قراءات تحليلية في النص السردي السينمائي

  • 11/8/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» استضافت المقهى الثقافي في المعرض، الكاتب والناقد السوري عزت عمر، في جلسة نقاشية حول كتابه الصادر حديثاً عن دائرة الثقافة والإعلام تحت عنوان: «الكلمة والصورة: قراءات تحليلية وجمالية في النص السردي السينمائي»، وأدار الجلسة الشاعر علي العامري.قال عمر: «إن الفن السينمائي يعتبر فناً جماهيرياً بامتياز، أما الفن الأدبي الإبداعي فهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنخب والمستنيرين، وجاءت السينما لتُقرب الكثير من الروائع الروائية التي سطرتها أقلام المبدعين إلى الجماهير، فالأفلام السينمائية ذات الخلفية الأدبية تعتبر ترجمة صادقة لهذه الروايات». وأضاف: «استطاعت السينما كفن جديد، أن تصل إلى الشرائح المجتمعية التي ليس لديها تقاليد قرائية، أو تلك التي لا وقت لديها لتمضيه في قراءة كتاب تمتد لأيام، ولكن حاجة الإنسان إلى الحكاية والخيال دفعته للتعويض بمشاهدة السينما، وفي ظرف سنوات قليلة تمكنت السينما من غزو المشاعر وبلورتها إنسانياً، وهو ما لم تستطع الكتابة الروائية أن تفعله نظراً لأنها مقتصرة على نسبة بسيطة من النخب المتعلمة، وكان ذلك قبل التلفزيون ومسلسلاته».وحول السؤال الذي توجه فيه أصابع الاتهام إلى السينما بكونها تُساهم في مصادرة خيال القارئ أجاب عمر قائلاً: «لا يختلف اثنان على أننا نعيش اليوم في عصر الصورة، التي باتت أكثر تعلقاً بالذاكرة، وللصورة خصوصيتها، فالتفاصيل والحضور يكونان أكثر وضوحاً فيها، وأنا أرى أن نجاح الفيلم يوازي نجاح العمل الإبداعي، كما يجب علينا التأكيد على أن الكلمة والصورة مكملان لبعضهما بعضاً، فلا يمكن تقديم عمل سينمائي من دون عمل إبداعي، فالنص هو الحامل لكل شيء، سواء في المسرح، أو السينما، وفي المقابل نجد أن هناك الكثير من الأعمال الإبداعية التي لم تجد حظها من الشهرة والرواج إلا بعد معالجتها في أعمال سينمائية».ودعم عمر فرضيته بالإشارة إلى عدد من الأعمال الإبداعية التي حققت نجاحات كبيرة بعد تحويلها إلى أفلام سينمائية، فقال: «لا يمكن الكتابة عن رواية طه حسين «دعاء الكروان» من دون الوقوف عند الفيلم الشهير الذي يحمل الاسم نفسه، للمخرج هنري بركات، والذي تم إنتاجه في العام 1959، معيداً إنتاج الرواية كأنها كتبت لتوها، بفضل كاتب السيناريو المبدع يوسف جوهر، ورؤية المخرج، اللذين نجحا في تجاوز لغة طه حسين البليغة، التي هي أقرب للشعر منها للسرد الروائي، المستمد من لغة الحياة اليومية».

مشاركة :