتدلة وجديدة تتماشي مع المرحلة الجديدة التى تريدها المملكة للهروب من أي تهمة تتعلق بالإرهاب ونشر أفكاره. دول الحصار تشدد القيود على المواطنة في الوقت الذي تروّج فيه دول الحصار أنها تكرّس الحفاظ على حقوق الإنسان واحترام مبادئ القانون الدولى نجد أن القيود المشدّدة على المواطنة لا تزال موجودة في العديد من هذه الدول التي يبدو أنها تريد الابتعاد عن الإسلام، في وقت تقول فيه مجلة ايكونوميست البريطانية إن النزعة نحو الاعتدال ليست واسعة الاعتدال في كل أنحاء العالم العربي، فاستطلاعات الرأي في دول عربية كثيرة أخرى تظهر دعماً للشريعة وتعاطفاً مع الحركات الإسلامية وهي في تزايد ومتنامية. واعتبر بعض الخبراء أن ولي العهد السعودي اعترف بنفسه على أن المملكة كانت تتبنى أفكاراً متشدّدة ومتطرّفة ولعلها هي التي أنتجت الإرهاب في الكثير من بقاع الأرض نتيجة لنشر هذه الأفكار حيث أعلن مؤخراً أن المملكة لن تنتظر 30 عاماً لتتخلص من هذا الفكر وهذا النهج مما يؤكد أن السعودية هي المسؤول الأول باعتراف ولي عهدها عن نشر الأفكار المغلوطة والمتشدّدة عن الدين الإسلامي والتي تبيح القتل والتدمير. علمانية العتيبة تتجلى في السعودية يعتبر مراقبون أن العلمانية، التي بشر بها السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، والتي قال إن دول مصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن تريد أنظمة علمانية، بدأت تتضح وتنتشر معالمها بشكل كبير في الفترة الأخيرة، لافتين إلى أن أكثر التطوّرات المثيرة هي التحوّلات التي تشهدها السعودية. بعض التحولات الكبيرة التي تشهدها السعودية تلخصت في قيام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالحدّ من سلطة الشرطة الدينية وعزل آلاف الأئمة، والإعلان عن مركز للاعتدال من أجل تمحيص النصوص، ورفض المزيف منها. كما تم الإعلان عن بناء مدينة جديدة تسمّى نيوم، والتي صممت على ما يبدو لتكون مثل دبي وخلال الأفلام الترويجية لمدينة المستقبل، ظهرت المرأة بدون حجاب مما يشير إلى المستقبل الذي تروّج له المملكة بعيداً عن الالتزام الديني والأخلاقي بل العلمانية أولاً وإبعاد الدين تماماً عن نظام الحكم. وفي ظل هذه السياسة الجديدة التي تنتهجها المملكة تعرّض المشايخ ورجال الدين الذين لم يدعموا الإصلاحات للتكميم والسجن وتمّ اعتقال العشرات من الشخصيات العامة بمن فيهم ليبراليون ممن انتقدوا سياسات الأمير الشاب. ويرى المراقبون أن عدداً من القادة العرب، مهتمّون ببناء مجتمعات علمانية منفتحة، رغم أن إصلاحاتهم هذه لا تشمل المجال السياسي، ففي الإمارات العربية المتحدة مثلاً نجد أنها خففت القيود الدينية والاجتماعية في الوقت الذي قادت فيه حملة إقليمية ضدّ الحركات الإسلامية كما شنت حرباً ضدّ الإسلاميين، من خلال بناء الجامعات الغربية وقاعات الفن.

مشاركة :