بتساؤلات حول الشعر وجمهوره، والبحث عن وصفة تجعل كلماته عابرة للحدود، انطلقت ندوة «كيف يمكن للشعر تجاوز الحدود الثقافية؟»، التي نظمت مساء الإثنين الماضي، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، في دورته الـ36 في مركز إكسبو الشارقة. واستضافت الندوة عدداً من الشعراء والمبدعين، وهم: الشاعر إبراهيم جابر إبراهيم، والكاتبة كيران ميلود، والشاعرة زينة هشام بيك، وأدار الندوة المذيع محمد عبده بدوي بحضور متخصصين ومهتمين بالشعر، ورواد وجمهور المعرض. وبدأت الندوة بتساؤلات حول الشعر وجمهوره، أبرزها: كيف يمكن لأشخاص حول العالم، مختلفي اللغات، الطباع، الثقافات، تذوق شعر الآخر المختلف عنهم في ذلك؟ وكيف يمكن للشاعر أن يخرج من موقعه المحلي فيكون ما يكتبه عابراً للقارات، يتذوقه الآخر وكأنما كُتِب في دولته، وعلى لسانه، قادراً على مخاطبة ضميره، والاستحواذ على تقديره وإعجابه؟ قالت الكاتبة كيران ميلود: «على الشاعر قراءة الكثير من الشعر المترجم، لأن هناك مسافة بين الشاعر والآخر، تقرب أو تبعد بحسب الترجمة الناجحة، ويجب أن نفهم الظروف المحيطة بالشعر من زمان ومكان ومشاعر، ومن الأهمية بمكان أن نقلص الفجوة بين المعنى الذي يريده الشاعر، والمعنى الذي استقر في ذواتنا بعد قراءتنا لشعره، حينئذ يمكن القول إن الشعر بالفعل له قدرة الآن على عبور القارات». من جهته، قال إبراهيم جابر: «ليس الشعر كائناً فيزيائياً ولا عربة بعجلات ليعبر الحدود الجغرافية للثقافات حول العالم، وأن ما ينقل من الشعر بيننا وبين الآخر ليس سوى صدى نردده فيؤنسنا، كما ينطوي الشعر على (شيفرة) يفهمها بعض الناس حول العالم، وهم متذوقو الشعر، ولن نفهم شعر الآخر ما لم نعش في مدنه، ونتواصل مع ناسه، الترجمة وحدها لا تكفي، والعيش المشترك أقوى الوسائل الممكنة للفهم والتواصل». من ناحيتها، قالت زينة هشام بيك: «نحاول من خلال الترجمة أن نبني جسوراً للتواصل مع ثقافة الآخر، ولا ننكر وجود بعض المشكلات في نقل الشعر عبر القارات، لكن إن خلت الساحة من الترجمة علينا أن نعرف أن جسور التواصل ستنقطع مع الآخر، والمترجم حلقة وصل مهمة، تقوي أو تضعف بحسب كفاءته، نحن نحتاج اليوم إلى نقل المعنى، وليس الاكتفاء بالنقل الحرفي الذي يفقد النص روحه وجوهره».
مشاركة :