يتطلع منتخبا تونس والمغرب للحاق بالمنتخبين المصري والسعودي في نهائيات كأس العالم المقرر إقامتها بروسيا العام المقبل، وتحقيق مشاركة قياسية للمنتخبات العربية في البطولة، وذلك عندما يخوضان الجولة السادسة (الأخيرة) من التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال. وبات المنتخبان التونسي والمغربي على أعتاب التأهل لكأس العالم، حيث يحتاجان لحصد نقطة التعادل فقط في مباراتيهما أمام منتخبي ليبيا وكوت ديفوار على الترتيب بعد غد السبت، للمشاركة في العُرس العالمي الكبير بعد غياب دام فترة ليست بالقصيرة. ومنذ انطلاق كأس العالم للمرة الأولى عام 1930 بأوروجواي، لم تضم أي نسخة للبطولة أكثر من ثلاثة منتخبات عربية، حيث شهدت نسختي البطولة عامي 1986 بالمكسيك و1998 بفرنسا، المشاركة العربية الأكبر في المسابقة. وعقب تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه والأولى منذ 12 عاما من خلال التصفيات الآسيوية، ثم أتبعه المنتخب المصري، الذي يشارك في المونديال للمرة الثالثة في مسيرته والأولى منذ 28 عاما، فإن الطموحات قد انتعشت بقوة في تحقيق مشاركة قياسية للكرة العربية في المونديال بصعود أربعة منتخبات للمرة الأولى. ويمتلك المنتخب التونسي الحظوظ الأوفر للتأهل عن المجموعة الأولى، حيث يتربع على صدارتها برصيد 13 نقطة، بينما يحتل منتخب الكونغو الديمقراطية المركز الثاني بعشر نقاط، ويحتل المنتخبان الغيني والليبي المركزين الثالث والرابع على الترتيب برصيد ثلاث نقاط لكل منهما. وستكون الفرصة مواتية أمام منتخب تونس (نسور قرطاج) للتأهل إلى كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه والأولى منذ 12 عاما، حيث يكفيه التعادل فقط أمام المنتخب الليبي، دون النظر لنتيجة المباراة الأخرى، التي ستجرى في نفس التوقيت بين منتخب الكونغو الديمقراطية وضيفه منتخب غينيا. ورغم أن التعادل يبدو كافيا لمنتخب تونس، إلا أن محبيه يرغبون في مواصلة الفريق لانتصاراته تحت قيادة مديره الفني نبيل معلول، الذي تولى قيادة الفريق في شهر نيسان/أبريل الماضي، خلفا للمدرب الفرنسي ، البولندي الأصل ، هنري كاسبرجاك، عقب خروج الفريق من دور الثمانية لكأس الأمم الأفريقية التي أقيمت بالجابون مطلع العام الجاري. وشهدت نتائج المنتخب التونسي تحسنا ملحوظا مع معلول، حيث تغلب الفريق على ضيفه المصري بهدف نظيف في حزيران/يونيو الماضي ضمن التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا بالكاميرون عام 2019، ثم تغلب 2 / 1 على ضيفه منتخب الكونغو الديمقراطية في تصفيات المونديال، قبل أن يقتنص منه تعادلا بطعم الفوز 2 / 2 خارج ملعبه، ثم قدم النسور أقوى عروضهم بالفوز الكبير 4 / 1 على غينيا بالعاصمة الغينية كوناكري الشهر الماضي، في مباراة كان بطلها الأول يوسف المساكني، الذي أحرز ثلاثة أهداف (هاتريك). ورغم اقتراب المنتخب التونسي من تحقيق حلمه، فإن المساكني حذر من التهاون أمام المنتخب الليبي، حيث شدد في حوار أجراه مع الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على أن المباراة بمثابة "حياة أو موت". وقال المساكني :"لسنا متخوفين من ليبيا، لكننا مطالبين بأخذ احتياطاتنا، لأن ليبيا منتخب لديه تقاليده في كرة القدم، ودائما تكون المباريات بيننا صعبة". وأضاف نجم فريق الدحيل القطري: "لا أتذكر أننا فزنا عليهم أو فازوا علينا بأريحية، ففي كل مرة تنتهي المباريات بهدف لصفر، أو على الأكثر بهدفين لهدف واحد". واختتم المساكني حديثه قائلا :"أظن أن هذه المباراة، هي مباراة حياة أو موت بالنسبة لنا". ومازالت الشكوك تحوم بقوة حول مشاركة علي معلول ظهير أيسر الأهلي المصري مع منتخب تونس، بسبب الإصابة التي حالت دون مشاركته مع الفريق الأحمر في إياب نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا، كما يسابق نعيم السليتي الزمن للحاق بالمباراة. في المقابل، يخوض المنتخب الليبي اللقاء بجدية بالغة رغم وداعه للتصفيات مبكرا، حيث يضم الفريق عددا من اللاعبين المحترفين بالدول العربية، وكذلك في الدوري الليبي. وفي المجموعة الثالثة، يخوض المنتخب المغربي مواجهة من العيار الثقيل أمام مضيفه منتخب كوت ديفوار، حيث يسعى المنتخب المغربي إلى العودة إلى كأس العالم بعد غياب دام 20 عاما. ويتصدر منتخب المغرب (أسود الأطلس)، الذي صعد للمونديال أعوام 1970 و1986 و1994 و1998، ترتيب المجموعة برصيد تسع نقاط، بفارق نقطة أمام أقرب ملاحقيه منتخب كوت ديفوار، الذي لا بديل أمامه سوى الفوز من أجل التأهل للنهائيات للنسخة الرابعة على التوالي، بينما يحتل منتخب الجابون المركز الثالث بخمس نقاط، بفارق نقطتين أمام نظيره المالي، القابع في مؤخرة الترتيب، قبل لقائهما بمدينة فرانسفيل الجابونية. ويشهد اللقاء مواجهة مرتقبة بين هيرفي رينار مدرب المنتخب المغربي أمام المنتخب الإيفواري، الذي سبق للمدرب الفرنسي قيادته للتتويج بكأس الأمم الأفريقية في نسخة البطولة عام 2015 بغينيا الاستوائية. وشدد سالمون كالو نجم منتخب كوت ديفوار وفريق هيرتا برلين الألماني، في تصريحات لوسائل الإعلام الإيفوارية، على أنه يتطلع لمواجهة مدربه السابق، مشيرا إلى أن رينار يعد كتابا مفتوحا بالنسبة للمنتخب الملقب بـ(الأفيال). ويمتلك رينار خبرة كافية بالكرة الأفريقية، حيث سبق له قيادة المنتخب الزامبي أيضا للتتويج بكأس الأمم الأفريقية عام 2012، لكنه يحلم هذه المرة بالتأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في مسيرته التدريبية. ويعول المنتخب المغربي كثيرا على صلابة خط دفاعه، حيث يعد هو الفريق الوحيد الذي لم تسكن مرماه أي أهداف من بين المنتخبات العشرين المشاركة بالدور الأخير للتصفيات، ويدرك لاعبوه أن الحفاظ على نظافة الشباك لمدة 90 دقيقة أخرى، ستكون كافية للتأهل لكأس العالم. ويأمل المنتخب المغربي في استمرار الأجواء الاحتفالية التي تعيشها الكرة المغربية حاليا، عقب تتويج فريق الوداد البيضاوي بلقب بطولة دوري أبطال أفريقيا يوم السبت الماضي على حساب الأهلي المصري. وفي المجموعة الخامسة، يخوض المنتخب المصري مباراة شرفية أمام مضيفه منتخب غانا يوم الأحد القادم، وذلك بعد ضمان التأهل لكأس العالم، حيث يلعب المنتخب المصري بدون نجمه محمد صلاح لاعب فريق ليفربول الانجليزي. وفضل الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب المنتخب المصري عدم الاستعانة بصلاح، الذي لعب دورا مهما في بلوغ الفريق للنهائيات، بعدما سجل خمسة أهداف خلال مشوار التصفيات، لينضم لقائمة الغائبين عن الفريق التي تضم أيضا محمد عبد الشافي ظهير أيسر أهلي جدة السعودي، وأحمد حجازي مدافع فريق ويست بروميتش ألبيون الانجليزي. ويتصدر المنتخب المصري (الفراعنة) المجموعة برصيد 12 نقطة، بفارق أربع نقاط أمام أقرب ملاحقيه منتخب أوغندا، الذي يخرج في اليوم نفسه لملاقاة مضيفه منتخب الكونغو، صاحب المركز الرابع بنقطة واحدة، بينما يحتل منتخب غانا المركز الثالث برصيد ست نقاط. ويسعى المنتخب المصري لمواصلة تفوقه على نظيره الغاني، وتحقيق انتصاره الرابع على التوالي على المنتخب الملقب بـ(النجوم السوداء)، الذي عجز عن تحقيق أي فوز على المصريين منذ انتصاره الشهير 6 / 1 في تصفيات كأس العالم الماضية. ويرى كوبر أن مواجهة غانا بمثابة فرصة ذهبية للاستعانة ببعض العناصر التي لم تشارك خلال رحلة التصفيات، في ظل إمكانية الاعتماد عليها خلال المونديال، وهو ما دفعه لاستدعاء محمود عبدالرازق (شيكابالا) لاعب الزمالك المصري المعار حاليا لفريق الرائد السعودي، الذي عاد للمنتخب المصري لأول مرة منذ ثلاثة أعوام تقريبا. وصرح المدرب الأرجنتيني في حديثه لوسائل الإعلام المصرية :"أدرك أن اللقاء تحصيل حاصل ولكننا نتطلع لتحقيق أقصى استفادة من المباراة عن طريق تجربة مجموعة من اللاعبين". وفي المجموعة الثانية، يلعب المنتخب الجزائري مباراة للشهرة غدا الجمعة أمام ضيفه منتخب نيجيريا، الذي صعد رسميا للمونديال منذ الجولة الماضية، حيث يبحث المنتخب الملقب بـ(محاربو الصحراء) عن انتصار شرفي، بعدما أخفق في تحقيق أي فوز خلال مسيرته بالمجموعة. ويقبع منتخب الجزائر في مؤخرة الترتيب برصيد نقطة واحدة، من تعادل وحيد وأربع هزائم، في مفاجأة لم يكن يتوقعها أكثر جماهيره تشاؤما قبل انطلاق التصفيات، بينما يحلق منتخب نيجيريا في الصدارة برصيد 13 نقطة، بفارق ست نقاط كاملة، أمام أقرب ملاحقيه منتخب زامبيا، الذي يستضيف المنتخب الكاميروني (بطل أفريقيا)، صاحب المركز الثالث بست نقاط، بعد غد. ويشهد اللقاء الظهور الأول لرابح ماجر، الذي عاد لتدريب المنتخب الجزائري خلفا للإسباني لوكاس ألكاراز، الذي تمت الإطاحة به بسبب سوء النتائج، ليصبح نجم الكرة الجزائر السابق، المدرب الرابع الذي يتولى تدريب المحاربون خلال عام تقريبا. وأكد ماجر في المؤتمر الصحفي للحديث عن المباراة :"بالنسبة لي المواجهة أمام نيجيريا هي الأولى لنا في تصفيات كأس العالم التي يتعين علينا الفوز بها، وهذا ما قلته للاعبين. المنتخب الجزائري في آياد أمينة وبتضافر جهود الجميع سيعود إلى سكة الانتصار". وربما يحسم المنتخب السنغالي تأهله للنهائيات للمرة الثانية في تاريخه والأولى منذ 16 عاما، حال فوزه على مضيفه منتخب جنوب أفريقيا غدا الجمعة، في المباراة المعادة بينهما من الجولة الثانية، بينما سيكون المنتخب الملقب بـ(الأولاد) مطالبا بالفوز، إذا أراد الحفاظ على آماله في التأهل للمرة الرابعة في تاريخه. ويتواجد منتخب السنغال على قمة المجموعة برصيد ثماني نقاط من أربع مباريات، بفارق نقطتين أمام منتخبي بوركينا فاسو وجزر الرأس الأخضر (كاب فيردي) صاحبي المركزين الثاني والثالث على الترتيب من خمس مباريات، بينما يتذيل المنتخب الجنوب أفريقي الترتيب برصيد أربع نقاط من أربع مباريات. وقرر فيفا في أيلول/سبتمبر الماضي إعادة لقاء جنوب أفريقيا والسنغال الذي جرى في 12 تشرين ثان/نوفمبر من العام الماضي، بعد قرار المحكمة الرياضية الدولية (كاس) تأييد عقوبة الإيقاف مدى الحياة على الحكم الغاني جوزيف لامبتي، الذي أدار المباراة، والتي فرضتها عليه لجنة التأديب والاستئناف التابعة لفيفا، لثبوت تورطه في قضايا متعلقة بالتلاعب بنتائج المباريات. وكان لامبتي قد احتسب ركلة جزاء غير صحيحة لمصلحة منتخب جنوب أفريقيا، في اللقاء الذي انتهى بفوزه 2 / 1 على نظيره السنغالي، مما جعل اتحاد الكرة السنغال يتقدم بشكوى ضده. وفي حال فشل المنتخب السنغالي في حصد النقاط الثلاث غدا، فإن حسم التأهل سوف يتأجل لمباراتي الجولة الأخيرة، التي ستقام يوم الثلاثاء القادم، حيث تلتقي بوركينا فاسو مع ضيفتها الرأس الأخضر، في حين يواجه المنتخب السنغالي ضيفه الجنوب أفريقي.
مشاركة :