الشارقة (الاتحاد) ناقش عدد من الشعراء والمتخصصين في شؤون الأدب والثقافة والترجمة موضوع (كيف يمكن للشعر تجاوز الحدود الثقافية؟)، وذلك ضمن ندوة ثقافية استضافها معرض الشارقة الدولي للكتاب بمشاركة كل من: كيران ميلود، وزينة هشام بيك، وإبراهيم جابر، وأدارها محمد عبده بدوي بحضور متخصصين ومهتمين بالشعر، ورواد وجمهور المعرض.وبدأت الندوة بإثارة مجموعة تساؤلات حول الشعر وجمهوره، أبرزها: كيف يمكن لأشخاص حول العالم، مختلفي اللغات، الطباع، الثقافات، من تذوق شعر الآخر المختلف عنهم في ذلك؟ وكيف يمكن للشاعر أن يخرج من موقعه المحلي فيكون ما يكتبه عابراً للقارات، يتذوقه الآخر وكأنما كُتِب في دولته، وعلى لسانه، قادراً على مخاطبة ضميره، والاستحواذ على تقديره وإعجابه؟رأت الكاتبة البريطانية كيران ميلود: «على الشاعر قراءة الكثير من الشعر المترجم، لأن هناك مسافة بين الشاعر والآخر، تقرب أو تبعد بحسب الترجمة الناجحة، ويجب أن نفهم الظروف المحيطة بالشعر من زمان ومكان ومشاعر، ومن الأهمية بمكان أن نقلص الفجوة بين المعنى الذي يريده الشاعر، والمعنى الذي استقر في ذواتنا بعد قراءتنا لشعره، حينئذ يمكن القول إن الشعر بالفعل له قدرة الآن على عبور القارات».من جهته، قال إبراهيم جابر: «ليس الشعر كائناً فيزيائياً ولا عربة بعجلات ليعبر الحدود الجغرافية للثقافات حول العالم، وأن ما ينقل من الشعر بيننا وبين الآخر ليس سوى صدى نردده فيؤنسنا، كما ينطوي الشعر على (شيفرة) يفهمها بعض الناس حول العالم، وهم متذوقو الشعر، ولن نفهم شعر الآخر ما لم نعش في مدنه، ونتواصل مع ناسه، الترجمة وحدها لا تكفي، والعيش المشترك أقوى الوسائل الممكنة للفهم والتواصل».وبينت زينة هشام بيك: «نحاول من خلال الترجمة أن نبني جسوراً للتواصل مع ثقافة الآخر، ولا ننكر وجود بعض المشاكل في نقل الشعر عبر القارات، لكن إن خلت الساحة من الترجمة علينا أن نعرف أن جسور التواصل ستنقطع مع الآخر، والمترجم حلقة وصل مهمة، تقوي أو تضعف بحسب كفاءته، نحن نحتاج اليوم إلى نقل المعنى، وليس الاكتفاء بالنقل الحرفي الذي يفقد النص روحه وجوهره».
مشاركة :