الشارقة: «الخليج» إيران أجبن من أن تدخل في حرب مباشرة مع دولة عربية كبيرة مثل السعودية، فقد دفع نظام الملالي المتغطرس الثمن غالياً في حرب الثماني سنوات مع العراق، واضطر قائد الثورة الإيرانية الخميني في نهاية الأمر إلى «تجرّع السم» كما قال، وهو يعلن القبول بوقف النار، بعد أن اتضح له جلياً أن نظامه غير قادر على كسب الحرب، التي كبّدت الاقتصاد الإيراني خسائر بالمليارات ونحو مليوني قتيل.وبتجنب المواجهة المباشرة التي ستجر على إيران أبواب الجحيم، نراها تلجأ بطوية الخبث الكامنة في طبعها إلى استخدام الأدوات والصنائع لخوض حروبها بالوكالة في المنطقة لاستهداف الأمن والاستقرار في البحرين والكويت والسعودية، وترسيخ موطئ القدم في العراق وسوريا واليمن.ونظام الملالي يدرك أنه غير قادر على مواجهة حرب مباشرة تؤثر في إيران بشرياً ومادياً، وهي الأضعف في ميدان الحرب من حيث العدة والعتاد والحليف والنصير.ويمارس نظام الملالي النفاق علناً، فهو يزعم المرة تلو المرة أنه يريد علاقات حسن جوار مع دول الخليج العربية، وفي الوقت نفسه يحرّك الصنائع والعملاء لإثارة الاضطرابات ويدعمهم بالمال والسلاح والتدريب والمستشارين لزعزعة الاستقرار في دول الجوار. والنظام في طهران يمارس هذا الدور المزدوج المتناقض من غير إحساس بالخجل أو تأنيب الضمير.وإذا بادرت الدبلوماسية الإيرانية إلى التبرّؤ مما تتهم به الحكومة الإيرانية من التدخل في شؤون الآخرين والتآمر ضدهم، يفضح مسؤول آخر ما حاولت الدبلوماسية التبرّؤ منه. وليس سراً أن الكثير من العنجهيات الإيرانية المعممة بالأسود أو الأبيض، عبّرت عن السرور لوصول الثورة الإيرانية إلى البحرين الأبيض المتوسط (عبر حزب الله اللبناني والنظام السوري) والبحر الأحمر (عبر الميليشيا الحوثية). كما ليس خافياً دعم إيران للخلايا التخريبية في الكويت (خلية العبدلي) ودعم وتمويل الخلايا الإرهابية في القطيف السعودية، وما يسمّى سرايا الأشتر في البحرين، وتبني الجماعة الحوثية في اليمن.لقد أكدت واشنطن وأجهزة الاستخبارات الغربية أن الصواريخ البالستية التي يطلقها المتمردون الحوثيون من الأراضي اليمنية نحو الأراضي السعودية لم تكن من مخزونات الجيش اليمني قبل انقلاب الحوثي وصالح على الشرعية في سبتمبر 2015، وأن الحوثيين درجوا على إطلاق صاروخ من طراز (قيام) وهو «نوع من الأسلحة التي لم تكن موجودة في اليمن قبل الصراع، ما يعني أن هذه الصواريخ مما هرّبته إيران إلى عملائها في اليمن لاستهداف السعودية.أما زعم عبد الملك الحوثي، صنيعة إيران أن هذه الصواريخ من الإنتاج المحلي، فمضحكة ومثيرة للسخرية والغثيان. فجماعة الحوثي منغلقة العقل ليس من أتباعها من يحسن صناعة قنبلة فما بالك بصاروخ.تزويد إيران أشياعها في اليمن بالصواريخ البالستية هدفه واضح، وهو استهداف الأراضي السعودية، ومحاولة الإضرار بالمملكة بأي طريقة. ويفعل الحوثي الذي اختطف صنعاء لإيران ما لا تستطيع أن تفعله بنفسها مواجهة.ورغم ذلك أثبتت الأنظمة الدفاعية السعودية أنها جاهزة وقادرة على رصد وتدمير أي صاروخ بالستي يطلقه الحوثيون. يظن نظام الملالي في طهران أنه آمن من العقاب، وأنه سينجو بفعلته النكراء باستخدام مخلب القط الحوثي لاستهداف مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومطاري جدة والرياض. والنظام الكهنوتي الذي ظن أنه خرج من قيود العقوبات على خلفية برنامجه النووي، وأن له أن يفعل ما يحلو له، يثير استياء وغضب المجتمع الدولي الجاهز والقادر إلى إعادته إلى قفص العقوبات لمخالفته قرارين من قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن برنامجه للصواريخ البالستية وتهريبه السلاح إلى الميليشيات الانقلابية في اليمن.
مشاركة :