قالت مجلة «إنترناشونال بوليسي دايجست» الأميركية إن الحصار الجوي والبحري والبري المفروض على قطر من قبل السعودية وحلفائها، أثّر على اقتصاد قطر، لكن ليس بنفس القدر الذي كانت تأمله هذه الدول الأربعة، مشيرة إلى أنه في أعقاب الصدمة الأولى، ردت قطر على الحصار بمهارة، وأن نظرة على إحدى الشركات الرئيسية في قطر، وهي الخطوط الجوية القطرية، تكشف بعمق كيف أظهر القطريون قدرتهم على الصمود. وأضافت المجلة، في تقرير لها، أنه منذ عدة سنوات قبل الحصار، حققت الخطوط الجوية القطرية معدل نمو سنوي قدره 20 %. وجلبت شركة الطيران طائرات جديدة بمعدل كبير، بما في ذلك صفقة 100 طائرة مع بوينج، أعلنت في العام الماضي. وبذلك، تحدت الخطوط الجوية القطرية هيمنة «طيران الإمارات» و»الاتحاد للطيران» على السوق. وأشارت إلى أنه خلال اجتماع مع برلمانيين بريطانيين في أواخر سبتمبر، وصف كبار المسؤولين التنفيذيين في الخطوط الجوية القطرية كيف تعاملوا مع الرحلات الجوية التي كانت في الجو في الخامس من يونيو، وحرمت من الحصول على تصريح بالهبوط في مطارات الدول الأربعة. وقد تم حظر الموقع الإلكتروني لشركة الخطوط الجوية القطرية، لذلك طلبت الشركة من الركاب استخدام «الفيس بوك» كوسيلة لاتخاذ الترتيبات. وخلال اليوم، أعيد حجز آلاف الرحلات الجوية. وفي الوقت نفسه، كانت مكاتب شركات الطيران في دول الحصار الأربعة مغلقة. وكان على الشركة القطرية أن تتعامل بسرعة مع 500 موظف، منعوا دون سابق إنذار من الوصول إلى مكاتبهم وعملهم. وتم منح المواطنين القطريين أسبوعين للرحيل، في حين وجد المواطنون أنفسهم دون وظائف، وواصلت شركة الطيران دفع أجور المتضررين، مع وضع استراتيجية طويلة الأجل لموظفيها في بلدان الحصار. وأشارت المجلة إلى أن الخطوط الجوية القطرية ردت على الحصار المفروض على الغذاء عن طريق نشر أسطولها البالغ 22 ناقلة جوية. ومن خلال العمل عن كثب مع الأتراك والإيرانيين، أمكن تفادي خطر حدوث نقص حاد في الأغذية، في غضون 48 ساعة من تنفيذ الحصار. واختتمت المجلة تقريرها بالقول إنه بالنظر إلى انعدام الحوار بين أطراف الأزمة، يبدو أن النزاع سيظل مستمراً في المستقبل، مشيراً إلى أن قطر أثبتت أنها بارعة، وذكية ومرنة في التعامل مع التداعيات الاقتصادية، وأن المحللين الاقتصاديين قالوا إن الأسوأ انتهى بالنسبة للاقتصاد القطري، وينبغي أن يكون ذلك بمثابة رسالة إلى دول الحصار الأربعة للعودة إلى طاولة المفاوضات، والعمل على إنهاء الخلاف الذي يضر دبلوماسياً وسياسياً واقتصادياً بجميع المعنيين.;