حقوق نساء الأرض - مقالات

  • 11/11/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا أدري ما الذي يجعل ملحداً أو علمانياً متشدداً، أو لا أدري لا يدري أنه يدري، أن يركز كثيراً في مسألة «الحور العين» التي يأخذها من باب النقد واتهام المسلمين أنهم «شهوانيون»، وكيف لدين ما أن يوعد أتباعه بحور منعمات وجميلات ومطهرات، معتبراً نفسه صاحب الوعي الأعلى الذي ينبه المسلمين الغافلين أوالمغفلين أن دينهم ليس ديناً، أو أن كل الأديان ليست أدياناً أصلا وأنه هو نفسه ليس بإنسان، بل حيوان متطور عبر زيادة في القشرة الصدغية للمخ وإبهام يد معدل عبر طفرة جينية! ثم لا أدري أيضا لماذا يصر صديقي الملحد على مناقشة «الحور العين» من دون أن يلتفت للحظة واحدة إلى النساء الموجودات في الأرض، فهل يعقل يا صديقي أن تتهم المسلمين بالشهوانية لأنهم أحبوا «الحور العين» الذين سمعوا عنهن فقط، بينما أنت أيها الحقوقي الغاضب من دين وعد أتباعه بـ «حور عين» خلقهم الخالق، لا تكلف نفسك للمدافعة الجادة عن نساء في الأرض تعرضن لكل أنواع الإهانة والإذلال على يد الخلق أنفسهم، بمن فيهم حضرتك! ولن أثبت إساءتك عبر استخدام تكتيك كتابي يقول: «إن العطر الذي تضعه استخدمت الشركة في إعلانه امرأة بإيحاءات جنسية لإثارة الزبون، وترتدي بدلة استخدمت الشركة المنتجة لها امرأة أخرى وهي ترتمي على قدم العارض الذي ارتداها في الإعلان، وتلبس حذاء استخدم في انتاجه نساء الهند والفيلبين والبرازيل وباكستان لكي يصنعنه صناعة يدوية بسعر الدولار عالمياً وبثمن بخس لقدراتهن اليدوية»! وتعيش في كوكب «سلّع» المرأة و «شلح» ملابسها في عملية إنتاج أكبر تجارة ميديا عبر أفلام البورنو، ورغم ذلك فأنت تتغافل أو لا ترى أو أصبحت أعمى البصيرة، لا لن أستخدم تكتيكاً مثل هذا لكي أثبت لك كم أنت غافل، ولكني أريد أن أسألك بصدق: هل حقا أنت جاد يا صديقي الملحد الحقوقي في مناقشة حقوق «الحور العين»، وغافل تماماً عن حقوق النساء الموجودات حولك! وهل يعقل أن تختم مسيرة حياتك بنقاش قضايا مثل الختان، والمثلية، والحرية الشخصية للنساء، وتدافع بقوة سبعين حصاناً عن فتاة تريد أن ترتدي في الشارع ما كانت جدتها ترتديه في غرفة النوم! ثم قبل الموت تكتشف أنك كنت أكثر «الشهوانيين» الذين يعيشون بيننا، ولكنك قررت أن تضع على جبتهك لوحة حقوقي؟ حسناً... لا تغضب، فمن الممكن أن نجلس مع بعضنا ونتفق على مشتركات عامة مثل الترحيب بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والفخر والاعتزاز بالتشريعات التي تعطي النساء مساحات أكبر من الحرية حتى نصل للحظة الانفتاح الكبير، ونصب اللعنات على المتشددين ونحكي عن زلاتهم ومشاكلهم الأخلاقية وننفجر من الضحك على بعض النكت المترجمة التي تسخر من العقائد والمقدسات، إلا أن هذا لا يعني إطلاقاً أنك لا تعاني من حالة هوس بما تنكره، فتجلس وتشير للسماء التي تنكرها طوال الوقت، وتنسى الأرض التي تقف عليها عبر حالة الغفلة لما يحدث حولك. نعم...أعلم أنك تعتقد أن ما تقوم به من عملية نقد هو حق مشروع كفله لك أي شيء ستقوله، وأنك تعتقد أن ما تقوم به شكل من أشكال نشر الوعي وحمل رسالة تنويرية من أجل الظلاميين الذين تعيش بينهم، وأنك حساس وإنساني لدرجة البكاء على واحدة من «الحور العين» التي ستكون مكافأة لمن أزاح جذع شجرة من الطريق فدخل الجنة، أعلم ما ستقوله جيداً، لأنك مكرر وممل ومستهلك حد الببغاوية. ولكن ما غاب عنك أن البدايات أكثر إنسانية من النهايات، فالبداية تكون من حقوق خادمتك والعاملة في شركتك، ونساء كثر حولك تحولن إلى سلع وكرنفالات إعلانية، عليك كحقوقي أن تمتلك القدرة التي تؤهلك لنقد ما يحدث مع البشر وليس مع الحور العين. إننا في الدول العربية على الأقل لم نعد بحاجة لتنويري يشعل لنا المنارة لكي يوضح لنا الطريق... لقد أصبحنا بحاجة إلى أن يشعل التنويريون في أنفسهم النار أمام برلمانات العالم العربي من أجل المطالبة بأجندة تتعلق بالنساء. كاتب كويتي moh1alatwan@

مشاركة :