قالت المعارضة السعودية الشهيرة مضاوي الرشيد، الأستاذة الزائرة في كلية لندن للاقتصاد: «إن بطاقة المملكة العربية السعودية الأخيرة في لبنان هي استخدام إسرائيل لضرب حزب الله وإيران».وتساءلت الرشيد، في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني: هل سيذهب ولي العهد السعودي لإبرام اتفاق مع إسرائيل يعرض فيه تطبيعاً كاملاً معها مقابل قيامها بتدمير حزب الله وإيران في لبنان؟ أشارت الكاتبة عبر مقالها إلى تاريخ علاقات كل من السعودية وإيران بلبنان، لافتة إلى أنه منذ الخمسينيات كانت الاستراتيجية السعودية في لبنان هي تشجيع البرجوازية السنية اللبنانية الموالية للسعوديين والعزم على القضاء على التهديدات القومية واليسارية القادمة من قلب بيروت. ومنذ السبعينات وقعت العديد من عمليات التسلل الإسرائيلية العنيفة التي أدت إلى إفقار المدن والقرى والحقول الزراعية وطردها وتدميرها. وبدون دعم إيران لحزب الله، كان من المحتمل أن يكون جنوب لبنان تحت الاحتلال الإسرائيلي. وأشارت الكاتبة إلى أنه منذ وصول الملك سلمان إلى السلطة في عام 2015، تزامن ذلك مع انخفاض حاد في أسعار النفط، وانهار النفوذ المالي للحريري في المملكة العربية السعودية وبدأ نفوذه السياسي يظهر تصدعات خطيرة في لبنان. ويبدو أن السعودية فقدت أهميتها التاريخية في لبنان حيث عززت إيران وجودها هناك. وهكذا فإن البطاقة الأخيرة التي يمكن أن تلعبها المملكة العربية السعودية لصد إيران كانت استدعاء سعد الحريري (رجلها في بيروت) إلى الرياض؛ حيث قرأ بشكل مفاجئ وغير متوقع رسالة استقالته في الليلة نفسها التي بدأ فيها محمد بن سلمان «مكافحة الفساد»! وقالت إن الاتفاق الذي ساهم في استقرار لبنان وأدى إلى انتخاب رئيس بعد فراغ لمدة عامين، وعودة سعد الحريري إلى رئاسة الوزراء أصبح الآن معرضاً للخطر. ورأت أنه إذا تحولت المنافسة الإقليمية السعودية الإيرانية إلى مواجهات عنيفة نوعاً ما في لبنان، فإن اللبنانيين وأيضاً آلاف من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين سوف ينجذبون إلى مثل هذا الصراع. كما توقعت الكاتبة أن تكون هناك أزمة لاجئين جديدة على عتبة أوروبا مرة أخرى. ومن شأن ذلك أن يمنع أي بلد أوروبي من تشجيع الخطط السعودية لزعزعة استقرار السلام الهش في لبنان. وقالت إنه لحسن الحظ أعرب سفراء الاتحاد الأوروبي في لبنان عن دعمهم للدولة اللبنانية، ولم يبدوا أية نية للمساهمة في وضع متقلب من خلال دعم المزاعم السعودية بأن لبنان أعلن الحرب عليه. وذهبت الكاتبة للقول إن السعودية لن تكون قادرة على زعزعة استقرار لبنان إلا إذا كانت تعمل مع إسرائيل، الدولة الوحيدة التي لديها القدرات العسكرية لتهديد سلام لبنان الهش. وتساءلت: هل سيبرم محمد بن سلمان اتفاقاً مع إسرائيل يعرض فيه تطبيعاً كاملاً مقابل قيام إسرائيل بتدمير حزب الله وإيران في لبنان؟ وأضافت: إن هذا أمر لا ينبغي استبعاده بالنظر إلى أن الأمير الشاب لا يبدو أنه يفكر في عواقب أفعاله. واختتمت الكاتبة مقالها بالقول: إن على المجتمع الدولي، وخاصة أولئك الذين سيتأثرون مباشرة بأفعال بن سلمان في لبنان، أن يمارسوا الضغط عليه لكبح أوهامه بأن يصبح «سيد الشؤون العربية من بلاد الشام إلى عدن». كما ينبغي على المجتمع الدولي أن يظهر تضامنه مع لبنان بإدانة أي عدوان إسرائيلي عليه.;
مشاركة :