أيدت دول حلف شمال الأطلسي، أمس الأربعاء، خططا لإنشاء مقرين عسكريين جديدين للمساعدة في حماية أوروبا في حالة نشوب الصراع مع روسيا، ما يمهد الطريق أمام أكبر توسع منذ عقود للحلفالعسكري، الذي تقوده الولايات المتحدة. وقال مسؤولون، إن وزراء الدفاع في دول الحلفاتفقوا على إنشاء مقر للقيادة ومقر للدعم اللوجيستي، وذلك أملا في تعزيز عامل الردع في مواجهة روسيا وللمساعدة على مواجهة التهديدات في أوروبا بسرعة أكبر. وقال الأمين العام للحلفينس ستولتنبرج، في مؤتمر صحفي، “هذا أمر مهم لحلفنا على جانبي الأطلسي، يتعلق الأمر بكيفية نقل القوات عبر الأطلسي، ونقل القوات عبر أوروبا”. وستناقش التكاليف حتى عام 2018، لكن القاعدتين الإقليميتين الجديدتين تحظيان بدعم واسع وتشيران إلى تركيز الحلفعلى مهمته التقليدية، وهي الدفاع عن أراضيه بعد حملاته خارجها في البلقان وليبيا وأفغانستان في السنوات القليلة الماضية. وقال دبلوماسيون، إن ألمانيا تتوق لاستضافة مركز الدعم اللوجيستي في ضوء موقعها الاستراتيجي في وسط أوروبا، ما سيسمح بنقل سريع للعتاد والأفراد عبر الحدود في حالة نشوب صراع. وذكر الدبلوماسيون، أن دولا تطل على مسطحات مائية مثل البرتغال وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة قد تستضيف القيادة الأطلسية، مؤكدين على أن القرارات لم تتخذ حتى الآن. وفي رد على قرار روسيا ضم شبه جزيرة القرم إليها من أوكرانيا عام 2014 نشر حلف شمال الأطلسي قوات بالتناوب في دول البلطيق وبولندا كما عزز وجوده في البحر الأسود وسعى لتحديث قواته. وأدان الكرملين، الذي ينفي أي نوايا لديه للعدوان على أوروبا، الخطوة باعتبارها محاولة لتطويق روسيا. ويقول حلف شمال الأطلسي، إن المناورات الحربية التي قامت بها روسيا في سبتمبر/ أيلول وحشدت خلالها عشرات الآلاف من الجنود على الجانب الشرقي للحلف تمثل سببا آخر يدفعه ليكون أكثر استعدادا لردع موسكو. وسيغطي مركز القيادة الأطلسي الجديد منطقة شاسعة وستوكل إليه مهمة تأمين الممرات البحرية لنقل التعزيزات الأمريكية إلى أوروبا وسيكون به خبراء في الحرب الإلكترونية إلى جانب الأسلحة التقليدية. ووصل عدد الأفراد في مراكز قيادة حلف شمال الأطلسي في أوج الحرب الباردة، وكان عددها 33 مركزا، إلى 22 ألفا، وهناك الآن 7 مراكز فقط لحلف شمال الأطلسي وبها أقل من 7 آلاف فرد. وقال مسؤولون، إن دول الحلف اتفقت أيضا، اليوم الأربعاء، على تزويد كبار القادة بأسلحة إلكترونية لاستخدامها في عمليات ومهام عسكرية، ما قد يسمح للحلف للمرة الأولى بملاحقة المتسللين الإلكترونيين.
مشاركة :