في أي دولة "الاعتبارات والحسابات التنموية" بعيدة عن العبث الافتراضي وتضليل شبكات الإنترنت. أمضيت عاما من المقارنة والرصد أكد لي صواب مناهضتي لكذبة أطلقت، وصدقها الناس مثل أكاذيب أخرى، حتى لو بنيت على خبر أو حادثة أو معلومة صحيحة؛ ستظل أكاذيب مقدور على فرزها.. ولو "بعد حين". منذ نشر الخبر، ثم محاولة إعادة إنتاج التجربة وفشلها في وسوم أخرى؛ كشفت للكثيرين وباعتراف وارد في تغريداتهم كم كان هذا "الفخ- الوسم" من التضخيم بحيث حصل على ضوء لا يستحقه؛ لأن أي تنمية لا تقوم بناء على وسم للتعبير عن رأي بأسماء مستعارة، وغالبية الوسوم اليومية تسلية ومجرد "طق حنك". يقول الخبر: "أكدت مواقع إلكترونية مختصة بتحليل المعلومات على شبكة الإنترنت من دون ذكر المصدر، وهذه غيبوبة للمصداقية والمهنية: إن عدد تغريدات وسم الراتب ما يكفي الحاجة 17 مليون تغريدة، وهو أول وسم يتفاعل فيه السعوديون منذ استخدامهم تويتر، تصدر المراتب الـ10 ومتوسط عدد التغريدات تجاوز المليون تغريدة يوميا". الهاشتاق؛ توقد لأسبوعين وطالب فيه مغردون بزيادة الرواتب مع مقارنات بين رواتب القطاع الخاص والقطاع الحكومي وبين رواتب السعوديين والخليجيين، التي يعدّونها مُرضية. هناك إعلاميون ومحللون ومشاهير ونخب دعموا الوسم بمشاركاتهم فيه. هل فعلا.. "الراتب ما يكفي.."؟ الرد بالأرقام. وبعد أكثر من عام على إطلاقه وفحص ما تمخض عنه؛ نعدّه مجرد "فقاعة"، المقصود من إطلاقها ليس انتعاش حياة السعوديين. هذا يتوازى مع استهداف السعودية بأطنان المخدرات والبضائع والأغذية المغشوشة ووسوم الفتنة.. إلخ أوجه الاستهداف، ومئات وسوم الهدم والتذمر اليومية الموجهة، وتؤكد تلوثها معلومات وزارة الداخلية، فيما تنفي الإحصاءات صحة ومصداقية نسبة ليست بالقليلة من المعلومات الواردة في ذلك الوسم، رغم الوجود النسبي "للفقر والقصور التنموي والاحتياج للتطوير بما يرتقي بحياة المواطنين في السعودية"، ووجوب اجتراح سياسات تنويرية للتوفير فاعلة، وتحسن أساليب إدارة ثرواتهم كبيرها وصغيرها، ولو كانت راتبا لا يصمد إلى منتصف الشهر. ولي عودة لتوضيح وتأكيد أن الفقراء والمحتاجين حقا لم يقودوا تفعيل الوسم حتى لو كان "دلوهم" فيه مجرد تغريدة مؤيدة. ما أورده هنا "بيانات وتصريحات" يتوقف أمامها الباحث عن الحقيقة: أطلق الوسم في "يوليو2013". وأعلنت وزارة الداخلية السعودية في مايو 2014 اكتشافها 500 ألف حساب تدار من الخارج للنيْل من أمن المملكة. عام إطلاق الوسم زار أكثر من 19 مليون مسافر فقط وعبر "جسر الملك فهد" دولة واحدة. ولجميع رحلاتهم مصروفاتها واحتياجاتها. السفر يعني بند الترفيه والأمور الثانوية وليس "الطوارئ أو الأساسيات". هذا العام وفي الفترة من 7 حتى 13 أغسطس زار البحرين ربع مليون مسافر خلال أسبوع واحد، وفي 30 يوما عبر مليونان و130 ألف مسافر الجسر خلال شهر "شوال الماضي" فقط بمعدل 75 ألف مسافر يوميا. بلغ الزحام ذروته أيام عيد الفطر، وشهدت كثافة العبور 452 ألف مسافر يوميا. أكثر من مليوني سائح سعودي استقبلتهم إمارة واحدة فقط في دولة الإمارات في النصف الأول فقط من هذا العام 2014.. للحديث بقية.