أحمد مراد (القاهرة) حذر سياسيون وحقوقيون سوريون مقيمون في القاهرة من خطورة الأدوار القذرة التي تلعبها قطر على الساحة السورية، وأكدوا أن التدخل القطري في أحداث الثورة السورية جعلها تنحرف عن مسارها الصحيح، ولفتوا إلى أن النظام الحاكم في قطر حرص على تقديم الدعم السياسي والعسكري والمالي والإغاثي والإعلامي للعديد من الفصائل والتنظيمات الإرهابية، وهو الأمر الذي جعل الثورة السورية تتحول من المسار السلمي المتمثل في المظاهرات والاحتجاجات السلمية إلى المسار العسكري، والذي معه تحولت الثورة السلمية إلى حرب أهلية قضت على الأخضر واليابس في سوريا. وكشف تيسير النجار، أمين سر الهيئة السياسية لقوى الثورة السورية عن الأدوار المشبوهة التي لعبتها قطر على الساحة السورية، وساهمت في انحراف مسار الثورة السورية وتحولها إلى حرب أهلية، موضحا أن قطر منذ الأيام الأولى لاندلاع الثورة حرصت على تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة لتنظيم الإخوان الإرهابي في سوريا، وهو الأمر الذي ساعد على وصم الثورة بالإرهاب من قبل نظام الأسد. وقال: «عمدت الدوحة على رعاية ودعم المجلس الوطني السوري، وقد قامت بإقصاء ضباط الجيش السوري الحر الذي كان نقيا، ولا هم له إلا نجاح الثورة وإنقاذ الوطن، ووجه القطريون الدعم لأشخاص آخرين ليس لهم علاقة بالجيش الحر». وأشار النجار إلى أن عقيدة الإخوان هي نفسها عقيدة حزب البعث تماما، الاثنان يريدان السيطرة على الحكم بأجندة دينية ودكتاتورية، حيث يريد الإخوان في سوريا استبدال دكتاتورية الأسد بدكتاتوريتهم، وهو الأمر الذي تدعمه قطر بملايين الدولارات، فضلا عن الممارسات الإعلامية الموجهة لقناة الجزيرة، والتي ساهمت هي أيضا في انحراف الثورة السورية عن المسار الصحيح. وتابع: «العلاقات المريبة التي جمعت بين إيران وقطر، ودعم قطر لجبهة النصرة وأحرار الشام وغيرهما من الفصائل الإرهابية في سوريا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن قطر كانت ولا تزال ضد الثورة السورية، وهي في هذا الأمر تتفق مع التوجه الإيراني، وهو الأمر الذي جعلني أكتب منذ 3 سنوات العديد من المقالات والتحليلات التي تؤكد أن قطر وإيران هما العدو المشترك للثورة السورية. وأكد النجار أن قطر شوهت وحرفت مسار الثورة السورية لصالح أجندات خاصة خدمت بها النظامين السوري والإيراني، وقد ساهمت الأدوار القذرة التي لعبتها كل من قطر وإيران على الساحة السورية في إلصاق تهمة الإرهاب بالثورة السورية، وذلك لأن القوى التي دعمتها قطر وإيران في سوريا هي قوى متطرفة وإرهابية. من جهته، أوضح المعارض والناشط الحقوقي السوري فراس حاج يحيى، أن الثورة مرت بالعديد من المراحل على مدى 7 سنوات، وهو ما انعكس على مواقف العديد من الدول من ضمنها الموقف القطري الذي كان في البداية منسجما مع السياسة العربية، غير أنه بعد فترة قصيرة حدث تحول جذري في الموقف من أحداث الثورة، حيث حرص النظام الحاكم في قطر على تقديم الدعم السياسي والعسكري والمالي والإغاثي والإعلامي للعديد من الفصائل والتنظيمات المتشددة والمتطرفة، وهو الأمر الذي جعل الثورة السورية تتحول من المسار السلمي المتمثل في المظاهرات السلمية إلى المسار العسكري، والذي معه تحولت الثورة السلمية إلى حرب أهلية بمعنى الكلمة. وشدد فراس على أن التدخل القطري في أحداث الثورة السورية أضر بها كثيرا، وكان مفيدا بشكل كبير لنظام الأسد المدعوم من طهران، مشيرا إلى أن الدور القطري المشبوه كان واضحا جدا في اتفاقية المدن الأربع التي تمت برعاية قطرية بين جبهة النصرة وهو فصيل إرهابي، وبين حزب الله وهو فصيل إرهابي أيضا، وتمثل هذه الاتفاقية إحدى صور جرائم الحرب التي وقعت على الساحة السورية، لأنه على أساس هذه الاتفاقية حدث تغيير ديمغرافي داخل سوريا، وذلك بعد أن تم نقل سكان من ريف دمشق إلى إدلب بضغط من قطر على الفصائل القريبة، وذلك في إطار صفقة شاملة بين قطر من جانب وحزب الله وإيران من جانب آخر للإفراج عن الصيادين القطريين الذين كانوا مختطفين في العراق. وأضاف فراس: «أما قناة الجزيرة فقد حدث تغيير في بوصلة خطابها الإعلامي، وأصبحت تأخذ تقاريرها عن الإعلام الحربي للنظام السوري، ولأول مرة منذ سبع سنوات تغطي خطاب بشار الأسد بصورة مباشرة، وبدلا من أن تصفه برئيس السلطة الحاكمة سمته بالرئيس السوري، وهو تحول يؤكد مدى التقارب القطري مع إيران ونظام بشار، وذلك كله على حساب الثورة، مع العلم أن الجزيرة اعتادت على أن تستضيف على مدى السنوات الماضية قادة الفصائل الإرهابية في سوريا، وهو الأمر الذي ساهم في إبراز الثورة بصورة مشوهة، وأن من يمثلها هم الإرهابيون. واختتم فراس حديثه قائلا: «الواضح اليوم لجميع السوريين، أن هناك دورا قطريا تخريبيا في سوريا، وهو ما اتضح أكثر مع التقارب الأخير بين قطر والمعسكر الإيراني الذي يدعم نظام بشار الأسد، وقد ظهر هذا جليا في تغير لهجة الخطاب الإعلامي القطري الذي وصف بشار الأسد مؤخرا بالرئيس السوري.
مشاركة :