محمد حنفي| وسط حضور كبير ملأ مسرح د.سعاد الصباح استضافت رابطة الأدباء الكويتيين ملتقى «يوم المترجم»، الذي ضم جلستين تحدث فيهما عدد من المتخصصين في الترجمة، وتناولوا دور المترجم كوسيط بين ثقافات اللغات الأخرى وتجاربهم مع الترجمة، كما اقيم على هامش الملتقى معرض نوادر الإصدارات الأجنبية من مقتنيات الكاتب وعضو مجلس إدارة الرابطة فهد عبد الجليل. في بداية الملتقى ألقى منسق الملتقى د.عايد الجريد كلمة أكد فيها دور المترجم كوسيط بين الثقافات المختلفة ينقل الافكار النافعة ويناط به دور السفير لثقافة وطنه، وأشار الجريد إلى أن فكرة ملتقى «يوم المترجم» تعود إلى الكاتب والمترجم طارق فخر الدين الذي طرحها على مجموعة من المتطوعين لتنفيذها على أرض الواقع. بدوره، ثمن أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي دور المترجم والترجمة في التقريب بين الشعوب والثقافات المختلفة، مشيراً إلى أن المكتبة العربية تحتاج إلى تكثيف الجهود من اجل ازدهار حركة الترجمة من وإلى العربية، وعدد الرميضي مجموعة من المؤسسات الكويتية والخليجية والعربية التي أثرت المكتبة العربية بالكثير من الأعمال المترجمة التي افادت الكُتاب والباحثين العرب، ومؤكدا دور رابطة الادباء في دعم هذه الجهود من خلال استضافة ملتقى يوم المترجم. الترجمة والعلوم الإنسانية في الجلسة الأولى التي ترأسها الكاتب فهد عبد الجليل كان محور الحديث «أثر الترجمة في العلوم الإنسانية»، حيث تحدث د عطية الظفيري عن دور المترجم الذي لا يستهان به، حيث يلعب دورا موازيا للمؤلف، مؤكداً ضرورة تحلي المترجم بمجموعة من المعايير على رأسها الأمانة العلمية والأخلاقية، وتطرق الظفيري إلى المعوقات التي تعتري عملية الترجمة إلى العربية كتعدد المصطلحات للمفهوم الواحد والقصور المعرفي للمترجم بثقافة بيئته، كما سرد بعض الأرقام الصادمة عن واقع الترجمة في الوطن العربي، ومنها أن ما يترجم في فيتنام وحدها يفوق ما يترجم في الوطن العربي كله. بدوره، نادى د يعقوب الشمري بأن تكون قضية الترجمة من وإلى العربية عملية منظمة يصاحبها فكر جاد بعيدا عن العشوائية والتقليدية، وطالب بوجود مرصد يقوم بتهيئة الكوادر الكويتية العاملة في مجال الترجمة، بينما تحدث د يوسف البدر عن تجربته في وضع معجم لترجمة الأمثال الشعبية الكويتية ومقابلاتها في اللغة الإنكليزية، حيث ضرب العديد من الأمثلة الكويتية وما يقابلها في اللغة الإنكليزية. ترجمة من دون وسيط أما د بدر الفيلكاوي فتضمنت ورقته العلاقات الآسيوية العربية، حيث اشار إلى أن معظم الإنتاج الآسيوي المترجم إلى العربية يتم عبر لغة ثالثة، وطالب الفيلكاوي بضرورة ترجمة الثقافة الآسيوية إلى العربية من دون وسيط، كما تحدث عن كيفية الاستفادة من الثقافة الآسيوية مركزا على النموذج الياباني، حيث اشار إلى أن اليابان تغزو العالم تحت شعار «اليابان الرائعة» وكان وسيلته إلى ذلك الغزو العاب الفيديو التي تمثل القوة الناعمة اليابانية. وتحدث جوده الفارس من لجنة تعريف الإسلام عن أهمية ودور الترجمة والمترجم في تعريف غير المسلمين بالكويت والبالغ عددهم مليون شخص بمفاهيم الإسلام، وقال الفارس ان اللجنة نجحت في هداية 77 الف إنسان غير مسلم إلى الإسلام في الكويت، بفضل دور الترجمة في توصيل الرسالة بلغتهم بصورة سليمة، وأن باللجنة 86 داعية يتحدثون 15 لغة. تجربتهم مع الترجمة الجلسة الثانية التي ترأسها الكاتب بدر العتيبي من الملتقى تم تخصيص محورها للحديث عن «تجربتي عن الترجمة»، حيث تحدث كل من د.محمد الأنصاري ود.ناصر الكندري وسناء تقي وفاطمة المفرح وفيصل الظفيري عن تجاربهم المتنوعة في مجال الترجمة كترجمة العلوم ومعاني القرآن الكريم والترجمة الوثائقية والشعبية.
مشاركة :